المواطن

عاجل
صور .. نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات يشيد بالمبادرة الرئاسية لبناء الإنسان انفراد ..«فن إدارة الحياة» يطلق مبادرة لتنظيف شارع 77 بالمعادي .. غدًا صور .. بدء اختبارات الطلاب الوافدين المرشحين لمسابقة الأوقاف العالمية للقرآن الكريم تنفيذًا لتوجيهات الرئيس .. «مستقبل وطن» يطلق مبادرة مجتمعة بعنوان«شتاء دافئ» على مستوى الجمهورية صور . .وزير الأوقاف ورئيس التنظيم والإدارة يتفقدان أعمال امتحان المتقدمين لشغل وظائف أئمة بمركز تقييم القدرات والمسابقات ويتفقان على مسابقة تكميلية يناير المقبل صور .. «الشباب والرياضة» تنظم ندوة للتحذير من التفكك الأسري بـ«السويس» «وزير الأوقاف» يعتمد زيادة عقود خطباء المكافأة الملحقين على البندين ٣/٤ و ٣/١ صور..«طب بنات الأزهر» تحتفل بحصولها على شهادة الاعتماد للمرة الثالثة صور .. خلال مؤتمر «القومي للمرأة» .. داود : الأمن سياج يحيط بحياة الفرد صور .. «رئيس منطقة القاهرة الأزهرية» يعقد اجتماع بشأن ضم معلمين بالحصة للمدارس
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"أكتيوم البحرية".. آخر الحروب الرومانية والزلزال التاريخي الذي أنهى العصر البطلمي بمصر

الإثنين 03/سبتمبر/2018 - 06:01 ص
إسلام مصطفى
طباعة
"إن كان العالم يعرف تاريخ الزلازل، فإنه لا ولن يعرف زلازل التاريخ"، عندما قال ابن النعمان الكعبي، تلك المقولة أراد أن يوصل للناس أن التاريخ حافل بالأحداث والوقائع التي قلبت التاريخ رأسًا على عقب، دون أن يدري أحدًا عنها شيء، ولكن في الوقت ذاته ليس كل زلازل التاريخ مخفية، بدليل أن معركة "أكتيوم البحرية" الواقعة في الثاني من سبتمبر، استطاعت تغيير مجرى التاريخ، لاسيما وأنها بحسب المصادر التاريخية، آخر الحروب الرومانية.
حرب أكتيوم
حرب أكتيوم
في الثاني من سبتمبر من عام 30 ق.م، دارت معركة حامية الوطيس في عرض البحر الأيوني، بالقرب من المُستعمرة الرومانية "أكتيوم" بدولة اليونان، بين جيوش كلًا من أوكتافيو ومارك أنطونيو وكليوباترا السابعة.

تعود الجذور التاريخية لمعركة "أكتيوم" الحرية إلى صراع دام 13 عامًا، في ظل الفوضى التي نشبت عقب مقتل يوليوس قيصر، في اليوم الذي انتهت فيه الحرب الأهلية الطاحنة التي نشبت في روما لسنوات مديدة، على أيدي 40 من مجلس الشيوخ، لم تمر سوى ساعات قليلة على دفن يوليوس قيصر، وعمت الفوضى في البلاد.
أنطونيوس
أنطونيوس
لما استشعر مارك أنطونيوس الذي يلي القيصر في القيادة، إلى احتواء الموقف محاولًا القضاء على الشغب الذي نشب في البلاد، وحمل على رأسه عباءة القيصر، ودعا إلى الانتقام.

تسلم أنطونيوس زمام الأمور في روما، وطمح أن تكون وصية القيصر تُمكنه من السيطرة على الحكم، وأموال يوليوس قيصر، إلا أنه تفاجأ عند قراءة الوصية على مسامع الشعب الروماني، لاحظ أن غالبية أملاك القيصر لم تترك له بل إلى قريب له يبلغ من العُمر 18 عامًا، وهو أوكتافيو، وبهذا فقد أصبح الفتى الصغير ابن القيصر بالتبني.
معركة أكتيوم
معركة أكتيوم
وعندما وصلت الأخبار إلى أوكتافيو إلى "أبلونيا" حيثُ كان يتدرب مع الجيش القيصري، فعاد إلى روما للمُطالبة بميراثه، مُنطلقًا إلى إيطاليا، وعند اللقاء الأول بين أهم شخصين في معركة أكتيوم البحرية، أبدى أنطونيوس استخفافًا بالشاب الصغير، مما أثار استياءه، وبعد حالة من التوتر بين القائدين، بدأت معركة بينهما في شمال إيطاليا هُزم فيها أنطونيوس، لأنه لم يُرد قتال جيشًا هو منه.

وهكذا انقسمت المملكة الرومانية بين أوكتافيو وأننطونيوس، حينها قرر أوكتافيو أن يضم مصر إلى الإمبراطورية الرومانية، إلا أن مجموعة من العقبات، مثلت عائقًا له في طريق حلمه، كان على رأسها أنطونيس، والذي طمح إلى الانفراد بحكم الإمبراطورية الرومانية.
معركة أكتيوم
معركة أكتيوم
جاءت الشرارة الأولى لمعركة "أكتيوم" من قِبل مصر على يد الملكة كليوباترا السابعة، ظلت روما في الأمان لطالما بقيت مصر تحت سُلطة الرومان إلا أن بعد أن أجلست الملكة كليوباترا، بجانبها على كرسي الحكم ابنها قيصريون بن يوليوس قيصر على عرش مصر، ولذلك ظلت الملكة تُطالب بلقب وسُلطة القيصر، ولهذا مثلت كليوباترا تهديدًا حقيقيًا على سُلطتي أوكتافيو وأنطونيوس على حد سواء.

وكانت الإمبراطورية الرومانية قد تم تقسيمها بين الشاب الحالم أوكتافيو، والقائد العظيم أنطونيس، على أن يأخذ أنطونيش الشرق والذي وقعت فيه الدولة المصرية، في حين يحصل الشاب الحالم أوكتافيو على غرب المملكة الرومانية.
كليوباترا السابعة
كليوباترا السابعة
فكرت الملكة كليوباترا من الزواج بأنطونيوس قبل الحصول على مملكته الشرقية، إلا أنه كان متزوجًا من أخت أوكتافيو، "أوكتافيا"، وبحسب القوانين والأعراف الرومانية ممنوع زواج الرومان من غير رومانية، أبحرت كليوباترا إلى أنطونيوس، قبل معرفتها بالعُرف الروماني، على متن سفينة ذهبية، لاسيما وأن أنطونيوس كان قد أرسل إليها للقائها عام 41ق.م، عندما كان موجودًا بمدينة "ترسوس"، لم يكن جمال كليوباترا فقط غير قابل للمُقارنة، إلا أن جاذبيتها لم تكن تُحتمل، لاسيما وأنها من سُلالة يونانية غزت مصر، ومُنذ تلك اللحظة تحولت روما إلى مُفتاح حياة روما، حيثُ أن نهر النيل كان يُطعم الشعب الروماني.

وبعد اللقاء الموعود، وقعت كليوباترا في شباك أنطونيوس، لاسيما وأن المؤشرات جميعها، كانت تنُم عن فوزه، وبالفعل كونا تحالفًا كبيرًا، بعد التراجع عن فكرة الزواج، فكون أنطونيوس جيشًا قويًا، وأوكل إلى كليوباترا الإشراف عليه وعلى خطة الحرب.
أوكتاڤيوس
أوكتاڤيوس
وعلى الجانب الآخر كان الشاب الحالم أوكتافيو، يعمل من أجل كسب المعركة ضد أنطونيوس الذي رأى أنه من المُمكن أن تكون له الغلبة في حالة، وقوف أوكتافيو مكتوف الأيدي أما خطته، فراح يستغل التحالف بينه وبين الملكة كليوباترا؛ تمهيدًا لإعلان الحرب على أنطونيوس، وعمد في ذلك إلى خطة لتشويه صورة أنطونيوس من شأنها أن تُسفر عن اسحب الدعم الشعبي له، باعثًا من جديد حالة الخوف الروماني من مصر، بعدما أذاع في البلاد أن الدولة المصرية، دولة تعتمد على السحر الأسود والدجل، مُستندًا في إدعاءاته على القرابين التي كان يُقدمها المصريين للآلهة.

وبحسب ما ورد في فيلم وثائقي معنون بـ"أحداث غيرت مجرى التاريخ.. معركة أكتيوم"، فإن ما قام به الشاب الحالم "أكتافيو" هو حرب إعلامية، استخدم فيها كل الأدوات التي تُمكنه من الهزيمة النفسية لأنطونيوس، حيثُ استخدم شُعراء عصره، لتكوين صورة عن مارك أنطوني، لم تمض سوى أسابيع قليلة، وطالب الناس أوكتافيو من إعلان الحرب على مصر، وبعد نجاح الحملة الإعلامية الأوكتافية أجبر مؤيدو أنطونيوس بمجلس الشيوخ على الرحيل، وكانوا يشكلون نصف المقاعد بالمجلس،

لم يُرد الشاب الحالم أوكتافيو، المُخاطرة بالحرب على الأراضي الإيطالية، بل أراد اختيار منطقة بنفسه، وعلى أرض خارج خليج "أكتيوم" التقى أنطونيس بقيادة 320 سفينة حربية بأسطول الشاب الحالم أوكتافيو، وكانت النتيجة أن لقي الكثير من المُجدفين في جيش أنطونيوس مصرعهم، لاسيما وأن أسطوله كان يُعاني من عجز في رجاله، لتفشي الملاريا بينه.

ولما قُطعت الإمدادات عن أسطول أنطونيوس، اضطر إلى حرق السُفن، وجمع بقية السُفن بجانب بعضها، حيثُ لا رجال تقود تلك السُفن، وعلى الجانب الآخر وحيُ لا مُقارنة من الأساس بين جيش أنطونيوس، وأكتافيو، الذي امتلك أخف وأصغر السُفن، فضلًا عن طواقم الجيش البحرية، التي تم تدريبها تدريبًا عسكريًا على أعلى المستويات.

وأتت الرياح بما لا تشتهي سُفن أنطونيوس، الذي عملت الأقدار ضده، حيثُ كان مُحاط بجنود أوكتافيو، مما اضطره إلى جمع سُفنه حوله على شكل حدوة حصان، بالقرب من الساحل ليكون بمأمن، في حالة محاولة اقتراب سُفن أوكتافيو الاقتراب من سفنه يجرفهم البحر للشاطئ، وظل أنطونيوس وكليوباترا في مؤخرة التشكيلات.

إلا أن فجوة حدثت في تشكيل جيش أوكتافيو، ومثلت الانفراجة بالنسبة لكليوباترا وأنطونيوس، اللذان فرا هاربان إلى سفينتين مُختلفتين، مُستغلين تلك الفجوة، ولاذا بالهرب تاركين أسطوليهما، ثم بدأ جنوده في الهرب، وأصبح بذلك أنطونيوس بلا جيش أما أوكتافيو، وفي محاولة منه للهرب من المعركة الضارية، دسّ له أعداؤه رسالة تُفيد بالقبض على كليوباترا، كذبًا، فأقدم على الانتحار، وعندما وصل خبر انتحاره إلى كليوباترا، قررت هي الأخرى الانتحار، تاركة نفسها للحية لتموت بسمها، بتاريخ 12 أغسطس 30 ق.م، والذي مثل نهاية تاريخ البطالمة في مصر.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads