ذهب الحياء وغادر مما نراه ويحدث من سلوكيات استُحدِثت بالمجتمع في الآونة الأخيرة، غادر هذا الزمن المبادئ والأخلاق والبراءة ورقابة الأهل وحرص الأم على بناتها.
غادر الحياء العقول والأجساد والقلوب ليحل مكانه الجراءة والتدني الأخلاقي.
ماذا أصاب المجتمع؟! أهو ڤيروس انتشر فأصاب ضعيف المناعة؟.
قارئي العزيز: أين ذهب الحياء؟.
إننا بالفعل أمام ظاهرة تستدعي الوقوف لدراستها ومعرفة أسبابها؛ لكي نصل إلى حلها نريد أن نحدّ من انتشار الڤيروس الذي أصاب الكثيرين.
إن الحياء تاج فوق رأس من يمتلكه لذلك يجب أن لا نتخلى عنه مهما كانت الظروف، وإن ما نراه اليوم من سوء أدب وقلة حياء إنما ينم عن ضعف في الإيمان فالنبي- صلى الله عليه وسلّم- قال " الحياء والإيمان قرينان فإن ذهب أحدهما ذهب الآخر".
إن ما نراه على الشواطئ والطرقات ومن حولنا إنما هو انعدام للحياء، كلمات خارجة أصبحت متداولة وطبيعية دون أدنى إحساس بالخجل، وكان هذا هو الطبيعي، وكأننا أغراب في مجتمع تخلت عنه الأخلاق في الماضي، عندما كان يرغب الشاب في الزواج يطلب من والدته وأخواته أو عماته أو خالاته بالبحث عن الفتاة الخلوقة المؤدبة.. دينًا وأدبًا وجمالًا وحسبًا ونسبًا.
والآن يسعى الشاب لاختيار تلك التي يراها متحررة ومتفتحة، ويعتقد أن تلك المحتشمة لا تعرف من الزينة والموضة اختياره وانجذابه للجمال، الذي حرك قلبه للزواج منها، لا أخلاقها وأدبها وحياؤها.
نسى الشاب أن اختيار الزوجة الصالحة والمحتشمة والخلوقة وذات التربية الجيدة يعني أنه اختار أولادًا وذرية صالحة، كما نسي أن الحياء شعبة من شعب الإيمان ومن فقد الحياء فقد الإيمان.
ويجب علينا أن نقف دون انتشار العادات الدخيلة على المجتمع والتي فقدنا بها حياءنا تحت اسم الحرية الشخصية وهي ما أودت بنا إلى ذلك الذي نحن فيه.
من هنا أنادي كل أب وأم ومسؤول راقبوا أولادكم وبناتكم، حاولوا إحياء القيم والعادات والتقاليد القديمة؛ لكي نحافظ على مجتمع أوشك على الانهيار الأخلاقي، فإن غاية الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه فالحياء في الطفل دليل على أدبه، والحياء في المرأة يدل على عفتها، والحياء في الرجل يدل على أخلاقه، وإنني على يقين أن بعد الغروب شروق وبكم ستشرق شمس الحياء من جديد وسنعطى لأنفسنا وأولادنا مصل الوقاية والعلاج.