نساء لا تنسى .. شجرة الدر
السبت 22/سبتمبر/2018 - 11:10 م
أمل عسكر
طباعة
شجرة الدر، كانت جارية من أصل تركي، قام بشرائها الصالح أيوب وهذا قبل ان يكون سلطان ورافقته فى فترة إعتقاله فى الكرك سنة 1239 مع مملوكه واسمه ركن الدين بيبرس، وانجبت منه ولد اطلق عليه خليل وتلقب بالملك المنصور.
وبعدما انتهي الصالح من السجن ذهبت معه إلى مصر وتزوجوا هناك، وعندما أصبح سلطان 1240م أصبحت تنوب عنه فى الحكم عندما يكون خارج مصر.
كانت مصر قبل وفاة السلطان نجم الدين أيّوب نافرةً تصدّ الحملة الفرنسية عليها، فكانت وفاة السلطان كفيلةً بترجيح كفّة المعركة لصالح لويس التاسع، إلا أنّ التدخّل السريع لشجرة الدر درأ عن مصر خطر الهزيمة باتّخاذها إجراءاتٍ سياسيّةٍ وعسكريّةٍ صائبة أكسبتها احترام قادة الجند الذين رضوا بها سلطانةً عليهم، وإن لم يطُل ذلك.
صفات شجرة الدر حيث كانت بيضاء البَشرة، وشَعرها أسود غزير مُتدلٍّ، وكانت تقرأ وتَكتُب وتُغنّي، ووُصفت بأنها شديدة الذكاء، وذات شخصيّةٍ حازمة، وصاحبة مَنطق صائب، وصوتٍ عذب، وكانت ذات ورعٍ ودين.
قال مؤرّخون شجرة الدر أنها كانت محنَّكةً سياسيًا،و ذلك لأنها صادفتْ للدولة أحوال وأهوال خطيرة كانت كفيلةً بذهاب رِيح دولة المماليك آنذاك لولا حكمة شجرة الدر، فأمّا الأحوال فتجسّدت في إدراك الموت زوجَها السلطان نجم الدين أيوب في يوم 23 من شهر نوفمبر لعام 1249، وأما الأهوال فتمثّلت في أنّ الحرب كانت مُشمرةً عن ساقيها ناشبةً بين الدولة الأيوبيّة وملك فرنسا لويس التاسع فيما عُرف آنذاك بالحروب الصليبية، فكتمت عن الشعب المصري والجيش المُحارب على الجبهة نبأ وفاة السلطان، وواراه الثرى خِفيةً عنهم، حمايةً لمَعنويات الجيش، ومنعًا للحزن في ذلك الوقت شديد الحساسية، وسدًا للطريق على العدو الذي ستقوى عزيمته، ولا سيّما أنّ القوّات الفرنسية كانت على تُخوم المَنصورة وقتئذٍ.