عالم أزهري ينتقد بيان الأزهر عن التحرش ويطالبه ببيان يحس الفتيات على الفضيلة
الخميس 30/أغسطس/2018 - 07:01 ص
نرمين الشال
طباعة
وجه الدكتور محمد أبوزيد الفقي أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر وعميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ سابقا، انتقادا مبطنا للبيان الذي أصدره الأزهر الشريف حول ظاهرة التحرش والتي تحولت في الفترة الأخيرة لحوادث تهدد أمن وسلامة الأسرة المصرية والمجتمع ككل.
كانت مشيخة الأزهر أصدرت أمس بيانا بخصوص ما أثير من جدل عبر مواقع التواصل الاجتماعى خلال الفترة الأخيرة بخصوص حوادث التحرش، وأفاد البيان أن (التحرش تصرف محرم شرعًا وسلوك مدان بشكل مطلق ولا يجوز تبريره بأى شكل من الأشكال).
والذي اعتبره كثير من علماء الدين، واساتذة الصحة النفسية، أمرا حاسما للجدل بخصوص إلقاء اللوم على الفتاة وملابسها أو شكلها والذى يعطى مبررًا لتحرش الشاب بها.
وأوصى الأزهر بضرورة اتخاذ خطوات جادة ووضع حد العقاب لتلك الأفعال، وذلك لضمان الأمان للفتيات فى الشوارع واستشهد البيان بالحديث الشريف : "لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ (المرأة المسافرة) تَرْتَحِلُ مِنَ الحِيرَةِ (موضع قرب الكوفة)، حَتَّى تَطُوفَ بِالكَعْبَةِ لاَ تَخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ" .
وكان "الفقي"، والذي عمل عميدا لإحدى كليات البنات لأكثر من خمس سنوات ذكر عبر بيان له ردا على بيان الأزهر والذي وصفه بالبليغ في عباراته، قال، إن هذا البيان يعد دليلا على أننا نعيش زمنا جديدا، ينظر فيه العلماء وهم أهلالإنصاف والنأي عن الهوى إلي وجه واحد من القضية واغفال الوجه الأخر، حيث أغفل البيان على حد قوله أمرا وتكليفا إلهي لنساء وفتيات المؤمنين بغض أبصارهن وعدم ابداء زينتهن، إلا للمحارم من الرجال. مذكرا بقول الله تعالي في سورة النور { وقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ .....} محذرا إياهم من نزول عقاب الله تعالى عليهم جراء اغفالهن أوامر الله تعالى،
وطالب "الفقي"، الأزهر بإصدار بيانا أخر يطالب فيه الفتيات والتحلي بالفضيلة، والتخلي عن التبرج، واظهار المفاتن لغير المحارم، والبعد عن الانفلات.
- الفتيات يرحبن بالبيان.. تأخر كثيرًا ولقد أنصفنا الأزهر أخيرًا.
من ناحيتهم فقد رحبت الغالبية العظمى من النساء والفتيات بالبيان الذي أصدره الأزهر، بإدانة التحرش، واصفينه بالمتأخر.
حيث تقول "منال محمد" موظفة، البيان خطوة على طريق التصحيح، والإصلاح عانينا في مجتمعنا المصري، منذ سنوات من هذه الظاهرة، وكثيرا من الفتيات والنساء تعرضن للتحرش، وللأسف ضاعت حقوقهن، لعدم افصاحهن عن المشكلة، خوفا من ملامة الناس، وتعرضهن للانتقاد، وتوجيه اللوم لهن من أقرب الناس.
أما "علياء رأفت" طالبة، تقول التحرش ظاهرة سيئة، وتنم عن مرض اجتماعي، ومواجهته لابد أن تكون بحكمة وحزم في ذات الوقت، فالقانون وحده لا يكفي لحفظ حقوق الفتيات، لكن لابد من وجود وازع داخل كل شخص يجعله يدرك أن التحرش جريمة يرتكبها في حق نفسه ومجتمعه، ومؤكد أن الوازع الديني أقوي وأشد تأثيرا في نفوس حتى العصاة منا، فهناك فرق بين ما يجرمه القانون ويقبله المجتمع، وبين ما يحرمه الدين فلا يقبله المجتمع وكذلك التحرش، لابد من التأكيد على أنه شيء محرم.