أضحت أعيادنا تلوح في أفق الذكريات ما بين أيام الماضي المليئة بنفحات الخير وقناديل المحبة، وما بين حداثة العصر الذي سرعان ما ينطفئ وهج انوارة.
بالأمس البعيد كنا نرتقب فرحه العيد بشوق وسعادة تضج بها الحياة وتسعد بها وجوه الصغار، ما بين أثواب جديدة ومشاعر سعيدة، وبين فرحه صادقه وقناعات راضيه، طقوس العيد في تلك الأيام الخوالي وما كان لها من آثر يشفي القلوب ويسر بها الناظرين من فرط تنوع متعة ألوان الحياة وبهجتها.
أما الأمس القريب ومع تقدم حداثة العصر أصبح واقع العيد مسخًا اليكترونيًا، صار الجميع يتعايد ويتواصل عبر مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي والتي أدت بدورها إلي اختفاء الكثير من معاني وملامح العيد السعيد التي ألغيت دون حتي أن نعلم كيف ولماذا حدث ذلك، فأمسى العيد غريبًا ما بين حداثته وذكرياته.
صرنا نبتعد شيئًا فشيئًا عن سعادة العيد ومعناه الأجتماعي الحقيقي من ترابط ومودة وصله للأرحام، كثيرا من ذكرياتنا التي حفرت في الوجدان مازلت تحيا من عبق أيام لن تنسى، تنعشها كل صورة وكل ذكرى عشناها في تلك الأيام.
تلك المظاهر التي كانت تجمع الأهل والجيران والأصدقاء على مائدة واحدة عامرة، طعامها الخير والسعادة والقناعة، فكم من بيت من بيوتنا الآن يئن شوقًا لذكريات وعادات اندثرت من فرط واقعنا الاليكتروني الغير اجتماعي.
لو عدنا بالذاكرة ما بين الأمس البعيد والأمس القريب لوجدنا فارقًا شاسعا، ربما لن يتبقي من ذكريات وقيم الماضي شيئًا كبير لجيل قادم، ربما لن يلحق بهذا وبلا تلك.
وبذلك نطوى حكايات الماضي وتقاليد العيد التي طالما استمتعنا بها صغارًا، ولعل قادم الأيام يجعل لنا جميعًا فرحًا وسرورًا في أيامنا القادمة، ويعيد لو جزءًا صغيرًا من أيام الزمن الجميل.
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ:::::::: بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ