رغم صعوبة الظروف.. ضحت بسعادتها وتحملت أعباء أسرتها
الأحد 02/سبتمبر/2018 - 09:59 م
امل عسكر
طباعة
لم يكن بيدها شيء تفعله غير ذلك، بعدما أصبحت الحياة أمامها أشبه بالظلام لا ترى منه غير نهاية مأساوية لها، ولأولادها الذين لم يكن لدهم يد فيما يحدث لهم غير أنهم جاؤا لهذه الحياة.
هي سيدة في أواخر عقدها الثالث من عمرها تدعي " فاطمة. م "، من عائلة فقيرة أسرتها كانت تعيش على معاش لم يكفي حتى نهاية الشهر، فيكملونه دون طعام، تزوجت لتخفيف الحمل على والديها ولكن الحياة لم تكن عادلة معها أيضا في زواجها، حيث قام زوجها بعد فترة من الزواج بحادثة جعلته لم يعد لديه القدرة على الحركة مرة أخرى.
قالت: " زوجي كان يعمل على باب الله " أرزقي " مثلما يقولون عنه، يوم يعمل ويجلس جوارنا باقي الأيام لا يجد عملًا، متابعة: " والبيت كمان بيكمل باقي الأيام فاضي من غير لقمة عيش بنكمل أكلنا مياه، تعودت على تلك الحياة عندما كنت في منزل أهلي وكنت أكره تلك العيشة، ولكن " ما باليد حيلة " لم يكن لدي خيار أخر غير الانتظار.
تابعت: " لسوء حظي، زوجي أصيب في حادث جعلته لا يتحرك، وعلاجه لم يكن بالساهل فهو غالي الثمن ومكلف، فلم نمتلك حق شريط واحد من الدواء ولا حتى طعام في البيت بعد الحادثة، كنت عندما أنظر إلى عيون أبنائي، أتذكر حالي وأنا صغيرة، وكم كنت أكره تلك الحياة التي جعلتنا هكذا دون أن يكون لنا حق أختيارها ".
أكملت: " كان الحل الوحيد بعدما رأيت البيت وزوجي والأولاد بهذه الطريقة أنا أقوم بالعمل ولكنني جاهلة، " معيش شهادة وده طبيعي يعني كنت بقعد بالأيام أنام جعانة أهلي كانوا هيعلموني "، قمت بشراء بعض من الخضروات وجلست لبيعها أمام المنزل حتى أكون بجانب البيت، أيضًا لأن أولادي صغار وواجبي كأم أن أتابعهم وأجعلهم أفضل مني، مضيفة: " كنت بشتغل مش علشان بس الأكل لا عشان أدخلهم مدارس وأعلمهم وأخليهم أحسن ناس في الدنيا، كفاية اللي حصل فيا "، متابعة: "أصبح هدفي في الحياة الآن هو تعليم أولادي وجعلهم الأفضل حتى لو كلفني هذا الأمر أن أعمل الـ 24 ساعة لم يكن لهم ذنب فيما يحدث و"لا أنهم يختاروا أبوهم وامهم فقراء ".