مافيا المقابر بالبحيرة.. تتاجر بحرمة الموتى والأسعار على صفيح ساخن
الجمعة 31/أغسطس/2018 - 11:20 ص
محمد وجيه
طباعة
شهدت محافظة البحيرة ارتفاعا رهيبا في أسعار المقابر وتحولت إلى المافيا وتجار يتحكمون فيها مثل سوق العقارات والسيارات، وبات الحصول على مقبرة رحلة عذاب شاقة لا يقدر عليها سوى من لديه السلطة والمال.
وعبر مواطنون مدن ومراكز محافظة البحيرة، عن غضبهم واستيائهم الشديد من ارتفاع أسعار المقابر بعد أن وصل سعر المقبرة الواحدة التي تصل مساحتها 5 أمتار إلى ما يقرب من 24 ألف جنيه، مؤكدين ان مافيا المقابر حولوها إلى تجارة مربحة بعد قيامهم بالاستيلاء على الأراضي دون رقابة الوحدات المحلية لمحافظة البحيرة، ودونمراعاة حرمة الأموات والمواطنين البسطاء.
لافتة مدون عليها مقابر جاهزة للبيع، وكأنه إعلان عن شاليه للمصيف أو فيلا وليس مقبرة يوضع فيها التراب علي وجه الميت رصدت عدسة " بوابة المواطن " مكتب الروضة لبيع المقابر الجاهزة بطريق " مصر -إسكندرية " الزراعي بمدينة كفر الدوار، والتقينا "محمد ع س " صاحب مكتب الروضة وصاحب أرض مقام عليها مدافن جاهزة للبيع ، وقال إن أسعار الترب تزايدت في الفترة الماضية، وذلك ضمن الارتفاع الشديد الذي شهدت جميع المنتجات والعقارات في محافظة البحيرة، حيث تضاعف سعر متر المقبرة عن العام الماضي ليصل سعر المقبرة مساحة 5 متر إلى نحو 24 ألف جنيه بعد ان كان 17 ألف جنيه في العام الماضي.
وأضاف "محمد " أن أسعار المقابر زاد جراء زيادة أسعار الأراضي ومواد البناء، موضحا ان مكتب الروضة لبيع المقابر يقدم امتيازات لراغبي شراء المقابر مثل تشطيب المقبرة كاملا ، وعزل وتغطية سطح المقبرة بمادة عازلة لحمايتها من الشمس والشتاء ، مضيفا ان بناء المقابر يتم في شوارع مستقيمة ذات بلاط لسهولة الحركة والانتقال، وبناء مظلة للعزاء واستراحة للمعزين والزوار.
كما يقدم مكتب الروضة، لراغبي الشراء مستندات ملكية الأرض وتشمل توكيل صحة الارض وعقد الملكية، وحكم بصحة التوقيع علي العقد اعلام وراثه و بطاقة حيازة حديثة، ومخالصة تفيد سداد كامل الثمن المستحق على الأرض.
ويستطرد " السيد ابراهيم " بالمعاش واحد مواطني محافظة البحيرة، إن أسعار المقابر ارتفعت في الآونة الأخيرة بشكل واضح مضيفا أن أسعار المقابر الجاهزة التي تصل مساحتها إلى 5 أمتار تباع بسعر 30 ألف جنيه واحيانا تصل الي 35 الف جنيه وتختلف من مكان لاخر.
واصبحت هناك ما يسمي بمافيا المقابر التي تتلاعب بالمواطنين، وتقوم ببيع المقابر بشكل وهمي بعقود مزورة ، وتفاقمت هذه الظاهرة يوما بعد يوم خاصة بعد انتشار ظاهرة " كحول التراب " و هو شخص يأتي به تجار المقابر ومعه بعض الأشخاص و يقنعون الناس أن هذه المقابر ملكا له، و يقوموا بتجديد شكل المقبرة وتغير ملامحها، ثم يتم بيع المقبرة من جديد لاشخاص اخرين ويختفي الكحول الذي قام ببيعها ، وعن تسجيل المقبرة يكتشف من اشترى المقبرة ان الاوراق مزورة وليس لها أساس ملكية.
فيما تعاني مقابر دمنهور، الإهمال الشديد من كل أجهزة الإدارة المحلية بالمحافظة، الأمر الذي يجعلها منطقة تتسم بالخطورة الشديدة ليس علي الأحياء بالمناطق المجاورة فقط بل أيضا على الأموات.
فمنطقة المقابر تعيش في ظلام دامس، ولا توجد بها أعمدة إنارة كافية, هذا الظلام حولها إلي منطقة آمنة لتجار المخدرات والمدمنين, بالإضافة إلي أنها أصبحت منطقة جذب لممارسة الأعمال
وقال السيد الرفاعي، مؤسس مبادرة تطهير مقابر دمنهور، إن سبب قيامهم بتدشين مبادرة لتطوير مقابر دمنهور منذ أشهر هو شعورهم بالصدمة من مظهر سرنجات المخدرات و"البيسه" "نوع من أنواع الهيروين الردئ"، والبيرة والخمور المنتشرة بالمقابر، مشيرًا إلى أن المبادرة نالت استحسان الأهالي.