يوم التروية .. أقسم الله به في القرآن واختلف المفسرون عليه
الإثنين 20/أغسطس/2018 - 01:32 ص
شروق ايمن
طباعة
يوافق اليوم الأحد الثامن من شهر ذي الحجة، يوم التروية الذي يتجه فيه حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى، ويتبعون السنة في أداء الصلوات الخمس بمنى، على أن يتوجهون في صباح اليوم الثاني إلى جبل عرفات، لأداء مناسك الحج الأكبر.
وتوالت آراء الفقهاء عن سبب تسمية يوم التروية بهذا الاسم، وكان السبب الأبرز هو لأن الحجاج كانوا يروون فيه من الماء أثناء وجودهم في منى، حيث أنه في العصور القديمة لم تكن المياه متوفرة في تلك الأماكن، مما كان يدفع ضيوف الرحمن لأخذ حاجتهم من المياه والارتواء منه.
"يوم التروية"
أطلق عليه هذا الاسم لحصول سيدنا إبراهيم عليه السلام فيه التروي في ذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، وورد فى السنة تأصيل قاعدة ذلك؛ فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقف فى حجة الوداع بمنى للناس يسألونه، فجاءه رجل فقال: لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح؟ فقال: "أذبح ولا حرج"، فجاء آخر فقال: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمى؟ قال: "أرم ولا حرج"، فما سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن شئ قدم ولا أخر إلا وقال: "أفعل ولا حرج" متفق عليه.
الحجاج في مشعر منى
"الأعمال المحببة في يوم التروية"
يُعد يوم التروية من الأيام التي أقسم بها الله تعالى في كتابه العزيز بقوله "والفجر، وليالٍ عشر"، حيث يقوم ضيوف الرحمن ببعض الأعمال المحببة في هذا اليوم، والتي يأتي أبرزها الإحرام في منى، ويستحب للحاج المبيت في منى يوم التروية، وسنة عن النبي يصلي الحجاج الفروض الخمس بمنى وهي الظهر، العصر، المغرب، العشاء، الفجر، ثم يتوجه إلى عرفات، كما أنه إذا لم يُحرم الحاج، يُستحب أن يقوم بذلك في منى بيوم التروية، ويتم ذلك بجانب الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء التوجه إلى منى والجهر بها، كما كان يفعل النبي صلي الله عليه وسلم.
"أخطاء يوم التروية"
يوجد بعد الأخطاء التي يقع فيها الحجاج في يوم التروية، حيث يترك بعضهم الغسل والتطيب بعد العمرة، كما لا يذهب البعض إلى منى في ذلك اليوم، والسنة أن يحرم ضحى اليوم الثامن للحج، فضلًا عن ترك بعضهم القصر في الصلوات مع أن السنة القصر في الصلاة.
"أخطاء قد تفسد الحج"
هناك أخطاء شائعة بين الحجاج قد تؤدي إلى إفساد الحج، وعليهم أن يتجنبوا فعلها، وتستعرض لكم "بوابة المواطن" الإخبارية، هذه الأخطاء فيما يلي:
أولًا، أن يقف الحاج خارج حدود عرفة، كتجنبًا للازدحام، وتعد هذه من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الحجاج، حيث يحاولون أن يكونون قريبين من الطرق الرئيسية حتى لا يعلقوا بزحمة السير عند العودة إلى مزدلفة وهذا ما يجعلهم يخالفون هذا الركن فلا يحتسب حجهم لأن الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم، ولا يصح الحج إلا به.
ثانيًا، أن يخرج الحاج من صعيد عرفة قبل غروب الشمس في التاسع من شهر ذي الحجة، حيث يتوافد في هذا اليوم الحجاج إلى صعيد عرفة من طلوع شمس هذا اليوم حتى غروبها ومن يخرج صعيد عرفة قبل غروب الشمس فسد حجّه.
أما الخطأ الثالث، فيأتي عندما لا يتوجه الحجاج أثناء دعائهم إلى القبلة، فهناك بعض الحجاج لا يستقبلون القبلة في الدعاء وهذا ما يؤدي إلى إفساد حجهم.
فيما يأتي الخطأ الرابع، والذي هو من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الحجاج، قيامهم بالتجمع حول الصخرات الموجودة في جبل الرحمة التي وقف عندها الرسول صلى الله عليه وسلم، معتقدين أن هذه سنة نبوية وقد ورد عن رسول الله "وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف" رواه مسلم، وبذلك نصل إلى أنه من غير الضروري التجمع حول الصخرات.
حجاج بيت الله الحرام