"مصر لم تنقذ العالم من التتار" القصة الغير مروية في معركة عين جالوت
الإثنين 03/سبتمبر/2018 - 03:33 م
وسيم عفيفي
طباعة
بعدما سحق التتار كل الإمارات الإسلامية من الصين في أقصى الشرق مروراً بوسط آسيا وإيران والعراق والشام، لم يتبقَّ لهم في حصادهم البشري إلا مصر، التي لو سقطت حينها لأمكن للتتار أن يرتعوا في القارة الأوروبية، فضلاً عن إفريقيا وبلاد المغرب الإسلامي، لا يردهم في ذلك رادٌّ.
وبكل صلف وغرور، وبعدما احتل التتار بمعاونة الصليبيين وبعض الخونة من المسلمين بلادَ الشام، أرسلوا رسالة فيها من التهديد والوعيد إلى سلطان مصر قطز، يخبرونه فيها بضرورة تسليم مصر بكل هدوء حتى لا تكون كمثيلاتها من البلدان الأخرى، ولكن المجاهد المؤمن لا يغتر بمثل هذه التُّرَّهات، ومن ثَمَّ أمر بقطع رؤوس الرسل المغول وتعليقها في أبواب القاهرة؛ لطمأنة عموم الناس، وبثّ الأمل والثقة فيهم.
وبكل صلف وغرور، وبعدما احتل التتار بمعاونة الصليبيين وبعض الخونة من المسلمين بلادَ الشام، أرسلوا رسالة فيها من التهديد والوعيد إلى سلطان مصر قطز، يخبرونه فيها بضرورة تسليم مصر بكل هدوء حتى لا تكون كمثيلاتها من البلدان الأخرى، ولكن المجاهد المؤمن لا يغتر بمثل هذه التُّرَّهات، ومن ثَمَّ أمر بقطع رؤوس الرسل المغول وتعليقها في أبواب القاهرة؛ لطمأنة عموم الناس، وبثّ الأمل والثقة فيهم.
حروب التتار
الدكتور محمد يسري الباحث التاريخ الإسلامي والحركات السياسية والمذهبية، ساق وجهة نظر مغايرة عن عين جالوت، حيث قال من الأمور الشائعة والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمعركة عين جالوت، القول بإن المصريين هم الذين انتصروا في المعركة، وأنهم هم وحدهم دون غيرهم من شعوب المنطقة، من استطاعوا أن يهزموا جيش المغول وأن يخلصوا العالم 'المتمدين' حينذاك من 'شرهم المستطير'.
والحقيقة أن ذلك الرأي، ينطوي على عدد من المغالطات التاريخية الواضحة، ذلك أن الجيش الإسلامي الذي انتصر في عين جالوت، لم يكن من المصريين كما هو شائع، بل كان في حقيقة الأمر يتكون من فرسان المماليك بالإضافة إلى بقايا القوات الخوارزمية المنهزمة، وعدد من قطع الجيش الأيوبي في بلاد الشام.
والحقيقة أن ذلك الرأي، ينطوي على عدد من المغالطات التاريخية الواضحة، ذلك أن الجيش الإسلامي الذي انتصر في عين جالوت، لم يكن من المصريين كما هو شائع، بل كان في حقيقة الأمر يتكون من فرسان المماليك بالإضافة إلى بقايا القوات الخوارزمية المنهزمة، وعدد من قطع الجيش الأيوبي في بلاد الشام.
عسكر المماليك
ومن المعروف أن أصول المماليك الأولى تركية، فمعظمهم تم استقدامه من بلاد أسيا الوسطى، والتي تعرف حاليا بالجمهوريات الإسلامية، وهي قرغيستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزباكستان وكازخستان.
ولم تورد المصادر التاريخية، أن المصريين من أهل البلاد من غير المماليك، قد لعبوا أي دور في المعركة، حيث كان من المتعارف عليه في تلك الأوقات أنهم لا ينضمون للجيوش المقاتلة. وهنا نرى أن المماليك الذين عادة لا يعتبرون مصريين، في سردية هذه المعركة بالتحديد، يشار إليهم على أنهم مصريون.
وتظهر في كتابات المؤرخين المعاصرين للمعركة، هذه الفكرة بشكل واضح، فهم لم ينسبوا النصر الذي تحقق للمصريين، بل نسبوه للأتراك؛ وفي ذلك يقول أبو شامة المقدسي "ومن العجائب أن التتار كُسروا بأبناء جنسهم من الترك".
المغالطة الثانية، تتمثل في القول بإن المعركة قد وضعت حداً للتوغل المغولي "الوحشي"، ذلك لأنه من الثابت تاريخياً أن المغول استكملوا بعد عين جالوت مشاريعهم التوسعية في أسيا عندما اجتاحوا كوريا واليابان والهند وجنوب شرق أسيا، بالإضافة إلى أنهم طرقوا أبواب أوروبا وتدفقوا في بلاد المجر وبولندا وأجزاء من روسيا وأوكرانيا وليتوانيا وبلغاريا.
وبحسب ما يذكر الدكتور سعيد عمران في كتابه "الصليبيون والمغول"، فقد استطاع المغول بعد المعركة أن يعقدوا عدداً من التحالفات المهمة مع الدول الأوروبية والبابوية، واعتنقت بعض قبائلهم المسيحية، بينما دخل معظمهم في الإسلام وارتبطوا بعلاقات وثيقة بدولة المماليك، وهو ما يعني أن معركة عين جالوت لم تقض على وجودهم كما هو شائع، بل إنها أسهمت في تغيير أفكارهم ومعتقداتهم وعملت على تثبيت حكمهم في الأراضي التي فتحوها وتأسيس دول قوية ومستقرة فيها.
ولم تورد المصادر التاريخية، أن المصريين من أهل البلاد من غير المماليك، قد لعبوا أي دور في المعركة، حيث كان من المتعارف عليه في تلك الأوقات أنهم لا ينضمون للجيوش المقاتلة. وهنا نرى أن المماليك الذين عادة لا يعتبرون مصريين، في سردية هذه المعركة بالتحديد، يشار إليهم على أنهم مصريون.
وتظهر في كتابات المؤرخين المعاصرين للمعركة، هذه الفكرة بشكل واضح، فهم لم ينسبوا النصر الذي تحقق للمصريين، بل نسبوه للأتراك؛ وفي ذلك يقول أبو شامة المقدسي "ومن العجائب أن التتار كُسروا بأبناء جنسهم من الترك".
المغالطة الثانية، تتمثل في القول بإن المعركة قد وضعت حداً للتوغل المغولي "الوحشي"، ذلك لأنه من الثابت تاريخياً أن المغول استكملوا بعد عين جالوت مشاريعهم التوسعية في أسيا عندما اجتاحوا كوريا واليابان والهند وجنوب شرق أسيا، بالإضافة إلى أنهم طرقوا أبواب أوروبا وتدفقوا في بلاد المجر وبولندا وأجزاء من روسيا وأوكرانيا وليتوانيا وبلغاريا.
وبحسب ما يذكر الدكتور سعيد عمران في كتابه "الصليبيون والمغول"، فقد استطاع المغول بعد المعركة أن يعقدوا عدداً من التحالفات المهمة مع الدول الأوروبية والبابوية، واعتنقت بعض قبائلهم المسيحية، بينما دخل معظمهم في الإسلام وارتبطوا بعلاقات وثيقة بدولة المماليك، وهو ما يعني أن معركة عين جالوت لم تقض على وجودهم كما هو شائع، بل إنها أسهمت في تغيير أفكارهم ومعتقداتهم وعملت على تثبيت حكمهم في الأراضي التي فتحوها وتأسيس دول قوية ومستقرة فيها.