"أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة".. ملكات حكمن مصر القديمة
الإثنين 03/سبتمبر/2018 - 08:01 ص
إسلام مصطفى
طباعة
"لم يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" قبل الحديث عن فكرة تولي المرأة المُسلة حكم دولة أو حتى توليها منصب وزير، تجد الكثير من الناس يُرددون، هذا الحديث دون معرفة المعنى الحقيقي له، مُبررين عُنصريتهم ضد المرأة، والحقيقة أن الحديث كما قال فسر بعض رجال الدين، خاص ببنت كسرى فقط، ولا يُمكن تعميمه على فكرة تولية المرأة حكم قوم أو دولة، والدليل على ذلك أن التاريخ المصري القديم حافل بنماذج من الملكات اللاتي استطعن أن يُحققن نجاحات كبيرة في مصر، وازدهرت على أيديهم جميع المجالات خلال فترة حكمهن، تاركين للتاريخ أحداث تعبر عن لسان حالهم الذي يقول: "أفلح قوم ولوا أمورهم امرأة".
عظّمت مصر الفرعونية المرأة وقدستها، ولم تحرمها من تولي أيًا من المناصب، حتى أنها أُلهت ولم يقتصر التأليه في مصر القديمة على الذكور فقط، كما تولت منصب الكاهنة، فضلًا عن توليها مُلك مصر سواء مُساندة لزوجها، أو منفردة بحكم مصر، حتى أنها حصلت على العديد من الألقاب بحسب ما دون في البرديات، فإن بعض النساء اللاتي حكمن مصر لُقبن بـ"سيدة الأرضين" و"الحاكمة" و"سيدة التجلي" و"قوية الذراع"، وغيرها، فضلًا عن مجموعة من الألقاب الشرفية على رأسها "صاحبة الرقة" و"عظيمة المحبة".
حتشبسوت أشهر ملكات مصر القديمة
عظّمت مصر الفرعونية المرأة وقدستها، ولم تحرمها من تولي أيًا من المناصب، حتى أنها أُلهت ولم يقتصر التأليه في مصر القديمة على الذكور فقط، كما تولت منصب الكاهنة، فضلًا عن توليها مُلك مصر سواء مُساندة لزوجها، أو منفردة بحكم مصر، حتى أنها حصلت على العديد من الألقاب بحسب ما دون في البرديات، فإن بعض النساء اللاتي حكمن مصر لُقبن بـ"سيدة الأرضين" و"الحاكمة" و"سيدة التجلي" و"قوية الذراع"، وغيرها، فضلًا عن مجموعة من الألقاب الشرفية على رأسها "صاحبة الرقة" و"عظيمة المحبة".
حتشبسوت أشهر ملكات مصر القديمة
حتشبسوت
تُعتبر الملكة "حاتشبسوت" من أشهر الملكات اللاتي حكمن مصر القديمة، لاسيما وأنها تولت حُكم البلاد في ظل حالة من الازدهار والقوة، وذلك خلال الأسرة الثامنة عشر، ورثت الملكة "حتشبسوت" حُكم مصر بعد رحيل والدها الملك "تحوتمس الأول"، حيثُ أنها الوريثة الشرعية للحُكم، لاسيما وأنه لا وريث شرعي ذكر للحُكم، اللهم إلا أخًا غير شقيق لها هو "تحوتمس الثاني"، والذي تزوجها بغرض إضفاء شرعية على حُكمه، وأثمر زواجهما عن إنجاب بنتين هما "نفرو رع" و"مريت- حاتشبسوت".
وتزوج "تحتمس الثاني" من الخادمة "آست اي إيزيس"، وأنجب منها ابنه "تحتمس الثالث"، الذي تزوج من اخته الأميرة "مريت رع حتشبسوت"، وبهذا تكون شرعية الحُكم آلت إليه بعد أبيه، إلا أن كان صغير السن، فضلًا عن أن أحلام الملكة "حتشبسوت" في تولي الحُكم أكبر، فأصبحت هي الوصية على حُكم مصر بعد رحيل زوجها "تحتمس الثاني".
أنجب "تحوتمس الثاني" من حاتشبسوت ابنتيهما "نفرو رع" و"مريت رع-حاتشبسوت"، كما أنجب من زوجة أخرى
وبحسب ما جاء في دراسة للباحثة الفرنسية "كلير لالويت" معنونة بـ"طيبة ونشأة الإمبراطورية"، وصفت كيف سارت حكم البلاد عقب رحيل "تحوتمس الثاني"، فتقول: "وحل مكانه ابنه، بصفته ملك القطرين. وحكم متربعا على عرش هذا الذي أنجبه. وكانت الزوجة الإلهية حاتشبسوت تدير شؤون البلاد. وخضعت الأرضان لسلطانها. وعمل الجميع من أجلها وحنت مصر رأسها من أجلها، من أجل بذرة الإله النورانية. إنها رباط مصر العليا ووتد رسو أبناء الجنوب، ورباط مصر السفلى وسيدة الأوامر، خيّرة هي مقاصدها والشاطآن راضيان عندما تتحدث".
نصبت الملكة "حاتشبسوت" نفسها ملكة على مصر، ولقبت نفسها يـ"ملكة مصر العُليا والسُفلى"، بعدما انفردت بالحكم لمدة 13 عامًا، وتخبرنا تماثيل الملكة الموجودة بمعبد الدير البحري بالأقصر، بأنها اعتمدت لنفسها ملابس الملوك الرجال، وبحسب الروايات التاريخية فإن "حاتشبسوت" جعلت من "تحوتمس الثالث" واجهة لا يظهر اسمه إلا على الأوراق الرسمية فقط، واستمر ذلك الوضع لمُدة 9 سنوات قبل أن تنفرد بالحكم.
تطلعت الملكة خلال فترة حُكمها أن تُضفي على حكمها نوعًا من الشرعية الدينية، فضلًا عن سعيها نحو إقناع الجميع بأن والدها الملك "تحوتمس الأول" فضلها على أخيها غير الشقيق "تحوتمس الثاني" وأشركها في حُكم مصر، بحسب ما جاء في بحث بعنوان "المرأة في زمن الفراعنة".
واختلقت الملكة قصة "الولادة الإلهية"، بغرض إضفاء الشرعية الدينية على حكمها، والقصة بحسب ما دونت في الكُتب التاريخية تقول: أن الإله "آمون رع" جامع أمها الملكة "إعح مس"، وجاء لها في صورة بشر يُبشرها بولادة "حاتشبسوت" التي ستعتلي عرش مصر مُنفردة.
ولم تخض الملكة "حاتشبسوت" طوال فترة حكمها؛ لأنها اهتمت في المقام الأول بإدارة شئون البلاد الداخلية، وتنظيم الرحلات التُجارية من مصر، مما أسفر عن تحريض دول أخرى ضد مصر، مما دفع "تحوتمس الثالث" ابن زوجها إلى العودة إلى الساحة السياسية، سعيًا لاسترداد العرش.
الملكة "مريت نيت" أقدم ملكة حكمت مصر
وتزوج "تحتمس الثاني" من الخادمة "آست اي إيزيس"، وأنجب منها ابنه "تحتمس الثالث"، الذي تزوج من اخته الأميرة "مريت رع حتشبسوت"، وبهذا تكون شرعية الحُكم آلت إليه بعد أبيه، إلا أن كان صغير السن، فضلًا عن أن أحلام الملكة "حتشبسوت" في تولي الحُكم أكبر، فأصبحت هي الوصية على حُكم مصر بعد رحيل زوجها "تحتمس الثاني".
أنجب "تحوتمس الثاني" من حاتشبسوت ابنتيهما "نفرو رع" و"مريت رع-حاتشبسوت"، كما أنجب من زوجة أخرى
وبحسب ما جاء في دراسة للباحثة الفرنسية "كلير لالويت" معنونة بـ"طيبة ونشأة الإمبراطورية"، وصفت كيف سارت حكم البلاد عقب رحيل "تحوتمس الثاني"، فتقول: "وحل مكانه ابنه، بصفته ملك القطرين. وحكم متربعا على عرش هذا الذي أنجبه. وكانت الزوجة الإلهية حاتشبسوت تدير شؤون البلاد. وخضعت الأرضان لسلطانها. وعمل الجميع من أجلها وحنت مصر رأسها من أجلها، من أجل بذرة الإله النورانية. إنها رباط مصر العليا ووتد رسو أبناء الجنوب، ورباط مصر السفلى وسيدة الأوامر، خيّرة هي مقاصدها والشاطآن راضيان عندما تتحدث".
نصبت الملكة "حاتشبسوت" نفسها ملكة على مصر، ولقبت نفسها يـ"ملكة مصر العُليا والسُفلى"، بعدما انفردت بالحكم لمدة 13 عامًا، وتخبرنا تماثيل الملكة الموجودة بمعبد الدير البحري بالأقصر، بأنها اعتمدت لنفسها ملابس الملوك الرجال، وبحسب الروايات التاريخية فإن "حاتشبسوت" جعلت من "تحوتمس الثالث" واجهة لا يظهر اسمه إلا على الأوراق الرسمية فقط، واستمر ذلك الوضع لمُدة 9 سنوات قبل أن تنفرد بالحكم.
تطلعت الملكة خلال فترة حُكمها أن تُضفي على حكمها نوعًا من الشرعية الدينية، فضلًا عن سعيها نحو إقناع الجميع بأن والدها الملك "تحوتمس الأول" فضلها على أخيها غير الشقيق "تحوتمس الثاني" وأشركها في حُكم مصر، بحسب ما جاء في بحث بعنوان "المرأة في زمن الفراعنة".
واختلقت الملكة قصة "الولادة الإلهية"، بغرض إضفاء الشرعية الدينية على حكمها، والقصة بحسب ما دونت في الكُتب التاريخية تقول: أن الإله "آمون رع" جامع أمها الملكة "إعح مس"، وجاء لها في صورة بشر يُبشرها بولادة "حاتشبسوت" التي ستعتلي عرش مصر مُنفردة.
ولم تخض الملكة "حاتشبسوت" طوال فترة حكمها؛ لأنها اهتمت في المقام الأول بإدارة شئون البلاد الداخلية، وتنظيم الرحلات التُجارية من مصر، مما أسفر عن تحريض دول أخرى ضد مصر، مما دفع "تحوتمس الثالث" ابن زوجها إلى العودة إلى الساحة السياسية، سعيًا لاسترداد العرش.
الملكة "مريت نيت" أقدم ملكة حكمت مصر
اسم ميرت نيت
وإن كانت الملكة "حتشبسوت" من أشهر الملكات اللاتي حكمن مصر فإن الملكة "مريت نيت"، أقدم ملكة حكمت مصر، ولما كانت الفترة الزمنية التي حكمت فيها بعيدة جدًا، لم تتمكن المصادر التاريخية من توثيق، ما إذا كانت الملكة حكمت مصر بمفردها، أم شاركت في الحُكم فقط، ولكن ما يُعنينا أنها، إحدى الملكات اللاتي حكمن مصر،
تولت الملكة "مريت نيت" حكم مصر في بدايات عهد الملك "دن" رابع ملوك الأسرة الأولى التي انتمت لها، حيثُ كانت وصية على العرش، وخلفت الملكين "حور عحا" و"جر"، واعتمدت في حُكمها على مُساندة كبار الموظفين، مما جعل الملك "دن" يلتفت إلى ذلك وعمل تقويض سُلطانها.
"سوبك نفرو" ثلاث سنوات على عرش مصر
تولت الملكة "مريت نيت" حكم مصر في بدايات عهد الملك "دن" رابع ملوك الأسرة الأولى التي انتمت لها، حيثُ كانت وصية على العرش، وخلفت الملكين "حور عحا" و"جر"، واعتمدت في حُكمها على مُساندة كبار الموظفين، مما جعل الملك "دن" يلتفت إلى ذلك وعمل تقويض سُلطانها.
"سوبك نفرو" ثلاث سنوات على عرش مصر
سوبيك نفرو
بعد رحيل الملك "أمنمحات الرابع"، والتي أعقبتها خلافات على العرش، وتدهور في أحوال البلاد تولت الملكة "سوبك نفرو" عرش مصر، في نهاية الأسرة الثانية عشر، وذكرت الوثائق التاريخية التي تركها قدماء المصريين، أنها امرأة وفرعون، وجمعت بين العديد من الألقاب على رأسها "المنتمية للربتين" و"المنتسبة لحور"، فضلًا عن "ملكة مصر العليا والسُفلى" و"سيدة الأرضين"، وبحسب بردية "تورينو" فإن فترة حُكم الملكة "سوبك نفرو" بلغت 3 سنوات و10 أشهر، و24 يومًا.
الملكة "نيت إقرت"
تولت الملكة "نيت إقرت" حكم مصر في نهاية الأسرة السادسة، وبحسب ما ورد في بردية "تورينو" فإن الملكة "نيت إقرت" في ترتيب أسماء الملوك بعد الملك "مرنرع الثاني"، الذي تولى حُكم مصر بعد الملك "بيبي الثاني"، ولم يدم حكمه سوى عام واحد، ولكنه تزوج من الملكة "نيت إقرت" التي حكمت الوجهين القبلي والبحري.