"الحرف اليدوية" سلسلة أعمال توارثها الأقدمين وضاعت في جيل الماكينة والإنترنت
الأربعاء 12/سبتمبر/2018 - 01:00 ص
أنهار بكر
طباعة
غياب أجيال جديدة من أرباب الحرف والصناعات اليدوية والتراثية، أصبح يهدد هذه المهن بالانقراض والتلاشي في السنوات القليلة المقبلة.
فالعديد من الحرف اليدوية بات يُخشى عليها من الاندثار وذلك بسبب عدم إقبال الشباب على تعلم هذه المهن، في محاولة منهم للبحث عن مهنة أفضل توفر قدرًا معقولًا من الربح الذي يعين الشاب على حياته في ظل هذه الظروف.
"بوابة المواطن" بجولة بين أزقة خان الخليلي وعدد من الأحياء المصرية الأخرى، التي اشتهرت بالحفاظ على التراث العريق للصناعات اليدوية التي كانت ولازالت خير شاهد على عراقة هذه الدولة.
أمراء الحرف اليدوية "طي النسيان"
فالعديد من الحرف اليدوية بات يُخشى عليها من الاندثار وذلك بسبب عدم إقبال الشباب على تعلم هذه المهن، في محاولة منهم للبحث عن مهنة أفضل توفر قدرًا معقولًا من الربح الذي يعين الشاب على حياته في ظل هذه الظروف.
"بوابة المواطن" بجولة بين أزقة خان الخليلي وعدد من الأحياء المصرية الأخرى، التي اشتهرت بالحفاظ على التراث العريق للصناعات اليدوية التي كانت ولازالت خير شاهد على عراقة هذه الدولة.
أمراء الحرف اليدوية "طي النسيان"
الحرف اليدوية
عبر العديد من الحرفيين أو " أمراء الحرف اليدوية " كما يستحقوا أن يٌطلق عليهم، عن حالة الركود التي أصيبت بها الحرف اليدوية خاصة في العقدين الماضيين، وفي أحد شوارع الخان وبجوار أحد المقاهي السياحية يوجد "ربع سنسلة" يحمل هذا المكان بين طياته تراث تم حمله جيلًا عقب جيل، ويحتوي هذا الربع ما يزيد عن 100 ورشة تتنوع بين ورش النقش على النحاس أو الفضة أو تطعيم بالأحجار الكريمة وغيرها.
"سيد أنيس" شيخ حرفة النقش على النحاس، رجل ستيني يجلس على كرسيه الخشبي الذي أوشك علي البلاء، في ورشته التي ورثها هو وإخوته عن أبيهم ولكن بعد وفاتهم جميعًا أبحت ملكًا له، أشار إلى أن ذلك الركود كان لأسباب عديدة، لعل أبرزها عدم إقبال الشباب علي تعلم هذه المهن، في الوقت الذي يسعي فيه الأجانب بـأقصى جهدهم لتعلم هذه الحرف، مؤكدًا على أن أغلب زائريه هم من جنسيات غير مصرية يقبلون على فهم وتعلم كل ما يتعلق بالحرفة، ليس هذا فحسب بل يعرضون عليهم السفر إلى بلادهم لتعليمهم هذه الحرف النادرة.
وأشار "أنيس" إلى أن ثاني أخطر هذه الأسباب هو الانفتاح والتطور مع إغفال الحكومات والشباب أيضًا لأهمية هذه الحرف، فأصبح الجميع بذلك بمثابة المجرم الذي يسطر بيديه " شهادة وفاة " لتراثٍ عريق ذاع صداه آلاف السنين.
من ناحية أخرى "محمد أحمد" صاحب ورشة نقش على الفضة والنحاس وتطعيمها بالأحجار الكريمة، أشار إلى أن المهنة أصبحت في تراجع بعد دخول المعدات الجديدة التي وعلى حد قوله " دمرت المهنة"، ولكن لا يتنافي ذلك مع حقيقة عدم وجود الأجيال التي كانت تقدر الفن الأصيل مهما بلغ ثمنه، فالأشياء المصنوعة يدويًا لا يوجد بينها وبين المصنوعة آليًا مجالًا للمقارنة.
وفي امتداد شارع المعز لدين الله الفاطمي يوجد عدد من ورش تصنيع الألمونيوم التي أشار أصحابها إلى أن المهنة مازالت تقاوم هيمنة المصانع الكبرى، وبالرغم من تراجع مستوى العمل عامًا بعد أخر إلا أنها مازالت تحافظ على مكانتها وتواجدها.
وهو الأمر الذي يعطي انطباعات إيجابية حول مستقبل المهنة، فلا شك أن هناك من سيقبل على تعلم المهنة خاصة أنها ليست بصعوبة الحرف التي تعتمد على النقش والرسم كصفة أساسية.
لماذا لا يعمل الشباب بالحرف اليدوية؟
الحرف اليدوية
ومن رجال تخطوا الستين من عمرهم، إلى شباب في مقتبل حياتهم تركوا ما سار عليه آبائهم وسلكوا دربًا جديدًا لكسب قوت يومهم، فلجأ العديد من الشباب إلى العمل في البازارات السياحية وتعلم اللغات الأجنبية لممارسة المهنة بسهولة، مشيرين إلى أن ذلك أسهل عليهم بكثير من العمل في حرف أوشكت على الاختفاء.
وبين كلا من الفئتين العشرينية والستينية، يأتي دور الدولة في المساهمة بإحياء هذا التراث وتشجيع العاملين به سواء من الشباب أو غيرهم، عن طريق إقامة المعارض الدولية للحرف اليدوية، فقد نظم جهاز تنمية المشروعات المعرض الدولي للحرف اليدوية والتراثية "تراثنا" والذي سيقام بأرض المعارض بمدينة نصر ابتداء من 13إلى21 سبتمبر، والذي يحتوي على أكثر من 140 مشروع متخصص في الحرف التراثية.
وبين كلا من الفئتين العشرينية والستينية، يأتي دور الدولة في المساهمة بإحياء هذا التراث وتشجيع العاملين به سواء من الشباب أو غيرهم، عن طريق إقامة المعارض الدولية للحرف اليدوية، فقد نظم جهاز تنمية المشروعات المعرض الدولي للحرف اليدوية والتراثية "تراثنا" والذي سيقام بأرض المعارض بمدينة نصر ابتداء من 13إلى21 سبتمبر، والذي يحتوي على أكثر من 140 مشروع متخصص في الحرف التراثية.