"اللعنة الأنصارية".. حين المقاومة اللبنانية أذاقت الكيان الصهيوني ألوان الهزائم
الخميس 06/سبتمبر/2018 - 05:01 ص
إسلام مصطفى
طباعة
الكيان الصهيوني كان ولا زال هو العدو الأول لكل العرب، بل عدو لكل من يحاول أن يقف أمام عنصريته وهمجيته، ولذلك نجده يتعدى على المُسالمين مُمارسًا أبشع الجرائم في حق المدنيين والأطفال، مُتعديًا على حقوق الغير، إلا أن دائمًا من رحم الشعوب تتولد المقاومة، التي توقف هذا العدو الغاشم عند حدوده، وتعلمه دروسًا في البسالة لم يعرفها، لاسيما وأن كيان لقيط بلا أرض، وفي ذكرى "اللعنة الأنصارية"، كما سماها الكيان الصهيوني، أو عملية إنزال الجيش الإسرائيلي على بلدة أنصارية، جنوب لبنان، نستحضر إلى أذهاننا تاريخ المقاومة اللبنانية، التي استطاعت دحر الاحتلال الإسرائيلي.
"اللعنة الأنصارية" على يد المقاومة اللبنانية
"اللعنة الأنصارية" على يد المقاومة اللبنانية
المقاومة اللبنانية
بين الأشجار في المدينة الساحلية "أنصارية" بجنوب لبنان، مُنذ 21 عامًا، بالتحديد فجر يوم 5 سبتمبر 1997، اعتقدت قوات الكيان الصهيوني أنها ستنال من قيادي كبير في المقاومة اللبنانية، عقب نزلولهم عند أطراف البلدة، إلا بُغتوا بالكمين المُضاد الذي اعتدته المقاومة اللبنانية، وخلفوا ورائهم أشلائهم وأطرافهم التي تزينت بها أطراف المدينة الساحلية، تلك العملية المقاومية أسفرت عن مقتل 12 إسرائيلي، لتظل ذكرى عملية إنزال الكيان الصهيوني بالبلدة ذكرى سوداء لدى القوات الإسرائيلية، وهؤلاء من يسمون نفسهم بالشعب الإسرائيلي.
لم يكن يتوق الإسرائيليون أن المقاومة اللبنانية بالتعاون مع الجيش اللبناني، تمكنوا من رصد أنشطتهم، مما مكنهم من نصب الكمين لهم، سقط فيه أجهزة الكيان الصهيوني، ذلك السقوط لم يكن سقوط لأجهزة الكيان فقط، بل سقط معها أحلام السياسيين والعسكريين باستعادة زمام المُبادرة، زلزال مدوي أحدثه فشل العملية الإسرائيلية في الداخل الإسرائيلي، لاسيما وأن جميع المُشاركين بالعملية، أصبحوا تحت أيدي المقاومة اللبنانية، 12 منهم قد تحولوا لأشلاء، فيما تبقت جثة بأيدي حزب الله، مما دفع الإسرائليون إلى تسميتها بـ"اللعنة الأنصارية".
تاريخ المقاومة اللبنانية ضد الكيان الصهيوني حافل، فبحسب ما أورد الباحث السياسي غسان العّري، في دراسة معنونة بـ"من أسباب نجاح المقاومة اللبنانية للاحتلال الإسرائيلي"، فإن المقاومة اللبنانية وُلدت في أعقاب مرحلة من الفوضى المُسلحة إبان الحرب الأهلية والوجود الفلسطيني المُسلح في لبنان، ومُعظم رجالها من الشباب الذين نذروا أنفسهم للجهاد والشهادة،.. لا يعتدون على أملاك الغير ولا يشهرون سلاحًا في وجه مواطن ولا يطلقون رصاصًا في حي سكني، حُزنًا أو ابتهاجًا، لا يمشون فرحًا بأزيائهم المرقطة وأسلحتهم الظاهرة، همًهم الوحيد وشغلهم الشاغل التفكير في كيفية إعداد الخطط لمُباغتة قوات الاحتلال وإنزال الخسائر بها، ثم التواري؛ لتنظيم هجمات جديدة أشّد وأقسى.
وبحسب العّري، تحولت المقاومة اللبنانية، في التحول إلى ظاهرة راسخة وفعلًا يوميًا ثابتًا ومُتعددًا، بل اعترف بها العدو.. فكان لا بد من تحقق هدفها التحريري الأول، وإذا كان من الصعوبة بمكان استخراج كل الأسباب الكامنة وراء نجاح ظاهرة المُقاومة بلبنان، مؤكدًا أن الشرعية والملاذ والدعم الشعبي، وكذلك العقيدة هي عوامل ملائمة ضرورية لنجاح كل حرب تحرير وطنية، ومُنذ انطلاقها عام 1982 إلى انتصارها في 2000، وجدت المقاومة اللبنانية في ظروف تتوافر فيها جميع هذه العناصر.
فقد استطاعت المقاومة اللبنانية من دحر الاحتلال الإسرائيلي، بإجباره على إزالة خروقاته على الحدود اللبنانية، وتطبيق القرار 425.
شرارة المقاومة اللبنانية انطلقت في بيروت
لم يكن يتوق الإسرائيليون أن المقاومة اللبنانية بالتعاون مع الجيش اللبناني، تمكنوا من رصد أنشطتهم، مما مكنهم من نصب الكمين لهم، سقط فيه أجهزة الكيان الصهيوني، ذلك السقوط لم يكن سقوط لأجهزة الكيان فقط، بل سقط معها أحلام السياسيين والعسكريين باستعادة زمام المُبادرة، زلزال مدوي أحدثه فشل العملية الإسرائيلية في الداخل الإسرائيلي، لاسيما وأن جميع المُشاركين بالعملية، أصبحوا تحت أيدي المقاومة اللبنانية، 12 منهم قد تحولوا لأشلاء، فيما تبقت جثة بأيدي حزب الله، مما دفع الإسرائليون إلى تسميتها بـ"اللعنة الأنصارية".
تاريخ المقاومة اللبنانية ضد الكيان الصهيوني حافل، فبحسب ما أورد الباحث السياسي غسان العّري، في دراسة معنونة بـ"من أسباب نجاح المقاومة اللبنانية للاحتلال الإسرائيلي"، فإن المقاومة اللبنانية وُلدت في أعقاب مرحلة من الفوضى المُسلحة إبان الحرب الأهلية والوجود الفلسطيني المُسلح في لبنان، ومُعظم رجالها من الشباب الذين نذروا أنفسهم للجهاد والشهادة،.. لا يعتدون على أملاك الغير ولا يشهرون سلاحًا في وجه مواطن ولا يطلقون رصاصًا في حي سكني، حُزنًا أو ابتهاجًا، لا يمشون فرحًا بأزيائهم المرقطة وأسلحتهم الظاهرة، همًهم الوحيد وشغلهم الشاغل التفكير في كيفية إعداد الخطط لمُباغتة قوات الاحتلال وإنزال الخسائر بها، ثم التواري؛ لتنظيم هجمات جديدة أشّد وأقسى.
وبحسب العّري، تحولت المقاومة اللبنانية، في التحول إلى ظاهرة راسخة وفعلًا يوميًا ثابتًا ومُتعددًا، بل اعترف بها العدو.. فكان لا بد من تحقق هدفها التحريري الأول، وإذا كان من الصعوبة بمكان استخراج كل الأسباب الكامنة وراء نجاح ظاهرة المُقاومة بلبنان، مؤكدًا أن الشرعية والملاذ والدعم الشعبي، وكذلك العقيدة هي عوامل ملائمة ضرورية لنجاح كل حرب تحرير وطنية، ومُنذ انطلاقها عام 1982 إلى انتصارها في 2000، وجدت المقاومة اللبنانية في ظروف تتوافر فيها جميع هذه العناصر.
فقد استطاعت المقاومة اللبنانية من دحر الاحتلال الإسرائيلي، بإجباره على إزالة خروقاته على الحدود اللبنانية، وتطبيق القرار 425.
شرارة المقاومة اللبنانية انطلقت في بيروت
الجيش اللبناني
بدأت الشرارة الأولى لعمليات المقاومة اللبنانية من بيروت بالتحديد في 24 سبتمبر 1982، حينما تقدم مُقاتل في ثياب مدنية، إلى رصيف مقهى "الويمبي" بمنطقة الحمراء، حيث يجلس ضابط وجُنديان إسرائيليان، وسرعان ما أخرج الشاب سلاحًا من تحت قميصه وأفرغ طلقاته في جسد هؤلاء المُعدتين الغاشمين.
الحقيقة أن تلك العملية لم تكن العملية الوحيدة خلال ذلك اليوم، فإنه قبل مُضي 24 ساعة وقعت عملية مُماثلة بمنطقة "عائشة بكار"، فهذا مواطن لبناني آخر يُمطر سيارة تحمل جنودًا إسرائيليين، بطلقات سلاحه الرشاش، فأصاب السائق وجنديان آخران بجروح خَطرة.
ولم تنته الليلة بعد فقد شنت المقاومة هجومًا منظم بالصواريخ على 3 مواقع للاحتلال وآلياته في بيروت الغربية، وأسفرت عن إصابة مُدرعة بمنطقة الرملة البيضاء وجرح 3 جنود من طاقمها، وانفجار قذيفة أُخرى بمنطقة القيادة الإسرائيلية قرب مبنى سينما "الكونكورد".
كل هذه العمليات أجبرت الكيان الصهيوني على الانسحاب من بيروت إلى مناطق الجبل الآمنة، إلا أنه لا أمن فقد أذاقتهم المقاومة اللبنانية مرارة الهزيمة مرة أُخرى، عقب وقوع أتوبيس إسرائيلي في كمين نصبه مجموعة من مُسلحي المقاومة بالقرب من الخطوط السورية، أسفر عن مقتل 6 جنود وإصابة 16 بجروح.
وشهد يوم 11 نوفمبر من العام نفسه، تحول كبير في تاريخ المقاومة اللبنانية، بانطلاق العمليات الاستشهادية، فهنا في بلدة "دير قانون النهر" مع زقزقة العصافير، وعلى يد شاب يُدعى أحمد قصير المُلقب بحيدر، ذاق الجانب الإسرائيلي مرارة الهزيمة مرة أُخرى، بعدما فجر الشاب سيارة مُفخخة بأكثر من 200 جرام من المواد المُتفجرة، بمقر الحاكم العسكري الإسرائيلي لمنطقة "صور"، أسفرت العملية عن تدمير المبنى المكون من 8 طوابق بالكامل، 74 قتيلًا و27 مفقودًا، بحسب ما كشف الجانب الإسرائيلي.
توالت العمليات الاستشهادية على الجانب الإسرائيلي، واستمرت عمليات المقاومة تُلاحق الاحتلال الإسرائيلي يوميًا، حيثُ تم تسجيل النصف الأول من عام 1983م، 53 هجومًا، وسُجلت عملية استشهادية أخرى بتاريخ 4 نوفمبر من العام نفسه، من قِبل استشهادي آخر فجر خلال مبنى المُخابرات الإسرائيلية بمدينة صور، وأسفرت العملية عن مقتل 29 جندي، وأعلنت منظمة "الجهاد الإسلامي" آنذاك مسؤوليتها عن العملية، وتوالت العمليات ألقت في قلوب الجانب الإسرائيلي الرُعب.
وعُرف عام 1985م بعام العمليات الاستشهادية، لاسيما وأن العمليات الاستشهادية التي تم تنفيذها خلال ذلك العام، شهدت تعاون قوي بين قوى حزبية للمقاومة بشكل علني بعدما كان تُشارك في التنفيذ بصورة سرية وفاعلة من قِبل "حزب الله".
بتاريخ 5 فبراير عام 1985، اقتحم الشاب حسن قصير بسارته المُفخخة قافلة من القوات الإسرائيلية كانت مُنسحبة من منطقتي صيدا والزهراني، أسفرت العملية إصابة 22 جنديًا إسرائيليًا بجروحٍ خطيرة، أعلنت حينها حركة "أمل" عن مسؤوليتها عن العملية، وفي 10 مارس، بالتحديد في جنوب لبنان على مقربة من الحدود الدولية مع فلسطين المُحتلة، اقتحم شابًا بسيارته المُفخخة قافلة إسرائيلية قرب مُستعمرة المطلة، أسفرت عن مقتل 12 جندي إسرائيلي وجرح 14 آخرين، وأعلنت المُقاومة الإسلامية مسؤوليتها عن العملية.
وشاركت الفتيات في المُقاومة اللبنانية، حيثُ نفذت الفتاة سناء محيدلي المُلقبة بـ"عروس الجنوب"، أول عملية استشهادية تُنفذها فتاة لبنانية عربية ضد قوات الكيان الصهيوني، بعد اتجاهها بسيارة مُفخخة نحو قافلة عسكرية عند بوابة منطقة "باتر"، أسفرت العملية عن مقتل ضابطين إسرائيليين، وإصابة جنديين آخرين، وتوالت بعد تلك العملية مجموعة أخرى من العمليات، وفي مطلع أكتوبر من العام نفسه نفذ 4 من أعضاء الحزب الشيوعي اللبناني، هجومًا اقتحاميًا ضد مبنى إذاعة "صوت الأمل" الناطقة باسم ميليشيات أنطوان لحد، وقبل التفجير قادوا معارك شديدة مع الحراس، تبعتها عملية أخرى في الشهر ذاته، ضد حاجز العُملاء في بلدة "ريمات جزين".
عام المواجهات مهد للتحرير اللبناني
بينما عُرف عام 1987 بعام المواجهات، حيثُ تحولت المقاومة اللبنانية من الهجوم والتفجير، إلى المواجهة والقتال مع الجانب الإسرائيلي، وبحسب تقرير نُشر بداية عام 1988، فإن العمليات التي نُفذت عام 1987 683 عملية ضد الاحتلال الصهيوني وقواته، أسفرت جميعها عن 328 إصابة في صفوفو الكيان الصهيوني، ما بين قتلى وجرحى بين صفوف جيش الكيان الصهيوني وجيش لحد، فيما سقط للمقاومة 115 شهيد و89 جريح، وتزايدت العمليات في عام 1988.
وشهد عام 1993م، 432 عملية، توزعت كالآتي 18 مواجهة واشتباك، و38 تفجير عبوة، و122 قصف، فيما تم تحضير 68 مكمن، و168 هجوم، وإعدام 3 عُملاء، بينما شهد عام 1994م، 513 عملية، بينما تصاعدت المقاومة عام 1995م.
وتوالت العمليات إلى أن تم الوصول إلى عام 2000، وهو عام النصر والتحرير، وفيه احتفل اللبنانيون بتحرير الجنوب اللبناني، ومنطقة البقاع الغربي من الاحتلال الإسرائيلي، بعد احتلال دام 22 عامًا، بالتحديد 24 مايو عام 2000، وهو يوم انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، بعد تذوقوا ألوان الهزائم على يد المُقاومة، لتُقر لبنان يوم 25 مايو عيدًا لتحريرها.
الحقيقة أن تلك العملية لم تكن العملية الوحيدة خلال ذلك اليوم، فإنه قبل مُضي 24 ساعة وقعت عملية مُماثلة بمنطقة "عائشة بكار"، فهذا مواطن لبناني آخر يُمطر سيارة تحمل جنودًا إسرائيليين، بطلقات سلاحه الرشاش، فأصاب السائق وجنديان آخران بجروح خَطرة.
ولم تنته الليلة بعد فقد شنت المقاومة هجومًا منظم بالصواريخ على 3 مواقع للاحتلال وآلياته في بيروت الغربية، وأسفرت عن إصابة مُدرعة بمنطقة الرملة البيضاء وجرح 3 جنود من طاقمها، وانفجار قذيفة أُخرى بمنطقة القيادة الإسرائيلية قرب مبنى سينما "الكونكورد".
كل هذه العمليات أجبرت الكيان الصهيوني على الانسحاب من بيروت إلى مناطق الجبل الآمنة، إلا أنه لا أمن فقد أذاقتهم المقاومة اللبنانية مرارة الهزيمة مرة أُخرى، عقب وقوع أتوبيس إسرائيلي في كمين نصبه مجموعة من مُسلحي المقاومة بالقرب من الخطوط السورية، أسفر عن مقتل 6 جنود وإصابة 16 بجروح.
وشهد يوم 11 نوفمبر من العام نفسه، تحول كبير في تاريخ المقاومة اللبنانية، بانطلاق العمليات الاستشهادية، فهنا في بلدة "دير قانون النهر" مع زقزقة العصافير، وعلى يد شاب يُدعى أحمد قصير المُلقب بحيدر، ذاق الجانب الإسرائيلي مرارة الهزيمة مرة أُخرى، بعدما فجر الشاب سيارة مُفخخة بأكثر من 200 جرام من المواد المُتفجرة، بمقر الحاكم العسكري الإسرائيلي لمنطقة "صور"، أسفرت العملية عن تدمير المبنى المكون من 8 طوابق بالكامل، 74 قتيلًا و27 مفقودًا، بحسب ما كشف الجانب الإسرائيلي.
توالت العمليات الاستشهادية على الجانب الإسرائيلي، واستمرت عمليات المقاومة تُلاحق الاحتلال الإسرائيلي يوميًا، حيثُ تم تسجيل النصف الأول من عام 1983م، 53 هجومًا، وسُجلت عملية استشهادية أخرى بتاريخ 4 نوفمبر من العام نفسه، من قِبل استشهادي آخر فجر خلال مبنى المُخابرات الإسرائيلية بمدينة صور، وأسفرت العملية عن مقتل 29 جندي، وأعلنت منظمة "الجهاد الإسلامي" آنذاك مسؤوليتها عن العملية، وتوالت العمليات ألقت في قلوب الجانب الإسرائيلي الرُعب.
وعُرف عام 1985م بعام العمليات الاستشهادية، لاسيما وأن العمليات الاستشهادية التي تم تنفيذها خلال ذلك العام، شهدت تعاون قوي بين قوى حزبية للمقاومة بشكل علني بعدما كان تُشارك في التنفيذ بصورة سرية وفاعلة من قِبل "حزب الله".
بتاريخ 5 فبراير عام 1985، اقتحم الشاب حسن قصير بسارته المُفخخة قافلة من القوات الإسرائيلية كانت مُنسحبة من منطقتي صيدا والزهراني، أسفرت العملية إصابة 22 جنديًا إسرائيليًا بجروحٍ خطيرة، أعلنت حينها حركة "أمل" عن مسؤوليتها عن العملية، وفي 10 مارس، بالتحديد في جنوب لبنان على مقربة من الحدود الدولية مع فلسطين المُحتلة، اقتحم شابًا بسيارته المُفخخة قافلة إسرائيلية قرب مُستعمرة المطلة، أسفرت عن مقتل 12 جندي إسرائيلي وجرح 14 آخرين، وأعلنت المُقاومة الإسلامية مسؤوليتها عن العملية.
وشاركت الفتيات في المُقاومة اللبنانية، حيثُ نفذت الفتاة سناء محيدلي المُلقبة بـ"عروس الجنوب"، أول عملية استشهادية تُنفذها فتاة لبنانية عربية ضد قوات الكيان الصهيوني، بعد اتجاهها بسيارة مُفخخة نحو قافلة عسكرية عند بوابة منطقة "باتر"، أسفرت العملية عن مقتل ضابطين إسرائيليين، وإصابة جنديين آخرين، وتوالت بعد تلك العملية مجموعة أخرى من العمليات، وفي مطلع أكتوبر من العام نفسه نفذ 4 من أعضاء الحزب الشيوعي اللبناني، هجومًا اقتحاميًا ضد مبنى إذاعة "صوت الأمل" الناطقة باسم ميليشيات أنطوان لحد، وقبل التفجير قادوا معارك شديدة مع الحراس، تبعتها عملية أخرى في الشهر ذاته، ضد حاجز العُملاء في بلدة "ريمات جزين".
عام المواجهات مهد للتحرير اللبناني
بينما عُرف عام 1987 بعام المواجهات، حيثُ تحولت المقاومة اللبنانية من الهجوم والتفجير، إلى المواجهة والقتال مع الجانب الإسرائيلي، وبحسب تقرير نُشر بداية عام 1988، فإن العمليات التي نُفذت عام 1987 683 عملية ضد الاحتلال الصهيوني وقواته، أسفرت جميعها عن 328 إصابة في صفوفو الكيان الصهيوني، ما بين قتلى وجرحى بين صفوف جيش الكيان الصهيوني وجيش لحد، فيما سقط للمقاومة 115 شهيد و89 جريح، وتزايدت العمليات في عام 1988.
وشهد عام 1993م، 432 عملية، توزعت كالآتي 18 مواجهة واشتباك، و38 تفجير عبوة، و122 قصف، فيما تم تحضير 68 مكمن، و168 هجوم، وإعدام 3 عُملاء، بينما شهد عام 1994م، 513 عملية، بينما تصاعدت المقاومة عام 1995م.
وتوالت العمليات إلى أن تم الوصول إلى عام 2000، وهو عام النصر والتحرير، وفيه احتفل اللبنانيون بتحرير الجنوب اللبناني، ومنطقة البقاع الغربي من الاحتلال الإسرائيلي، بعد احتلال دام 22 عامًا، بالتحديد 24 مايو عام 2000، وهو يوم انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، بعد تذوقوا ألوان الهزائم على يد المُقاومة، لتُقر لبنان يوم 25 مايو عيدًا لتحريرها.