هل ينجح نظام التعليم الجديد في القضاء على الدروس الخصوصية؟ الوزارة: النظام سوف يلغيها.. ومُعلمين: لن تنتهي
الإثنين 17/سبتمبر/2018 - 04:11 م
أنهار بكر
طباعة
"نظام التعليم الجديد سوف يلغي الدروس الخصوصية"
عبارة أكد عليها الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، بعد قرار تطبيق النظام الجديد في العام الدراسي الجديد20182019، مشيرًا أن الطالب لن يكون بحاجة إلى الدروس الخصوصية في ظل وجود وسائل أخرى "التابلت" للحصول على المعلومات بالإضافة إلى تغير أسلوب صياغة الأسئلة من تلك التي تركز على الحفظ، إلى أخرى تقيس مهارات التفكير والنقد البناء.
طارق شوقي
وكان شوقي قد أضاف خلال تصريحاته أن نظام الثانوية العامة التراكمي هو أكثر ما يزيد العبء على كاهل أولياء الأمور.
في الوقت ذاته شدد محمد عمر نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين، على أنه سيتم تغليظ العقوبات على مُعلمي الدروس الخصوصية، مؤكدًا على أن ذلك يعد جريمة في قانون التعليم الجديد، الذي يهدف إلى القضاء على الظواهر الإدارية الخاصة بالمعلمين.
نظام التعليم الجديد..انطلاقة جديدة أم لا شئ ؟
طارق شوقي
حملت تصريحات الوزارة أملا جديدًا بين الطلاب وأولياء الأمور، في الوقت ذاته حملت معها مخاوف جديدة حول ما إذا كانت الوزارة ستنجح في تطبيق هذا النظام أم لا، وخوفًا من أن يصبح طلاب هذه المرحلة هم حقل التجارب لهذا النظام.
وفي هذا الإطار تحدثت "بوابة المواطن" مع عدد من المُعلمين لمعرفة آرائهم في النظام الجديد، وحول مدى إمكانية تطبيقه بفاعلية ونجاح من عدمه.
قالت إيناس فتحي مُعلمة بإحدى المدارس الحكومية في تصريح لـ"بوابة المواطن" أن نظام التعليم الجديد كان من الممكن أن يحقق نجاحًا باهرًا إذا تم تطبيقه بعد عامين أو ثلاثة، وذلك لأن القاعدة الأساسية في التطوير هي تطوير الأبنية والمنشآت في جميع محافظات مصر والمركز والقرى، فليس من المعقول أن نطبق أنظمة حديثه في التعليم بهذه الأبنية المُتهالكة والمهدمة.
هذا بالإضافة إلى تدريب المًعلمين بصور أكثر فاعلية ولفترة أطول بحيث يصبح المُعلم على قدر كبير من الكفاءة والدقة في تلقين الطلاب فيما بعد وتدريبهم باعتبار أن المُعلم هو رائد العملية التعليمية في مصر.
وتابعت "فتحي" حديثها أن المُعلمين بالفعل قد تلقوا التدريبات ولكنهم تدربوا على طرق التدريس الجديدة وليست المناهج، مُشيره إلى أن الكتب المدرسية وأجهزة التابلت لم يصلا إلى المدارس حتى الآن ولا يفصلنا عن الدراسة سوى أسبوع واحد، وحتى الآن لا يعرف المُعلمين ما هي المناهج التي سيدرسونها.
وأضافت إلى أن دراسة المواد التي كانت تُقسم على الفصليين الدراسيين الأول والثاني، في صورة مُجمعة بالفصليين لم يضف شيئًا بل أثقل العبء على كاهل أولياء الأمور، وأكدت على أن رواتب المُعلمين المتدنية مع كل هذا الارتفاع في الأسعار لن ينتج عنه سوى ارتفاع سعر الدروس الخصوصية وزيادة حدتها.
مدرس: طول ما المرتب 2000 جنيه الدروس الخصوصية موجودة
الدروس الخصوصية
وفي الإطار ذاته بدأ إبراهيم شعبان مُعلم بإحدى المدارس الثانوية قائلًا في تصريحه لـ"بوابة المواطن" محدش يقول مفيش دروس خصوصية، الدروس الخصوصية هتفضل طول ما مرتب المدرس من2000 جنيه ومبيعديش 4000، مش عاوزين ندي دروس بس مرتبنا يكفينا" هكذا عبر "شعبان" عن تدهور الحالة التي يتعرض لها المُعلمين والتي تدفعهم إلى إعطاء الدروس الخصوصية.
وأضاف أن هناك العديد من المُعلمين الذين استسلموا للروتين اليومي ولا يفعلون سوى كتابة الدرس على السبورة وجعل الطلاب ينقلوه في كشاكيلهم، خِشية أن يمر أحد الموجهين لا أكثر من ذلك.
وأكد على ما قالته "فتحي" في أنه ليست كافة المدارس مؤهلة إلى تفعيل هذا النظام، وأنه كان من المفترض تأهيل المدارس والمُعلمين وتطوير المناهج بصورة علمية مدروسة، ثم بعد ذلك تفعيل نُظم جديدة في التعليم واستخدام التابلت.
وختم حديثه قائلًا أن الجميع موافق على أن تكون الدروس الخصوصية جريمة يُعاقب عليها المُعلم، ولكن في المقابل يجب توفير حياة كريمة للمُعلم إلا سيصبح القضاء على الدروس الخصوصية مجرد حلم صعب المنال، لأن ثقافة الشعب وأولياء الأمور ترسخت لديهم ضرورة الدروس الخصوصية.