عام دراسي جديد غير سعيد.. قرى كفرالشيخ المحرومة من المدارس
الإثنين 17/سبتمبر/2018 - 12:01 ص
نرمين الشال
طباعة
بينما تستعد مئات الآلاف من الأسر المصرية بفرح وسعادة لاستهلال عام دراسي جديد، مؤذنا بانتقال وترقي أبنائهم لصف أعلي ومراحل جديدة في رحلة تلقي العلم، يعيش على النقيض الآلاف من أولياء الأمور والأطفال في قلق وترقب، تحسبا لبدء عاما جديدا من المشقة والعناء وحمل الهموم اليومية، ذهابا وإيابا من " المدرسة " التي تبعد عن مسكنهم آلاف الأمتار يقطعونها سيرا على الأقدام في أغلب الأحيان أو عن طريق وسائل مواصلات بدائية وغير آمنة.
يبدأون كل صباح رحلة العناء للوصول إلي مدارسهم للانتظام في فصولهم، التي تكدس بالطلاب، يقضون نهارهم، في جو مشحون بالأنفاس المختنقة، جراء ارتفاع كثافة الفصول. ثم يعودوا إلي منازلهم منهكين، لا قوة ولا تركيز لديهم لاستذكار أو تحصيل ما تلقوه من علوم، وأنشطة.
هؤلاء الأطفال لم يأخذوا أماكنهم في الصور التذكارية لافتتاح مدرسة جديدة، ولم تُذكر أسمائهم في العبارات المنمقة عن المتميزين دراسيا، فهم مستقرون على هامش اهتمام كل المسئولين، لا يلتفت أحدا لهم، تعاقبت السنوات عليهم دون أي تغيير ورغم الاستغاثات المتكررة في واقعهم محصنا ضد التغير أو الترقي.
في محافظة كفر الشيخ، العديد والعديد من القرى التي تعاني من عدم وجود مدارس، من أشد هذه المناطق معاناة مناطق عزبة شحاتة بمركز الحامول، حيث يضطر أطفالها إلي أن يقطعوا مسافة 3000متر للوصول لأقرب مدرسة موجودة في بلدة مجاورة هي قرية عبد المطلب.
- قرى الحامول ضحية الروتين وتعنت هيئة الأبنية.
يقول " محمد عبد الله " أحد أولياء الأمور، لدي طفلتان في مرحلة التعليم الابتدائي أعاني بصفة يومية مما يتعرض له أبنائي منذ استيقاظهم في وقت مبكر جدا حتى يتمكنوا من اللحاق بموعد المدرسة ثم الصعوبة في الوصول إلي المدرسة، فالمسافة أكثر من ثلاتة كيلو مترات ورغم أننا نعيش في منطقة ريفية فلم يعد الأمان بنفس الدرجة التي كان عليها من قبل، كل هذه الأشياء تجعلني في غاية القلق، واتمنى من المسئولين أن يلتفتوا للقرية ويتم انشاء المدرسة رأفة بحال مئات الأطفال وأسرهم
ويضيف النائب " إبراهيم القصاص" عضو مجلس النواب عن دائرة الحامول، للأسف توجد العديد من المناطق داخل مركز الحامول تعاني فقرا شديدا في الخدمات والتي من أهمها المدارس، فعزبة شحاتة التي يضطر أطفالها في قطع مسافة 3000 متر لكى يصلوا إلي أقرب بلدة يوجد بها مدرسة ابتدائي، رغم استصدار أمر تخصيص من وزارة الزراعة بمساحة لبناء المدرسة، بعد أن تبرع أهالي القرية بالأرض لاقامة مدرسة إلا أن وزارة التربية والتعليم قامت بتأجيل البناء بحجة عدم وجود اعتماد مالي.
لكننا لم نيأس بالرغم من ذلك حصلنا على وعد من رئيس جامعة كفرالشيخ ببناء المدرسة، بالمشاركة مع أحد رجال الأعمال العرب، ولكننا اصطدمنا بالروتين الحكومي، المتمثل في ضرورة حصول هيئة الأبنية على المبالغ المالية الخاصة بالبناء، وهذا مالم توافق عليه الجامعة.
ورغم عظم المأساة إلا أنها مجرد صورة لعشرات من الصور لمعاناة آلاف من الأهالي فمنطقة إصلاح الحامول والتي تضم قرية 9، قرية 11، قرية الطنباري، وعزبة 11، والحفير، والمنصور جميعها تعاني من نقص المدارس في تلك المنطقة التي يتجاوز تعداد السكان بها الـ 250 ألف نسمة.
هذه المناطق مازال طلاب المرحلة الثانوية يحضرون في فصول ملحقة، لا يوجد بها مدرسة للتعليم التجاري، أو الصناعي، رغم أني نجحت بعد محاولات عديدة في فتح عدد من الفصول الملحقة ليحضر فيها طلاب الثانوى التجاري والصناعي، لكن مع الزيادة السكانية وارتفاع كثافة الطلاب في الفصول تتكرر المشكلة.
-قرية أبو زهرة بسيدي سالم معاناة من نوع خاص ولا أحد يستجيب.
قرية أبو زهرة التابعة لمركز سيدي سالم تعاني معاناة من نوع خاص، فالبلدة التي قامت بتحديد قطعة أرض داخل الكتلة السكنية لإقامة المدرسة وتم التخصيص منذ عام 1998م ثم تم ادراجها في خطة 2002 لبناء المدرسة. رغم ذلك لا أحد يعلم لماذا لم يتم البناء حتى الآن!!!!!
يقول "محمد عامر" أحد أهالي البلدة، الأرض تم تخصيصها منذ عام 1998، وتم ادراجها في خطة مديرية التربية والتعليم لعام 2002، لكن فوجئنا بهيئة الأوقاف تدعى ملكيتها للمساحة المحددة لإقامة المدرسة وعندما تقدمنا بشكوى لمحافظ كفرالشيخ السابق، وتم عرض معاناة الأطفال في الذهاب والاياب كل يوم من مدرستهم التى تبعد 3 كيلو متريفصلنا عنها ترعة، قام المحافظ بالأمر بإقامة كوبري، ونسي مشكلة المدرسة. ليكمل الأطفال معاناتهم دون أي اهتمام من المسئولين
فكثافة الفصول تتعدى الـ55 طالبا لأن المدرسة تضم طلاب قري أخرى محيطة، ويذهب تلاميذ المرحلة الابتدائية لقرية أبو عيطة التي تبعد ثلاثة كيلو مترات، 3000 متر يقطعهم الأطفال فمن يرحم هؤلاء.؟