"مع بدء موسم المسلسلات التركية" كيف خُدِعت مواقع مصر الإخبارية في أزمة الليرة؟
الثلاثاء 28/أغسطس/2018 - 01:00 م
وسيم عفيفي
طباعة
أطلقت قناة ATV التركية البرومو الترويجي لموسمها الدرامي الذي من المقرر أن يبدأ منتصف سبتمبر المقبل جنباً إلى جنب مع بقية القنوات التلفزيونية الأخرى على رأسها Kanal D و TRT ، ورغم أن هذا الموسم يشهد منافسةً شرسة لكنه يأتي بالتزامن مع أزمة اقتصادية شديدة جراء انهيار الليرة التركية إثر قرارات العقوبات الأمريكية.
يزعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تتعرض لأزمة اقتصادية جراء ما يسميه "المؤامرة على تركيا"، وبالتالي فإن محبيه أخذوا تبريراً بعيداً عن الواقع واتسمت تعليقاتهم بالغياب عن الوعي والعقل، أما معارضيه فأخذوا في الشماتة لدرجة أن بعضهم أعلن إفلاس تركيا نفسها؛ وبين كل هذا أراد كثيرون اللعب على وتر القوة الناعمة التركية فقالوا أن الدراما التركية انهارت نتيجة لأزمة الليرة.
مقر مجلة فاراياتي
نشرت المواقع المصرية تقارير فنية نقلاً عن مجلة فارايتي الأمريكية، أن المسلسلات التركية كانت تجني 350 مليون دولار إيرادات تصدير لـ 142 دولة خلال 10 سنوات؛ وذلك قبل انهيار الليرة التركية.
بعد انهيار الليرة التركية توقعت المواقع المصرية أن يتوقف زحف الدراما التركية إلى الأسواق العالمية؛ على الرغم من أن متن التقرير يناقض العنوان نفسه حيث استندت هذه التقارير على بيانات مجلة فارايتي الأمريكية والتي أكدت اكتساح الدراما التركية عالمياً، وكان دليل المواقع المصرية أن القنوات العربية أوقفت عرض المسلسلات التركية على شاشاتها.
المتابع للدراما التركية يجد أن ميزانية الدولة لا تتكبد إلا 15 % خلال 10 سنوات وكلها منحصرة في الأسلحة لـ "المسلسلات الأكشن" مثل وادي الذئاب وقطاع الطرق لن يحكموا العالم؛ و "الدعم اللوجسيتي" للمسلسلات التاريخية مثل "أرطغرل" و "الفاتح".
أما بشأن حركة التصدير فهي توقفت في 16 دولة عربية ولم تتوقف في 6، وعلى مستوى العالم فهناك 142 دولة تتعامل مع الدراما التركية، بينما يبث موقع يوتيوب ومواقع المدونين العرب للفن مثل قصة عشق وتلفزيون الفجر بقية المسلسلات التلفزيونية، الأمر الذي دفع إلى زيادة سعر الحلقة الواحدة أضعافاً حيث وصل سعرها لـ 50 ألف دولار بدلاً من 5000 آلاف.
وبدأت أزمة انهيار الليرة التركية عندما فرضت وزارة الخارجية الأمريكية عقوبات على تركيا، بعدما فشلت الأسبوع الماضي مفاوضات بين البلدين، حول إطلاق تركيا سراح قسًا أمريكيًا تعتقله أنقرة.
وقرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مضاعفة التعريفة الجمركية على واردات الحديد والألومنيوم التركية، وقال إن رسوم الصلب على تركيا ستصبح 50% ورسوم الألومنيوم ستصل إلى 20%.
فيما رفض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الانصياع لمطالب أمريكا وقال إن بلاده ستنتصر في هذه الحرب الاقتصادية.
ويرجع الخلاف بين أمريكا وتركيا، على خلفية رفض الأخيرة تسليم القس الأمريكي، أندرو برانسون، المسجون في أنقرة بتهمة الانتماء إلى جماعة عبدالله جولن.
وطلبت تركيا من أمريكا مقابل الإفراج عن القس الأمريكي، تسليم المعارض التركي المقيم في أمريكا، فتح الله جولن، إلا أن واشنطن رفضت.