من الجلباب إلى الفيس بوك .. أريافنا ماذا بقى فيها من الزمن الجميل ؟
الإثنين 17/سبتمبر/2018 - 01:00 ص
شيماء اليوسف
طباعة
الريف المصري مازال محتفظ بهدوء الليل .. بعيد عن الضوضاء وتلكسات السيارات .إلى جانب تمسكه ببعض العادات والتقاليد التي بدأ ينقرض وجودها في المدن و إن كان أقربها وثيق العلاقة بصلة الرحم، إضافة إلى مجمل التقاليد المرتبطة بالأفراح، فكان نساء القرية و شبابها يدورون في حلقات وسط الزغاريد تحمل إحدى النساء على رأسها إناء من المعن الموضوع داخلها الحناء الملفوفة بالشموع.
الريف المصري
كيف أثرت التكنولوجيا على ثقافة الريف ؟
الريف المصري
لكن هل أثرت التكنولوجيا و الحداثة على ثقافة الريف، هل باتوا يصنعون الفطائر الشهية العائمة في الزبد، و يصنعون الجبن و المخبوزات النشوية أم استبدلوها بالأفران الحديثة؟ في الواقع تغيرت ثقافة الريف المصري بموجب التغيرات العارمة التي اختلطت بمختلف المدن، فأصبحت أطباق الدش تتربع فوق أسطح المنازل و شبكات الإنترنت تصل لكل بيت، و مع اندماج المرأة في العمل اختفت الزرائب التي كانت تصدح بالمواشي و بيوت العائلة كادت لا تكون، حتى الأفران الطينية التي كان يتفنن النساء في صنعها استبدلت بأفران كهربائية.
الريف المصري
و في هذا الصدد طرحت بوابة المواطن على قرائها تساؤلا حول تغير ثقافة الريف المصري و قال أحمد سلطان، طبيب صيدلي، لقد تغيرت ثقافة الريف بشكل ملحوظ، و بهتت نكهتها الأولى و يضيف : " كنت دائما أشتاق لزيارة قريتي و أذهب حيث غيطان أقاربي لكن الآن الأمر تغير حيث أنني أصبحت أشعر بشيء من الكآبة " مؤكدا أن هجرة الشباب من القرى أثرت سلبا عليها لافتا إلى ضعف الدخول القادمة من العمل الزراعي و تدني الحالة الاقتصادية التي أثرت على المعيشة و العادات .
أحمد سلطان - طبيب صيدلي
السلبيات التي انتشرت في الريف المصري
مصطفى النجار - محاسب
و قد اتفق مصطفى النجار مع الطبيب الصيدلي، حيث أشار إلى ارتفاع نسبة الطلاق التي زادت بسبب الإعلانات الهابطة على حد قوله، مضيفا أن نزوح شباب الريف للمدن لأنه طارد للشباب بسبب عدم وجود فرص عمل، و يضيف : " الريف لم يعد ريف بالمفهوم القديم وذلك بسبب اندثار الرقعة الزراعية وقلة ارتباط أفراده بالأرض وبالتالي جهلهم بالحياة الريفية ..
الانتقال إلى الايجابيات
خالد زكي - محاسب
من جهة أخرى قال خالد زكي محمد ، محاسب، إن النظرة الإيجابية التي تغيرت في صعيد مصر من وجهة نظره أن الفتيات الريفيات أصبحن يكملن تعليمهن، حيث أن هناك العديد من القرى كانت تقصر التعليم الجامعي على الشباب فقط.
و قالت أيمي عبيد، ليسانس دراسات إسلامية و عربية، أنه من الواجب أن يفرق الأفراد بين ثقافة القرى الريفية و بين قرى صعيد مصر، فهناك العديد من الأعراف التي يؤمن بها أهل الريف و تختلف مع ثقافة و معتقدات الصعيد.
الريف المصري
على صعيد أخر قالت شيماء صادق، مصممة مشغولات يدوية، أن التغير الذي حل بالريف المصري سيئ للغاية، منبهة أن هناك ثمة مقارنة واقعية بين الأمس و الحاضر و تضيف: " الأول كان الكل بيبقي مشغول في شغله و أرضه و بيته
دلوقتي تلاقي الستات و الرجالة مترشقه قدام البيوت موراهاش غير الحكاوي علي فلان اللي طلق علانه و علانه اللي مبتخلفش و سلانه اللي لابسه جيبه بعد ما كانت بتلبس عبايه و ترتانه اللي جابت تليفزيون جديد بجمعيه، و إن كان من رؤيتها أن هذا هو التغير الذي حدث، فهي رؤية ناقصة لأن الحديث عن الناس و مع الناس لا ينتهي و لم يتغير.