مصطفى العقاد.. أجبر قوى الإحتلال على الإنحناء لشيخ المجاهدين وقتله إرهابي

الخميس 13/سبتمبر/2018 - 01:52 م

المخرج مصطفى العقاد وفيلم عمر المختار

عواطف الوصيف

السينما عالم الخيال الجميل، الذي يرصد كل تفاصيل الواقع من حوله، فالسينما هي الفن الذي لابد وأن يتمكن من إلقاء الضوء على أهم ما نمر به في حياتنا، ولعل أكثر ما يستوجب أن نلق عليه بالضوء مما نمر به في حياتنا،أهم الأحداث التاريخية، والشخصيات البارزة.

مصطلحات سينمائية
عرفت السينما العربية العديد من المصطلحات الفنية، فهناك على سبيل المثال: "السينما النظيفة وسينما الفانتزايا، وسينما الموقف علاوة على السينما الواقعية"، والسينما النظيفة هي تلك التي يحرص القائمين عليها أن لا تحوي على أي مشاهد لا تتناسب مع عالمنا الشرقي، سواء مما تعرف بالمشاهد الساخنة، أو مشاهد القبلات، أما سينما الفانتزايا، فهي التي تعرض أعمال فنية وأفلام تحوي قصص من الصعب تطبيقها في الواقع ولعل أفلام الفنان " رأفت الميهي " مثل "أنساتي سادتي " و "عشان ربنا يحبك" خير دليل على ذلك، لكننا هنا سنقف للحظات ونستوقف السينما الواقعية.

سينما الفانتزيا

السينما الواقعية

من أقوى وأهم الأفلام التي تمر علينا تلك التي تندرج ضمن السينما الواقعية، أي التي تجسد نواح وزوايا واقعية، تحدث بالفعل، ويمر بها العديد من الأشخاص، في الحياة العادية، ومثل هذا النوع من الأفلام يعيش مع مختلف الأجيال، وتظل راسخة في السينما على مدار تاريخها.

السيرة الذاتية

تعد الأفلام التي تتم لتقديم سيرة ذاتية، عن شخصية بعينها، وتوضيح كل ما مرت من أحداث وتطورات، جزء هام ومتعمق من السينما الواقعية، ويعد من أفضل أنواع الأعمال السينمائية، خاصة إذا أرتبطت بشخصية لها من الإنجازات ما يجعلها بارزة في حياتنا، وفي العالم العربي ككل.

عمر المختار

يعد عمر المختار، رمز وأيقونة ليس فقط للمقاومة العربية، وإنما للتحدي والإصرار على العيش بكرامة أبية حرة، فقد عمل على الوقوف في وجه المحتل الإيطالي، حرص على بذل كافة الجهود التي تساعد أبناء عموميته للعيش بعزة وكرامة.

شيخ المجاهدين عمر المختار

مصطفى العقاد

يعد المخرج السوري هو أفضل من قام بعمل فني يجسد شخصية شيخ المجاهدين عمر المختار، وذلك من خلال فيلمه الشهير "عمر المختار" الذي عرض من خلاله جميع المراحل التي مر بها شيخ الشهداء، وصور مواجهته للإحتلال الإيطالي، في ليبيا وكيف أنه قاد المقاومة لنيل الاستقلال.

المخرج مصطفى العقاد

الغرب يتغني بأعداءه

فكرة إتمام عمل فني عن شخصية بارزة يعد أمر عادي لكن ما يعد بارزا ومهما، هو إتمام عمل فني لشخصية قاومت الإحتلال الأجنبي لبلده في قلب بريطانيا ويتم تمجيدها، والإشادة بكل ما قام به من إنجازات، وهذا هو الإبداع الذي قام به المخرج العبقري مصطفى العقاد.

براعة فنان

يمكننا أن نقول لأنتوني كوين "شابوه" بسبب أداءه في فيلم عمر المختار، فقد تمكن من إقناع كل المشاهدين بأنه بالفعل عمر المختار الشخصية الرائدة، التي قاومت المحتل ووقفت ضده وهو ما يدل على حسن إختيار مصطقى العقاد للشخصيات ودراسته لأبعاد وزوايا العمل بدقة.

الخلاصة..

لا شك أن عمر المختار بطل وقائد يحتذى به، لكن البطل الحقيقي هنا والذي يستحق الإشادة هو المخرج والمبدع مصطفى العقاد، فهو الوحيد من فنانين العرب الذي جعل الغرب يتغنون برموزنا وقادتنا بألسنتهم، ويشيدون بأدوارهم ومقاومتهم حتى ضدهم.

أستشهاد العقاد
في 9 نوفمبر 2005 قُتل العقاد مع ابنته ضمن ضحايا الانفجار الذي حصل في فندق غراند حياة - عمان. كانا قد قدما إلى عمان لحضور حفل زفاف أحد الأصدقاء. حصل الانفجار الناتج عن عملية انتحارية لحظة وجود العقاد في بهو الفندق لاستقبال ابنته القادمة للتو من السفر.

توفّيت ابنته ريما في الحال، بينما مات هو بعد العملية بيومين متأثراً بجراحه، تاركاً وراءَه فيلمي عمر المختار والرسالة وأحلاما ما زالت معلقة.