"يا قطر الـVIP يا مقبل على الصعيد".. معارك في السكة الحديد والسبب جشع سائقي الميكروباص

الإثنين 20/أغسطس/2018 - 06:31 م

السكة الحديد

إسلام مصطفى

يُقال: "في السفر سبع فوائد"، ولكن ما رصدته كاميرا المواطن يؤكد وبشدة على إن في السفر سبع مشاكل وربما تزيد، حيث بشر يكتظ بهم رصيف محطة قطار رمسيس بالقاهرة، بالتحديد، رصيف الوجه القبلي، وجوه حائرة وعيون تترقب القطار الذي تنتوي أن تستقله، لا القطار الذي حجزت فيه تذكرة.

بينما كاميرا "بوابة المواطن" ترصد المشهد رأينا رجلًا في العقد الرابع من عمر تقريبًا، يجلس حائرًا كقرنائه من المنتظرين، وبسؤاله عن سبب حيرته أجاب: "أنا جيت هنا الصبح علشان أركب القطر المميز وما كانش فيه نفس، ومش عايز أركب عربية".

هجوم على قطار الـ"vip"

محطة سكة حديد في الصعيد

وبينما هو يتحدث، انطلقت صافرة القطار رقم 111638 "VIP"، ودخل القطار المحطة على الرصيف المُقرر له أن يقف فيه، وفجأة حدث ما لم يتوقع، هجم الناس على باب القطار هجمة رجل واحد، وأثناء ذلك بدأت المناوشات بينهم، كلًا منهم يريد أن يفز بمقعدٍ، بالرغم من أن القطار بالحجز المُسبق، وتعالت أصوات الناس متزمرين، ولم يتبقى في ممر القطار حتى نفس ليقف أحد، ولكن ما زالت عملية الدخول مستمرة.

وعلق أحد المواطنين على ذلك المنظر قائلًا: "قطر الساعة 2:45 اتأخر وصل المحطة على الساعة خمسة ونصف الفجر، وكان مزدحم جدًا، بس القطر ده أرحم طبعًا".، ورغم ذلك قرر أن يذهب؛ ليستقل ميكروباص إلى محافظة أسيوط.

رصيف السكة الحديد

الأمر لم ينته بعد، فبرغم الهدوء الظاهر خارج القطار بعد عملية التكدس، تستحضر إلى الأذهان مثل: "من بره هلله هلله، ومن جوه يعلم الله"، وبدأت الأمور تشتعل في الداخل بالتحديد عندما توقف القطار في محطة الجيزة، وبدأت المعارك تحتدم في قطار الـVIP ووصلت إلى حد التراشق بالفاظ والأيدي، والسبب غريب جدًا أن أحد المُسافرين الذين لم يحجزوا تذكرة، وضع يده على مقعد أحد ركاب القطار الذين استقلوا القطار من محطة الجيزة، ولا يريد أن يترك المقعد لصاحبه، بحجة أن زوجته بصحبته ولا يصح أن تقف وسط الرجال.

الميكروباص أغلى والتذاكر في السوق السوداء

رصيف السكة الحديد

بسؤال أحد الشباب الذين تذمروا من الأمر، عن مدى إتاحة التذاكر في السوق، قال: موسم العيد لازم الناس تحجز فيه لتذاكر مبكرًا وده طبيعي جدًا أن يكون فيه ازدحام، أنا حجزت تذكرتي من القاهر المنيا منذ شهر ونصف، ولكن لم أتوقع أن حتى قطار لـ VIP، سيكون بهذا المنظر، وأردف قائلًا: "المفروض الناس اللي مش حاجزة ما تركبش".

فيما قال صاحب المُشكلة: أنا ذهبت لحجز تذكرة ولم أجد، وهذا ما اضطرني أن استقل هذ القطار، وما شجعني أنني رأيت هذا المقعد فارغًا، مُضيفًا أن صاحب المقعد كان يجلس في موازاته، ولم يبلغه أن المقعد له، ووصفه أنه مخطئ.

وعندما سألنا أحد الشباب الواقفين في ممر القطار ما أجبره على ذلك، أجاب: أنا عسكري في الجيش، ومن المنيا، ولما رحت اسأل على أسعار الميكروباص للمنيا، وجدته بـ150، فقررت أن استقل ذلك القطار حتى وأن ظللت واقفًا.

رصيف السكة الحديد

وقاطع كلامه، شاب في الثلاثينات من عمره، قائلًا: ميكروباص القاهرة سوهاج وصل 210، بسبب استغلال سائقي الميكروباص لموسم العيد، مُشيرًا إلى أن القطار بالنسبة له أفضل حتى مع كل تلك المشاكل، لأن الأجرة مرتفعة جدًا بالنسبة له.

وبرغم ذلك، رأى "محمد. أ" شاب عشريني أن الميكروباص أفضل وأريح من تلك "الدوشة" على حد وصفه، نادمًا على ركوبه القطار، دون أن حجز تذكرة.

وما زاد "الطينة بلة"، كلمات أحد الركاب الركاب الذي أكد أنه اشترى تذكرة القطار من الشوق السوداء بضعف الثمن.