عقب منح مجلس النواب برئاسة الدكتور علي عبد العال، الثقة لحكومة المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، أكد عدداً من السياسيين، أن هناك العديد من الأزمات والعقبات التي ستواجه حكومة المهندس شريف إسماعيل، وبخاصةً في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد في المرحلة الحالية.
وفي هذا السياق يرصد حق المواطن ، آراء عدداً من السياسيين حول مدى ثقة الشعب في الحكومة، والتحديات التي ستواجهها.
ارتفاع الأسعار والأزمات الخارجية
توقع الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عدم نجاح حكومة شريف إسماعيل، في تنفيذ أي جديد يذكر في المرحلة القادمة، معللاً ذلك لأن الحكومة ستواجهها العديد من التحديات والصعوبات ومنها أزمة الدولار وارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى الأزمات الخارجية.
وأضاف عودة، في تصريحات خاصة لـ حق المواطن ، أن الحكومة بشكلها الحالي غير قادرة على معالجة هذه الأزمات التي تواجه البلاد، مطالباً النظام الحالي بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعمل على صنع قيادات ورجالات سياسية جديدة لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة.
الدولار أكبر الأزمات
فيما قال عمرو علي، عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية، أن بيان الحكومة كان واضحاً، كما جاء على لسان رئيس الوزراء، لافتاً إلى إن مشاكل الوطن وتحدياته خصوصاً في الجانب الاقتصادي أكبر من قدرة حكومة شريف إسماعيل.
وأضاف علي، في تصريحات خاصة لـ حق المواطن أن هنا أسباب عدة تثبت أن مشاكل الوطن أكبر من قدرة إسماعيل ، أهمها يعود إلى طبيعة التحديات وعدم وجود أفكار جديدة لدى وزراء الحكومة الحالية، والدليل ما ركزت عليه الميزانية المعروضة على البرلمان والمقدمة من الحكومة على الاهتمام بتعظيم موارد الدولة عبر مراجعة السياسة الضريبية ورفعها على المواطنين.
وأوضح علي، أن الموازنة خلت من أفكار زيادة الاستثمار المباشر والذي يمكن أن يُعبر عن طفرة حقيقية للاقتصاد المصري والذي يمكن أن يشعر به المواطن البسيط، مشدداً على أن معركة الدولار ستكون أولى المعارك الطاحنة التي ستواجهها الحكومة.
المرحلة تحتاج إلى حكومات مبدعة
بينما أكد مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، أنه من الصعب أن تحصل الحكومة الحالية على ثقة الشعب بسهولة في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، والتي تحتاج إلى حكومات مبدعة تمتلك رؤى غير تقليدية وأفكار خارج الصندوق.
وأضاف حمزة، في تصريحات خاصة لـ حق المواطن ، أن مجلس النواب منح الثقة للحكومة وفق معطيات خاصة به لكن ليس بالضرورة أن تتفق هذه المعطيات مع معطيات الشعب، الذي لا يشعر بأداء الحكومة ليس لكونها غير قادرة على العمل وإنما لتركيزها على مجالات البنية التحتية التي لا يشعر المواطن البسيط بجدواها إلا بعد عقود من الزمان.
وأوضح حمزة، أن الثقة في الحكومة هي جزء من الثقافة السياسية للمجتمع، وهذه الثقافة تراكمية تتكون عبر الخبرات السابقة، وبالتالي فإن الثقافة التي تكونت وفق ممارسة الحكومات السابقة هي خبرات سلبية، تخلق أزمة ثقة دائمًا بين المواطن والحكومة.