"عائشة راتب" المرأة الوحيدة في حكومة حرب أكتوبر .. عارضت السادات ودشنت معاشه
الثلاثاء 25/سبتمبر/2018 - 09:30 م
أمل عسكر
طباعة
خلال فترة الستينيات والسبعينيات لم يقتصر العمل في الأعوام الماضية على الرجال فقط، فلقد كان للسيدات دورهن في المرحلة وتجسد عائشة راتب تلك المرحلة بكل ما فيها، حيث تقلدت العديد من المناصب الهامة في الدولة، وفي أوقات الحرب كان لها دور مهم ورئيسي.
يذكر لـ عائئشة راتب أنها أول معيدة بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، وأول سفيرة مصرية وثاني سيدة تتقلد منصب وزيرة، إنها عائشة راتب المرأة الوحيدة في حكومة حرب أكتوبر والملقبة بــ"وزيرة الفقراء".
نشأتها وتعليمها:
نشأتها وتعليمها:
عائشة راتب
ولدت عائشة في الدرب الأحمر ولدت عائشة راتب في 22 فبراير عام 1928، لأسرة تنتمي إلي الطبقة الوسطي، من أم أجنبية وأب مصري. حصلت علي الثانوية من مدرسة السنية بالسيدة زينب وكان ترتيبها السادس، وكانت قراءتها لكلاسيكيات الأدبين الإنجليزي والفرنسي، دافعا للالتحاق بكلية الآداب، وبالفعل تقدمت إلي الكلية، لكن عادت وسحبتها بعد أسبوع للالتحاق بكلية الحقوق التي اشتهرت بتخريج السياسيين والزعماء وكانت تسمى كلية الوزراء.
تخرجت في كلية الحقوق ضمن العشرة الأوائل آنذاك، ثم قرأت في الصحف أن مجلس الدولة يطلب مندوبين مساعدين وتقدمت لوظيفة، كان مقررا أن يلتقي العشرة الأوائل بالدكتور عبد الرزاق السنهوري " رئيس مجلس الدولة " في الإسكندرية، وعلمت حينها أن رئيس الوزراء حسين باشا سري رفض تعيينها، لأن ذلك يتعارض مع تقاليد المجتمع المصري، حيث كان من النادر جدا أن تتولى سيدة منصبا في تلك الآونة، وقامت برفع دعوى قضائية ولكنها أيضا خسرت القضية بسبب لأسباب سياسية وثقافية.
بداية حياتها المهنية
تخرجت في كلية الحقوق ضمن العشرة الأوائل آنذاك، ثم قرأت في الصحف أن مجلس الدولة يطلب مندوبين مساعدين وتقدمت لوظيفة، كان مقررا أن يلتقي العشرة الأوائل بالدكتور عبد الرزاق السنهوري " رئيس مجلس الدولة " في الإسكندرية، وعلمت حينها أن رئيس الوزراء حسين باشا سري رفض تعيينها، لأن ذلك يتعارض مع تقاليد المجتمع المصري، حيث كان من النادر جدا أن تتولى سيدة منصبا في تلك الآونة، وقامت برفع دعوى قضائية ولكنها أيضا خسرت القضية بسبب لأسباب سياسية وثقافية.
بداية حياتها المهنية
عائشة راتب مع أولادها
خاضت عائشة راتب معركة قضائية أمام مجلس الدولة للطعن على قرار رفض تعيينها فيه بداعي أنها امرأة وأن وجودها في المجلس يتعارض مع تقاليد المجتمع المصري، لتخوض راتب أول معركة قضائية دفاعا عن حق المرأة في الالتحاق بسلك القضاء، انتهت بإصدار الدكتور عبد الرزاق السنهوري، رئيس مجلس الدولة في ذلك الوقت، حكما يؤكد فيه عدم وجود مانع دستوري أو شرعي أو قانوني، يحول دون تعيين المرأة في سلك القضاء، ولكن الدولة هي التي تحدد الوقت المناسب الذي تصبح فيه المرأة قاضية.
كما كانت عائشة راتب الوحيدة في اللجنة المركزية وبحضور الرئيس محمد أنور السادات التي طالبت بتحديد اختصاصات رئيس الجمهورية، ففوجئت بورقة صغيرة تصل إليها مكتوب فيها "ارحمينا يا دكتورة" فعلق السادات قائلا: "سيدة قالت رأيها بصراحة وحددت اختصاصات رئيس الدولة، وهو موجود وقاعد فوق في اللجنة المركزية تيجي وزيرة"، وبهذا اختارها السادات وزيرة للشئون الاجتماعية براتب 235 جنيها.
معارضتها للسادات:
عائشة راتب
عندما تولت منصبها وكانت في حرب الاستنزاف، وارتفاع الأسعار وانخفاض الدخول فأصدرت قرارا برفع قيمة راتب عسكري الجيش من 2.5 جنيه إلي 10 جنيهات، حينها قال لي الرئيس السادات: "أيوه كده اكسري الروتين ولا يهمك، نون النسوة أثبتت أنها أجدع، اعملي كل ما يأتي في دماغك طالما هو صح".
في عام 1975 أقرت "معاش السادات" للفئات معدومة الدخل التي لا تظلها مظلة التأمينات الاجتماعية، وأصدرت قانونا يعطي للشباب حق الحصول علي معاش حتي عمر 26 سنة، وأعطيت الحقوق للابنة المطلقة في الحصول علي معاش أبيها مرة أخرى في حالة طلاقها، وأصدرت قانون الأحوال الشخصية الذي أعده فريق من العلماء وكان لا يبيح الطلاق إلا أمام القاضي ولكن السادات سحبه لأنه واجه معارضة شديدة، وتفجرت مظاهرات طلاب الأزهر ضد القانون، بالاضافة إلى "قانون الخدمة العامة" للشباب والشابات الذين لم يؤدوا الخدمة العسكرية للعمل في المشروعات التنموية ومحو الأمية بالقري والنجوع، وقانون الـ 5% الذي يفرض علي الجهات الحكومية تعيين 5% من مجمل موظفيها من المعاقين.
في عام 1975 أقرت "معاش السادات" للفئات معدومة الدخل التي لا تظلها مظلة التأمينات الاجتماعية، وأصدرت قانونا يعطي للشباب حق الحصول علي معاش حتي عمر 26 سنة، وأعطيت الحقوق للابنة المطلقة في الحصول علي معاش أبيها مرة أخرى في حالة طلاقها، وأصدرت قانون الأحوال الشخصية الذي أعده فريق من العلماء وكان لا يبيح الطلاق إلا أمام القاضي ولكن السادات سحبه لأنه واجه معارضة شديدة، وتفجرت مظاهرات طلاب الأزهر ضد القانون، بالاضافة إلى "قانون الخدمة العامة" للشباب والشابات الذين لم يؤدوا الخدمة العسكرية للعمل في المشروعات التنموية ومحو الأمية بالقري والنجوع، وقانون الـ 5% الذي يفرض علي الجهات الحكومية تعيين 5% من مجمل موظفيها من المعاقين.
عائشة راتب على الجبهة
وخلال حرب أكتوبر، كانت تزور المستشفيات لرفع الروح المعنوية للجنود وكانت حريصة أن تكون بجانبهم ومساعدتهم واثبتت عائشة أنها امرأة الأزمات، وبعد انتهاء العمليات كانت ضمن أعضاء الحكومة في مجلس الشعب حينما كرم الرئيس القادة العسكريين.
معارضة عائشة راتب للسادات
عائشة راتب
خلال انتفاضة الشعب المصرى فى 18" و19" يناير ضد غلاء الأسعار قدمت استقالتها احتجاجًا على تسمية السادات لهذه الانتفاضة الشعبية بانتفاضة الحرامية، وطلب منها الكثير كتابة مذكراتها حول هذه الفترة ولكنها رفضت قائلة": لم أكن أريد التعرض لرجل أكرمني، واختارني للوزارة مرتين، وترك لي مطلق الحرية طوال مدة الوزارة".
قام السادات بتعيينها بعد عامين كأول سفيرة مصرية فى الدنمارك لمدة عامين، ثم انتقلت كسفيرة إلى ألمانيا الغربية.
ولكن رغم مافعله السادات كانت تعارضه، حيث فى حياة السادات عارضت اتفاقية كامب ديفيد وبعد فترة عادت لتشيد بها بعد سنوات، مؤكدة أن السادات كان له رؤية بعيدة النظر ويستحق أن نقول له: برافو عليك يا سادات، وقد توفيت عن عمر يناهز 84 عامًا وذلك فى 4 مايو عام 2013.