حين قرر السادات جعل موعد الحرب يوم 15 نوفمبر 1972 .. ما الذي تغير ؟
السبت 22/سبتمبر/2018 - 06:00 م
أنهار بكر
طباعة
بعد ما يقرب من أسبوعين تحل علينا الذكرى الـ45 ليوم العزة والكرامة واستعادة الأرض والعِرض، إنه نصر السادس من أكتوبر لعام 1973، لطالما عانى المصريين من مرارة الهزيمة التي تعرضنا لها في عام 1967 فكان النصر واستعادة الأرض هو الحلم الذي يسيطر على أذهان الشعب المصري.
الحلم الذي طالما تمنى أن يعاصره الرئيس جمال عبد الناصر، وأن يسترد كرامة بلاده مرة أخرى ليرفرف العلم المصري على أرض سيناء مرة أخرى، ولكن لم يشأ القدر لناصر أن يحقق النصر، فسار على دربه الرئيس محمد أنور السادات الذي أخذ على عاتقه استعادة الأرض وعودة الشموخ المصري مرة أخرى.
المفارقات في العلاقات المصرية السوفييتية
الحلم الذي طالما تمنى أن يعاصره الرئيس جمال عبد الناصر، وأن يسترد كرامة بلاده مرة أخرى ليرفرف العلم المصري على أرض سيناء مرة أخرى، ولكن لم يشأ القدر لناصر أن يحقق النصر، فسار على دربه الرئيس محمد أنور السادات الذي أخذ على عاتقه استعادة الأرض وعودة الشموخ المصري مرة أخرى.
المفارقات في العلاقات المصرية السوفييتية
السادات وأعضاء مجلس القوات المسلحة
بلغ عدد الخبراء السوفييت في مصر ما يقرب من 20ألف خبير، قدموا إلى مصر في مرحلة حرب الاستنزاف وذلك بهدف تدريب الجيش المصري على الأسلحة السوفييتية الحديثة، هي نفس الأسلحة التي كان قد سبق وأن طلبها عبد الناصر بعد هزيمة 5يونيو1967، كانت العلاقات المصرية السوفييتية قوية للحد الذي كان يثير الذعر والقلق لدى أمريكا.
ولكن في يوم 8 يوليو1972 أعلن الرئيس السادات قراره الشهير بالاستغناء عن خدمات الخبراء الروس، وهو الأمر الذي اعتبرته القيادة السوفييتية واجب التنفيذ فتم مغادرة كل القوات العسكرية الروسية مصر في خلال أسبوع.
توقع السادات بعد هذا القرار أن أمريكا ستقوم بالاتصال به فاستدعى حافظ إسماعيل مستشار الأمن القومي وأبلغه أن يُعد نفسه للبدائل، كما استدعى وزير الحربية أبلغه أن يجتمع مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة ليخبرهم أن الجيش لابد أن يكون على أهبة الاستعداد قبل 15 نوفمبر 1972، وغير ذلك من الإجراءات التي قام بها السادات ليؤكد أنه قراره هذا يؤكد نيته في دخول حرب مع إسرائيل، كان ذلك الأمر سببًا لتوتر العلاقات المصرية السوفييتية.
لماذا اختار السادات 15 نوفمبر 1972 لاستعداد القوات
السادات
قال السادات وفقًا لما ذكره في كتابه البحث عن الذات أنه أراد من وزير الحربية آنذاك أن تكون القوات مستعدة في 15 نوفمبر، وذلك بسبب الانتخابات الأمريكية التي كانت ستتم في أول نوفمبر1972، فأراد أن يعطي الرئيس المنتخب فرصة لحل المشكلة سلميًا وإن لم يتم ذلك عندها لابد من اللجوء للحل العسكري.
ولكن في 28 أكتوبر 1972 اجتمع السادات بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة لمناقشة مدى استعداد الجيش، ولكن فوجئ السادات بأن وزير الحربية آنذاك جعل القرار الذي أمره به السادات سريًا، وتبين أن القوات المسلحة غير جاهزة للقتال في هذه الفترة على الإطلاق فقام السادات بعزل وزير الحربية وتعيين أحمد إسماعيل الذي كان مديرًا للمخابرات وتم تكليفه بوضع خطة دفاعية وهجومية كاملة الأركان.
في أوائل يناير1973 كان إسماعيل قد أعد الهيكل الأساسي للخطة، وبعد أن أصبح الساتر الترابي المصري 20 مترًا جعل إسماعيل الضباط والجنود يتسلقون هذا الساتر كل يوم، لينظروا على بعد ما يقرب من 10 كيلو متر داخل سيناء عن الخطة التي يمكن لكل منهم تنفيذها بعد العبور، فأصبح بذلك الجيش المصري بكل جندي فيه هو واضع ومشارك في خطة حرب أكتوبر.
المواعيد المناسبة للعمليات الحربية في 1973
عبدالغني الجمسي
في أبريل عام 1973 جاء الرئيس حافظ الأسد في زيارة سرية إلى مصر، كان خلال هذه الفترة عبد المنعم الجمسي هو رئيس هيئة العمليات للجيش المصري، وقد أحضر المذكرة التي قد دون فيها المواعيد المناسبة للعمليات الحربية في عام 1973 وذلك من وجهة نظر ودراسة العلوم العسكرية.
كانت المواعيد مقسمة إلى ثلاث مجموعات وهم " مايو 1973 أو أغسطس وسبتمبر 1973 أو أكتوبر 1973 " كانت مجموعة أكتوبر هي الأنسب من بين الثلاث مجموعات، لأن الدراسة تمت على كل شهور السنة والوقت الأنسب للهجوم على العدو الإسرائيلي، من حيث العطلات الرسمية التي تُعطل فيها الأجهزة الرسمية الإسرائيلية وكان لديهم 8 أعياد.
كان يوم الـ6 من أكتوبر عام 1973 هو أكثر الأيام ملائمة للحرب فهو يوافق لديهم يوم السبت العطلة الرسمية لديهم، ووافق أيضًا عيد الغفران وكان من تقاليد هذا اليوم أن تتوقف الإذاعة والتليفزيون عن البث وهي أحد وسائل استدعاء الجيش وتعبئته، وتم الأخذ بعين الاعتبار المواصفات الفنية لقناة السويس من حيث المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه.
ساعة الصفر.. وتوقيت النصر
المشير أحمد إسماعيل علي
تم اتفاق كلًا من الرئيس السادات والرئيس حافظ الأسد وأحمد إسماعيل وزير الحربية المصري ومصطفى طلاس وزير الدفاع السوري، على أن 6 أكتوبر1973 هي ساعة الصفر، وذلك للأسباب السابقة بالإضافة إلي استكمال الجيش المصري بعض المعدات التي كانت تنقصه، مع وصول معلومات للقيادة المصرية عن صفقات تسليح قامت بها إسرائيل وستتسلمها في عام 1974 وكان الانتظار يعرض الجيش المصري بعد ذلك لنتائج واحتمالات لا يمكن توقعها.