"فيديو" رحلة بقرة من المزرعة إلى الذبح .. والأزهر: هذا حرام
الثلاثاء 21/أغسطس/2018 - 12:38 ص
وسيم عفيفي ـ تصوير: محمود الدايح
طباعة
عبر التيوتا بدأت رحلة بقرة يبدو أنها حلوب واقتيدت بالحبال من ذريبتها بالمزرعة المجهولة لمراسل "بوابة المواطن الإخبارية"، حتى وصلت إلى محل الذبح وطوال الطريق لم تكن تعرف أن العد التنازلي لحياتها بدأ مع تحرك السيارة.
وصلت البقرة واستقبلها الجزار ومساعديه وأخذوها في نهم إلى الداخل لتنتهي حياتها هناك مذبوحة، وتأخذ في دقائق تفارق الحياة حتى يتم سلخها وتعليقها ثم يتم بيعها قطعة قطعة.
كان مستفزاً جداً منظر تراقص الجزارين حول البقرة بعد ذبحها على أنغام الأغاني الشعبية والتي كانت عجيبة مستفزة، لكن بعيداً عن السلوك الآدمي في التعامل مع الحيوانات لكن شرعاً هل طريقة ذبح تلك البقرة يجوز ؟.
وصلت البقرة واستقبلها الجزار ومساعديه وأخذوها في نهم إلى الداخل لتنتهي حياتها هناك مذبوحة، وتأخذ في دقائق تفارق الحياة حتى يتم سلخها وتعليقها ثم يتم بيعها قطعة قطعة.
كان مستفزاً جداً منظر تراقص الجزارين حول البقرة بعد ذبحها على أنغام الأغاني الشعبية والتي كانت عجيبة مستفزة، لكن بعيداً عن السلوك الآدمي في التعامل مع الحيوانات لكن شرعاً هل طريقة ذبح تلك البقرة يجوز ؟.
بعرض الفيديو على الدكتور عبدالحميد الأطرش "رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر"، استنكر ما وصفه بـ "الصعبانية" مع مشاهد الذبح، مشيراً أن هذا عيد والضرورة تقتضي الذبح.
وأكد الشيخ عبدالحميد الأطرش في تصريح خاص لـ "بوابة المواطن الإخبارية"، أن ما جاء في الفيديو مخالف للشريعة الإسلامية لأنها حددت ضوابط نحر البقر والماعز والغنم والإبل، مؤكداً أن الجزارين الذين ظهروا في الفيديو ربما لا يعلمون من الذبح إلا البسملة والتكبير.
وأوضح الشيخ عبدالحميد الأطرش أن البقرة والجاموس والعجول والغنم والماعز لا يتم ذبحهم وهو في حالة الوقوف وإنما السنة تقول أن نحر البقر أو الغنم في أعلى الرقبة عند الرأس، حيث يضجعها على جنبها الأيسر ويضع رجله اليمنى على رقبتها، ثم يُمسك برأسها ويذبح، ويقول عند الذبح أو النحر: باسم الله والله أكبر.
سلخ بقرة
واستدل الشيخ عبدالحميد الأطرش بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه حيث قال: ضَحَّى النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم- بِكَبْشَيْنِ، أَمْلَحَيْنِ، أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا.
وفي الأصل فإن الذبح مختلف عن النحر، أن المالكية فصلوا الموضوع فقالوا أن الذبح للبقر والغنم، وما كان قصير الرقبة من غيرهما، بينما النحر فهو خاص بالإبل.
ومن ناحية النحر فإن المحل الذي يتم فيه الذبح هو ما بين الرأس والرقبة على أن تكون الجوزة أو جزء منها جهة الرأس، فإن انحازت الجوزة جهة البدن لم يؤكل عند الشافعية والمالكية، لأنه لم يقطع الحلقوم، وتؤكل عند الحنفية والحنابلة لأنهم لا يشترطون قطع الحلقوم، كما هو المروي عن أبي حنيفة والحنابلة، والذبيحة تُسمى في هذه الحالة (المغلصمة) واختص هذا المكان بالذبح، لأنه مجمع العروق فتسيل الدماء بسهولة، ويسرع خروج الروح.
سلخ بقرة
وأما محل النحر فهو الوهدة، وهي المكان المنخفض الذي بين العنق والصدر، وتُسمى أيضاً اللبة.
الثالث: أن المقطوع في الذبح أربعة أشياء هي: الحلقوم والمريء والعرقان اللذان بينهما، ويسميان بالودجين، فعند أبي حنيفة يكفي قطع أي ثلاثة منها، لأن المقصود إنزال الدم، وهو يحصل بذلك.
وعند الشافعية يكفي قطع الحلقوم والمريء، لأن الروح لا تبقى بقطعهما، وعند مالك لابد من قطع الحلقوم والودجين، ولا يشترط عنده قطع المريء.
وعند أحمد يكفي قطع الحلقوم، فإن قطع المريء فهو أكمل، والأولى أن يقطع معهما الودجين خروجاً من الخلاف؛ أما النحر، فإنه يكفي فيه طعن اللبة (الوهدة) التي بين الصدر والعنق، ولا يشترط قطع الأوداج.
الرابع: أن السنة في الذبح إلقاء الذبيحة على جنبها الأيسر عند الجمهور، لورود السنة بذلك، قال النووي في شرح مسلم: وبهذا جاءت الأحاديث، وأجمع المسلمون عليه، واتفق العلماء وعمل المسلمين على أن إضجاعها يكون على جانبها الأيسر، لأنه أسهل على الذابح في أخذ السكين باليمين، وإمساك رأسها باليسار.
أما السنة في الإبل، فهي أن تكون معقولة الرجل اليسرى، قائمة على بقية قوائمها الثلاث، لما روى أبو داود في سننه عن عبد الرحمن بن سابط: أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا ينحرون البدن معقولة اليُسرى، قائمة على ما بقي من قوائمها، ويرى الأحناف أنه لا فرق في الأفضلية بين نحرها قائمة ونحرها باركة.