"سوريا كلمة السر" كيف كانت دمشق ورقةً جعلت روسيا تستعرض عضلاتها أمام الأمريكان ؟

الأحد 02/سبتمبر/2018 - 02:01 ص

أحمد عبد الرحمن

في أوائل سبتمبر في البحر الأبيض المتوسط، سيكون هناك تمرينات واسعة النطاق لتجمع البحرية، والتي تشارك فيها 25 سفينة ومرافقة السفن، فضلا عن 30 طائرة، وسوف تشارك سفن أسطول بحر الشمال وبحر البلطيق والبحر الأسود وأسطول بحر قزوين، بالإضافة إلى طائرات النقل العسكري والبحرية بعيدة المدى، بما في ذلك ناقلات الصواريخ تو -160 الإستراتيجية، والطائرات طراز Tu-142mk وIl-38 المضادة للغواصات، ومقاتلي Su-33. حسب بيان لوزارة الدفاع الروسية، وتتم التدريبات وفقا لخطة لتدريب القوات المسلحة.

استعدادات روسية لمناورات بالبحر المتوسط

صواريخ الدفاع الروسية

وأفادت وزارة الدفاع في الاتحاد الروسي بأن روسيا تخطط لإجراء تدريبات واسعة النطاق في البحر المتوسط بمشاركة 25 سفينة وسفينة دعم بقيادة طراد صاروخ مارشال أوستينوف و30 طائرة، وكما ذكر في البيان الصحفي للوكالة، ستعقد المناورات في الفترة من 1 إلى 8 سبتمبر.

وقالت وزارة الدفاع في المجال الجوي الدولي، ستنفذ مهام التدريب بحوالي 30 طائرة، بما في ذلك ناقلات الصواريخ تو -160 الإستراتيجية، والطائرات طراز Tu-142mk وIl-38 المضادة للغواصات، ومقاتلات Su-33 وطائرات من طراز Su-30cm من الطيران البحري.

وسيحضر الحدث سفن من أساطيل شمال بحر البلطيق والبحر الأسود وأسطول بحر قزوين وطائرات طويلة المدى ووسائل نقل عسكرية وطيران بحري، تحت قيادة القائد العام للقوات البحرية الروسية، الأدميرال فلاديمير كوروليف، سيتم تنفيذ مجموعة معقدة من المهام من أجل الدفاع ضد الطائرات ومكافحة التخريب وتحويلها وحماية الألغام، سيتم ملاحظة جميع التدابير الأمنية اللازمة.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أنه من اجل الحفاظ على سلامة الملاحة ورحلات الطائرات وفقا للتشريعات الدولية، فان مناطق التدريب ستعلن خطرا للملاحة والرحلات الجوية.

وقال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف إن المناورات مخطط لها ولا ترتبط بأي حال مع الوضع المتصاعد في إدلب السورية.

مدمرات أمريكية للرد على روسيا

المدمرات الأمريكية

كما ذكرت في وقت سابق في وزارة الدفاع الروسية، في 25 أغسطس، دخلت مدمرة البحرية الأمريكية " روس " البحر المتوسط مجهزة 28 صواريخ توماهوك. كان من هذه السفينة في أبريل 2017 أن ضربت ضربة على قاعدة شيرات الحكومية السورية، وأشارت وزارة الدفاع الروسية أيضا أنه في وقت سابق وصلت المدمرة الأمريكية سوليفان مع 56 صواريخ كروز على متنها في الخليج الفارسي. وأرسل القاذفة الجوية الاستراتيجية B-1B التابعة للقوات الجوية الأمريكية 24 صاروخ كروز جو أرض إلى قاعدة العُديد في قطر.

قالت وزارة الدفاع في الاتحاد الروسي إن الولايات المتحدة تتجه إلى حاملات الصواريخ في الشرق الأوسط للقيام بضربة ضد سوريا، والتي ستتبع الاستفزاز المخطط باستخدام الأسلحة الكيميائية في الجمهورية العربية. ومع ذلك نفت البنتاغون هذه المعلومات.

وأكدت ماريا زخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن البنتاغون، إذا رغبت في ذلك، فإنها قادرة على سحب القوة اللازمة لضرب المنطقة في يوم واحد فقط.

الوضع في منطقة إدلب السورية

مقاتلين

على الرغم من حقيقة أن معظم المحافظات السورية يتم تطهيرها من المسلحين، إلا أن إدلب في شمال الجمهورية العربية لا تزال تحت سيطرة التشكيلات المسلحة غير القانونية، كما لوحظ في وقت سابق في وزارة الدفاع، أنه يمكن إجراء محاكاة كيميائية، يمكن أن تسند المسؤولية إلى الجيش والحكومي.

إن خطر الوضع هو أن الحدث سوف يتسبب في سلسلة من أحداث الاستجابة المحددة مسبقًا، إذا تم استخدام الأسلحة الكيميائية، سينفذ الأمريكيون إنذارهم النهائي، ويضربون الأسد، الأميركيون محاصرون في تصريحاتهم الخاصة، في شبق معين، والتي يجب أن يذهبوا بها.
و قال أستاذ مساعد في قسم العلوم السياسية في الجامعة المالية في ظل حكومة روسيا جيفورج ميرزايان.
وفي تقديره، فإن تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول احتمال وجود رد فعل على الكيميائيين الحكوميين في سوريا "تحفز المسلحين على المقاومة الأكثر نشاطًا".

يبدو الاستفزاز في أداء المقاتلين وكأنه سيناريو محتمل، الباحث الرئيسي في مركز دراسات الشرق الأوسط في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية ألكسندر كريلوف مقتنع بأن الإرهابيين الذين يرعاهم جيدًا سوف يفعلون كل شيء بناء على أوامر رعاتهم.

وبالإضافة إلى خطر التحرك الأميركي هو استخدام وقف التصعيد من منطقة النزاع لأغراض أخرى، يمكن أن يتحرك المسلحون الذين رفضوا إلقاء أسلحتهم، تم تحذير هذا من قبل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.

العلاقة بين المناورات الروسية وإدلب السورية

د. طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية

قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن المناورات الروسية تعد إظهارًا لعضلاتها العسكرية وقدراتها التسليحية العالية القادرة على التصدي لأي اعتداء يستهدف الجيش السوري ونظام الأسد المحتمي بالدروع والبارجات والقاذفات الروسية، جاء ذلك تعليقًا على المناورات العسكرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط.

وتابع خبير العلاقات الدولية في تصريح خاص لـ " بوابة المواطن "، أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تستطيع التصعيد بما يؤدي إلى حدوث تصادم بينها وبين الروس.

وأضاف " البرديسي " أنه من حق روسيا استخدام البحر المتوسط أراضيها أو أراضي غيرها بالاتفاق أو المياه المفتوحة طبقًا لقواعد القانون الدولي.

وأشار " البرديسي " إلى أن القوات الروسية أتت بالبارجات والطائرات والقاذفات في البحر المتوسط، استعدادا وتأهبًا لما يمكن أن يحدث من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، التي تمارس دور البوليس الدولي.

وكشف أن هناك علاقة وثيقة بين التصعيدات الأخيرة في إدلب السورية وبين المناورات الروسية، وذلك لأنها هي الفصل الأخير في مسرحية سوريا الدموية، في النهاية سوريا مرتمية في الحضن الروسي القوي القادر على حمايتها بقوتها على الأرض، وأوراق اللعبة كلها بيد فلاديمير بوتين.