عقوبات واشنطن ضد تركيا.. لعبة المكر السياسي كشفت حقيقة أردوغان وسياسته الملتوية لتحقيق أهدافه الاستراتيجية
الأحد 09/سبتمبر/2018 - 07:05 م
عواطف الوصيف
طباعة
تركيا.. إمبراطورية بدأت منذ عقود، تمكن القائمين عليها من لفت أنظار العالم لها، عرف عن القائمين عليها بالإصرار والتحدي، من أجل تحقيق كل ما يحلمون به من أهداف سياسية ورؤى استراتيجية، حتى وإن كان الثمن هو التحالف مع دول معادية للعرب في المقام الأول، ووضع يدهم في يد من تلطخت يداهم بدماء الأبرياء من أبناء العرب، وها هي تشهد تطورات جديدة، تجعلها تلجأ لمنعطفات مختلفة.
الإمبراطورية التركية
أزمة الإقتصاد التركي
على الرغم من محاولة ممثلي النظام الحالي في تركيا، للتأكيد على أنهم يتمتعون بالقوة، ويظلوا أصحاب السطوة والسلطة، وليأكدوا دائما على أنهم من يتم اللجوء إليهم، ولكي يتمكنوا دائما من التدخل في الشأن الداخلي للدول المجاورة لهم مثل سوريا، إلا أن العقوبات التي فرضتها واشنطن ضد تركيا، والتي لم تكن في الحسبان، قلبت الطاولة رأسا على عقب، وجعلت الإقتصاد التركي، في مواجهة أزمة حقيقية، حيث إنخفاض الليرة التركية أمام ما يعادلها من العملات الأخرى وأهمها الدولار الأمريكي، تلك الكارثة الإقتصدية، التي تبدو وكأنها باية إنهيار الإمبراطورية التركية.
الليرة التركية
الليرة التركية تكسر هيبة أردوغان
تسببت الأزمة التي تمر بها الليرة التركية في إجبار أردوغان إلى اللجوء لمختلف الدول أوروبا يستعطفهم ويطلب منهم العون والمساعدة ففي الوقت التي تعاني فيه قيمة الليرة من انهيار لا مثيل له، يقوم وزير المالية التركي، صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بجولة في العواصم الأوروبية محاولاً إيجاد الدعم اللازم لحماية الاقتصاد في البلاد.
كسر هيبة أردوغان
أردوغان وحلم عضوية الأتحاد الأوروبي
منذ فترة وحلم عضوية الأتحاد الأوروبي يراود الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وهو يبذل قصارى جهده للحصول عليه، وفي نفس الوقت يقف أمام سيل من المعوقات من قبل دول أوروبا التي ترفض فكرة نيله هذه العضوية، لكن وعلى الرغم من كل هذه المعوقات، إلا أنه مصر على تحقيق حلمه على أرض الواقع، وهنا يكون له وسائله وطرقه الخاصة.
اردوغان وخلم الاتحاد الأوروبي
عضوية حلف الناتو
أردوغان لا يخشى أي شيء من العرب، ولا يفكر في انتقاد أيا من الدول العربية له، فهو فقط يريد ان يكسب ود الدول الاوروبية، وعلى رأسهم واشنطن، وإسرائيل، وهو في الأساس يفكر في حلف الناتو والاتحاد الاوروبي ويريد فقط أن ينال رضى كل منهما، لكي ينال عضويتهما، وعلى الرغم من علمه بأن كلاهما يعتمدان في الأساس على الفكر الصهيوأمريكي، فهو لا يبال بذلك وهاهو يحاول كسب رضاهم ومساعدتهم ودعمه في الأزمة الإقتصادية التي يمر بها، على الرغم من أن ذلك قد يجعله يوطد علاقته مع إسرائيل.
تساؤلات هامة
هناك سيل من التساؤلات وعلامت الأستفهام التي تحتاج لتفسير من قبل أردوغان، فإصراره على التواصل مع دول أوروبا وحلف الناتو، يعني تواصله مع واشنطن وإسرائيل، وهو بالتأكيد يريد حل الأزمة التي تمر بها بلاده، وطالما أنه على يقين من أن حلف الناتو هو الذي سيحل الأزمة فهذا يعني أنه سيضع يده في يد ذوي الفكر الصهيوأمريكي واشنطن وإسرائيل، والسؤال هنا لأردوغان: أين أختفت مبادئك أين أختفت شعارات الوقوف في وجه واشنطن وإسرائيل من قتلة أطفال العرب في سوريا وفلسطين، أم أنك قررت نسيان كل ذلك فقط من أجل إبداء مصالحك وأهدافك السياسية والاستراتيجية.
التحالف التركي الإسرائيلي
الخلاصة..
باتت الأزمة الإقتصادية التركية وإنخفاض الليرة أمام غيرها من العملات وتحديدا الدولار، مجرد مشكلة سياسية وإقتصادية شغلت الرأي العام العالمي، وأدلت إلى العديد من التحليلات والتفسيرات من مختلف ذوي الفكر سواء على المستوى السياسي أو الإقتصادي، لكن ما يمكن أن نستخلصه من أنها لعبة لعبت بذذاء شديد، من قبل الإدارة الأمريكية برعاية الرئيس دونالد ترامب، فقط لكي يثبت للعالم أجمع طبيعة وحقيقة أردوغان، وأنه لا ما نع لديه في النخلي عن غروره، ومواقفه السابقة، وأن يضع يده في يد من قال أنه يعتبرهم أعداءه، لأنهم يقتلون الأبرياء من أبناء العرب، فقط لكي يحقق أهدافه، التي تتمركز في الثبات والتمسك بمنصبه والوصول للزعامة التي طالما ظل يحلم بها.