"تقويم 9" شاهد على تحول محمد عطا من شاب مصريٍ حالم إلى منفذ هجمات 11 سبتمبر
السبت 01/سبتمبر/2018 - 04:04 م
إسلام مصطفى
طباعة
يقول تشوك نوكس، "دائمًا امتلك الخطة وكن مستعدًا فلا شيء يحدث صدفة"، لم تصدق وجهة نظر نوكس دائمًا، لاسيما وأن الأقدار تلعب لعبتها، وأكبر دليل على ذلك أن يجمع شهر سبتمبر بين حدثين أصبحا من أهم الأحداث في حياة الشاب البسيط محمد عطا ابن محافظة كفر الشيخ، المولود في الأول من سبتمبر ذلك الحدث الذي لم يأبه به أحد سوى أسرته، ولكن أعوام عديدة مرت؛ ليُصبح عطا حديث العالم بأسره في نفس شهر ميلاده، بعد مرور 33 عامًا؛ ليكون على قائمة مُنفذي تفجير 11 سبتمبر، عقب اختطاف الطائرة الأولى التي استهدفت برج التجارة العالمي الشمالي بأمريكا، والتي كان قائدها، ذلك الحدث الذي قلب موازين العالم بأسره، واتخذته أمريكا ذريعة لمُعاداة المُسلمين، فما الذي أوصل المُهندس عطا إلى هذه النُقطة؟
حلم بسيط في أول الطريق
حلم بسيط في أول الطريق
جواز سفر محمد عطا
وُلد المُهندس محمد عطا، في مطلع شهر سبتمبر عام 1968م، بمركز بيلا محافظة كفر الشيخ، إلا أنه عاش حياته في محافظة الجيزة، سعيًا وراء حلمه في أن يُصبح مُهندسنًا معماريًا، وظل يسعى لتحقيق حلم آخر، وهو السفر إلى الخارج، مما دفعه إلى الالتحاق لدراسة الألمانية بمعهد "جوتة" بمصر، وبالفعل تمكن الشاب الحالم إلى السفر إلى ألمانيا لاستكمال دراسته في جامعة "هامبروج" بالتحديد عام 1993م، وتمكن نيل درجة الماجستير عام 1999م.
بدأت حكاية التطرف بألمانيا
بدأت حكاية التطرف بألمانيا
محمد عطا مع زملاءه في ألمانيا
لم تكن الأعوام الستة التي عاشها عطا في ألمانيا، أعوام دون تأثير، فمن ألمانيا بدأت حكاية تطرف الشاب البسيط الحالم؛ فتحول إلى زرعة تطرف أنبتت بعدما سُقيت بأفكار المُتطرفين من المُنتمين إلى تنظيم القاعدة الناقمين على الغرب، وبعد تشبعه بالأفكار الشاذة والمُسيئة للإسلام، انتقل عطا إلى أرض الحرمين لأداء فريضة الحج عام 1995م، في خطوة يتخذها مُعظم المُقبلين على عالم التطرف الديني، ربما ليثبتوا لأنفسهم أنهم يسيرون على الطريق الصحيح.
انتقل عطا للعيش في شقة مع مجموعة من العرب في مدينة "هامبروج"، كان من بينهم، رمزي بن الشيبة؛ مُدير عمليات تفجيرات 11 سبتمبر، والذي مثل همزة الوصل بين مُنفذي تفجيرات برجي التجارة العالميين، ويبدو أن شيبة كان قد ضمن ولاء عطا وشُركاءه، فسرعان ما حدد لهم لقاء مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، عام 1998م بمقر التنظيم بأفغانستان؛ لتلقي تدريبات تُمكنهم من إخراج العملية بنجاح.
خطوات ملموسة نحو حلم القدر المُتطرف
انتقل عطا للعيش في شقة مع مجموعة من العرب في مدينة "هامبروج"، كان من بينهم، رمزي بن الشيبة؛ مُدير عمليات تفجيرات 11 سبتمبر، والذي مثل همزة الوصل بين مُنفذي تفجيرات برجي التجارة العالميين، ويبدو أن شيبة كان قد ضمن ولاء عطا وشُركاءه، فسرعان ما حدد لهم لقاء مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، عام 1998م بمقر التنظيم بأفغانستان؛ لتلقي تدريبات تُمكنهم من إخراج العملية بنجاح.
خطوات ملموسة نحو حلم القدر المُتطرف
محمد عطا في المطار قبل الهجمات
عامان تقريبًا مرا على الزيارة التي مهدت للعملية التي قلبت العالم رأسًا على عقب، انتقل بعدهما عطا إلى الولايات المُتحدة الأمريكية، بعد نيل درجة الماجستير، في مطلع القرن الجديد، وحصوله على صك التطرف الذي اعتاد أهل القاعدة توزيعه على المُنضمين الجُدد، حيثُ لُقب بأبي عبد الرحمن المصري، وسارت الخطة كما رسمها التنظيم والتي بدأت بغسيل مُخ عطا، ثم المرحلة الأهم حصوله على دورة تدريبية في الطيران بولاية فلوريدا في يوليو 2001؛ لتمكنه من الحصول إلى هدفه بسرعة، لم سوى أقل من خمسة أشهر وحدث مُراد التنظيم المُتطرف.
وبدأت رحلة أبو عبد الرحمن المصري، في صباح 11 سبتمبر، مُصطحبًا عبد العزيز العُمري إلى مطار "بورتلاند" الدولي، واستقلا الطائرة المُتجهة إلى بوسطن، التي حملت 81 راكبًا، وانطلقت الطائرة في رحلتها في الساعة 7:59، ولم يمر سوى نصف ساعة على تحليق الطائرة؛ ليُعلن عطا، أو "أبو عبد الرحمن المصري"، حدوث خلل بالطائرة يضطرهم للعودة إلى مطار "بورتلاند"، مُرددًا: "حافظوا على الهدوء، حصلت بعض التغييرات، وسنرجع إلى مطار بورتلاند"، 19 دقيقة مرت على تلك الكلمات، وبعدها وقعت فاجعة 11 سبتمبر بارتطام أول طائرة ببرج التجارة العالمي الشمالي.
وانقلبت حياة عطا
وبدأت رحلة أبو عبد الرحمن المصري، في صباح 11 سبتمبر، مُصطحبًا عبد العزيز العُمري إلى مطار "بورتلاند" الدولي، واستقلا الطائرة المُتجهة إلى بوسطن، التي حملت 81 راكبًا، وانطلقت الطائرة في رحلتها في الساعة 7:59، ولم يمر سوى نصف ساعة على تحليق الطائرة؛ ليُعلن عطا، أو "أبو عبد الرحمن المصري"، حدوث خلل بالطائرة يضطرهم للعودة إلى مطار "بورتلاند"، مُرددًا: "حافظوا على الهدوء، حصلت بعض التغييرات، وسنرجع إلى مطار بورتلاند"، 19 دقيقة مرت على تلك الكلمات، وبعدها وقعت فاجعة 11 سبتمبر بارتطام أول طائرة ببرج التجارة العالمي الشمالي.
وانقلبت حياة عطا
محمد عطا
هكذا تمرد الشاب البسيط محمد عطا على مُجتمعه، هاربًا من مُحافظته كفر الشيخ في محاولة منه إلى تحقيق أحلامه، إلا أن القدر كان له رأي آخر، وبرغم أنه كان يمتلك الخطة الكاملة؛ لوصول إلى حلمه في أن يُصبح مُهندسًا معماريًا ذا صيت كبير، فكانت الصُدفة أو ربما الأقدار اللعينة على أيدي التنظيم الإرهابي، تُعد له سيناريو آخر، حول حياته 360 درجة؛ بل للدرجة التي لقبه فهيا المقربون بأنه "مُنفذ غزوة مانهاتن"، وصاحب عملية "الثلاثاء المُبارك" ـ حسب وصف الإرهابيين ـ.