أبطال لا تنسى.. إبراهيم مصطفي ثاني مصري يحصد ذهبية في الأولمبياد.. وأطلق اسمه على أحد شوارع أمستردام
إبراهيم مصطفى احد ابرز اللاعبين فى تاريخ لعبة المصارعة ، من مواليد مدينة الإسكندرية و درس فى مدارسها و تميز بين اقرانه بقوته البدنية وطوله و عرض منكبيه.
وبدأت ميوله للعبة مبكرا وبدا تدريباته وعمره 12عاما بنادى
ألجامك الارمينى بالإسكندرية الذى كان قريبا من بيته وورشة النجارة التى كان يعمل بها
فى حى القرامده وجاءت المفاجأة حيث اكتشفه الأمير عباس حلمى الذى أبدى اعجابه الكبير
فنقله إلى النادى الأوليمبى في الثغر ذلك و نال رعايته الى أن اصبح بطل مصر لوزن خفيف
الثقيل عام 1924 حيث لفت نظر المدير الفنى لمنتخب مصر فضمه للمنتخب الوطنى ووضع له
برنامجا تدريبيا خاصا وكان اول ممثل دولى لمصر شارك فى دورة الالعاب الأوليمبيه عام
1924 فى باريس و هى أول دورة أولمبيه تشارك فيها واحتل مصطفى المركز الرابع وكان أول
مصرى و عربى و أفريقى يحصل على هذا المركز الأولمبي.
وبعد عودته لمصر خضع لبرنامج تدريبى مكثف تحت رعاية الخبير
الإيطالى بيانكى واستمر اربعة أعوام كاملة وكان المستهدف العام دورة الألعاب الأوليمبية
بامستردام 1928 وشارك فى الدورة وكان فى أفضل حالاته البدنية والفنية والنفسية وسجل
انتصارات متتالية فى وزنه حتى وصل للدور قبل النهائى.
وفاز على البطل الفيلندى ياللين الذى كان قد فاز على مصطفى
فى أوليمبياد باريس 1924 واستطاع مصطفى الفوز عليه هذه المرة وثأر لنفسه ليصعد للدور
النهائى على الميدالية الذهبية وقامت ملكة هولندا بتتويجه بالميدالية الذهبية وأصبح
أول عربى وإفريقى يفوز بالميدالية الأولمبية وهذه تحققت بعد فوز الرباع سيد نصير بساعتين
ولكن تم تسلمها متأخرا لحضور الملكه للتتويج وتعد هذه الميدالية الذهبية الثانية لمصر
.
وتعتبر هذه اول ميدالية ذهبيه فى امستردام عام 1928 و الأخيره
حققها المصارع العلمى كرم جابر أثينا 2004 .
وكان من المقرر مشاركة ابراهيم مصطفى فى اوليمبياد برلين
1936 ولكن الإصابة منعته من المشاركة وضاعت على مصر ميدالية مؤكدة .
وأعلن إبراهيم مصطفى أعتزاله اللعبة وأصبح المسئول الأول
عن مصارعى مصر مديرا فنيا وكان وراء الدافع الأول فى أحراز محمود حسن الميدالية الفضية
فى أولمبياد روما 1960، واستمر مديرا فنيا للمنتخب الوطنى حتى أولمبياد المكسيك
1968.
وقبل بدء المنافسات وفى أثناء وجوده فى غرفته وعلى فراشه
شعر بألم شديد و توفى بالسكتة القلبية صباح يوم 9 اكتوبر وتم تشييع جنازته فى ردهات
القريه الأوليمبية ثم عاد جثمانه الى الأسكندرية تاركا تاريخا رياضيا حافلا بالإنجازات.
ومع بداية التسعينيات قام الاتحاد المصرى بتنظيم بطوله دوليه
بإسمه واستمرت حتى الآن وهذه البطولة جمعت أبطال العالم فى السبعينيات والثمانينيات
وشهدت أقوى المنافسات بين ابطال العالم والأوليمبياد.
وابراهيم مصطفى لم يحصل على التكريم المناسب بعد فوزه بالميدالية
الذهبية بأوليمبياد أمستردام حيث تم تكريمه معنويا ومنحه لقب أفندى وتعيينه موظفا بإستاد
البلديه (استاد الإسكندريةحاليا ) وبعد وفاته سميت الصالة الصغرى باستاد الاسكندرية
باسمه.
وفي عام 1995 شيدت مدينة جديدة بأمستردام واختاروا اسم ابراهيم
مصطفى ضمن الأبطال الأوليمبية فى مختلف الألعاب ليطلق اسمه على أحد شوارع المدينة الجديدة
و حضرت أسرته هذا الافتتاح .
وخلال أوليمبياد أمستردام كانت إقامة ابراهيم مصطفى مع الرباع
سيد نصير وفى المساء أحرز السيد نصير الذهبية إلا أن تتويجه بالذهبية سيكون مساء اليوم
الثانى وعندما عاد لغرفته هنأه ابراهيم مصطفى بهذا الفوز فقال له السيد نصير ٍاترك
لك الغرفه ونلتقى صباحا لنحتفى ونهنئك .
وبالفعل أحرز ابراهيم مصطفى الميدالية الذهبية وتوج مباشرة
بالذهبية والجدير بالذكر أن السيد نصير فاز بالذهبية قبل ابراهيم مصطفى بيوم وتم تتويجه
قبل السيد نصير الفائز بالذهبية الأولى .
وينتمي ابراهيم مصطفى لعائلة رياضية فى المصارعة والبداية
كانت مع ابراهيم مصطفى واكمل مشوارة نجله عادل مصطفى لاعبا فى اولمبياد لندن وهلسنكى
ثم حكما عقب اعتزاله فى ميونيخ ومونتريال وموسكو ولوس انجلوس وسول ثم عضوا فى الاتحاد
الدولى للعبة بسول و برشلونة و اتلانتا و سيدنى وأثينا وقام بتتويج البطل الأوليمبى
كرم جابر فى أثينا 2004 .
ومن بعده أحفاده اسلام مصطفى رابع أوليمبياد الشباب 1998
بموسكو و ايهاب مصطفى بطل مصر ثم ابراهيم مصطفى مصارع عالمى كلاعب ثم حكما بأولمبياد
لندن 2012 وجاء تكريما للأتحاد المصرى للعبة لهذا البطل والأوليمبى وللتاريخ عمل بطولة
سنوية باسم ابراهيم مصطفى ليكون نموذجا للأجيال الصاعدة فى اللعبة وصناعة الأبطال
.