كيف استقبلت الصحف الغربية هزيمة إسرائيل في حرب أكتوبر ؟
الأربعاء 26/سبتمبر/2018 - 08:05 م
شيماء اليوسف
طباعة
مثلت حرب أكتوبر 1973 انتصارا معنويا وروحيا بالنسبة للمصرين خاصة بعد الهزيمة النفسية التي عاشتها البيوت المصرية عقب نكسة1967م، و قد فتن الكيان الصهيوني العالم بدعايته الإعلامية عبر الوسائل الدعاية التي يملكها وقد وصفها بالتي لا تقهر، خاصة بعد الهزيمة العسكرية التي سقطت فيها الجيش المصري واستيلاء العدو الإسرائيلي على أرض الفيروز سيناء.
وبعد نكسة 1967م، تيقن العدو الإسرائيلي من انتصاره في حرب أكتوبر، بعدما أقام العدو الإسرائيلي خطه عبر قناة السويس تمهيدا لاحتلال مصر كلها حيث كان الطيران الإسرائيلي يعتقد أن موشيه دايان رئيس أركان حرب جيش العدو الإسرائيلي أنهم يمضون بثبات على خطى قائدهم المنهزم.
ديان قبل الحرب وبعدها
موشيه دايان
و كان ديان قبيل حرب أكتوبر 1973م، يؤكد تمسكه بالخط الدفاعي الحيوي الذي وضعه الكيان الصهيوني، واثقا في الاستراتيجيات الحيوية التي صنعوها، إضافة إلى التكتيك الديناميكي الذي يستهدف تدمير مصر، و كما يقول " الحرب لها منطقها الخاص بها " فإن حديثه الذي اتسم بالثبات و القوة جعله يتحمل مسئولية الهزيمة كلها، و بعد هزيمة الكيان الصهيوني في الحرب تقهقرت قوته، و وصف حرب الغفران بالحرب الشاملة، رغم أن صحيفة الواشنطن بوست خالفته الرأي وقالت أن هذه الحرب أبعد ما تكون عن الحرب الشاملة، حيث أن مصر لم ترسل إلا عدة آلاف من جنودها إلى قناة السويس، بينما أرسلت سوريا عددا أقل من جندها إلى هضبة الجولان.
الإعلام الغربي يعلق على حرب أكتوبر بالغير متوقعة
حرب أكتوبر 1973
قالت صحيفة تليجراف البريطانية أن إن نظرية الحدود التي بنتها إسرائيل منذ سنين بغرض التوسع انهارت تماما، و تحطمت الأسطورة النفسية الإسرائيلية لافتة الصحيفة أن العقلية الإسرائيلية لابد أن تتغير في ضوء حرب أكتوبر، و تتخلى عن فكرة أن أمنها يتحقق بمجرد احتلال الأراضي.
و بتاريخ الثاني عشر من أكتوبر 1973م، قالت الصحيفة البريطانية " الديلي تلجراف" ، إن حرب أكتوبر غيرت مجرى التاريخ حينما اقتحم الجيش المصري قناة السويس و اجتاح خط بارليف، مؤكدة أن عملية التغيير التاريخي لم يكن يتعلق بمصر و إسرائيل فقط و إنما بالشرق الأوسط كله، من ناحية أخرى قالت صحيفة تايمز ، أن الصورة التي قدمتها الصحافة العالمية للمقاتل العربي في أعقاب حرب 1967م، كانت مليئة بالسلبيات و كانت تعطي انطباع باستحالة التجدد في المواجهة العسكرية من جانب العرب، ناهيك عن مواجهة عسكرية ناجحة ضد قوة عسكرية إسرائيلية.
و الصحيفة نفسها أشارت في نوفمبر 1973م، أن حرب أكتوبر للمقاتل العربي قدرات استخفت بها صحف العالم و استخفت بها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حينما تمسكت بما يسمى المفهوم، الذي يصور أن الرئيس المصري أنور السادات لم يكن ليخوض الحرب لأنه يدرك تماما أنه سوف يخسرها.
شجاعة الجندي المصري أبهرت الصحف الأمريكية
حرب أكتوبر 1973
بعد انتهاء حرب أكتوبر 1973م، بأيام قليلة وصفت صحيفة " واشنطن بوست الأمريكية " الجنود المصريون و السوريون بالشجعان مؤكدة أنهم أدوا بكفاءة عالية و تنظيم و شجاعة كبيرة خلال الحرب و لفتت الصحيفة وقتها أن الجنود حققوا نصرا تحطمت معه أوهام الإسرائيليين بأن العرب لا يصلحون للحرب، و سلطت الصحيفة الأضواء على التصريحات الإسرائيلية بشأن استعدادها للانسحاب من مناطق محددة تحتلها مشيرة إلى إجبار إسرائيل إظهار هذا النوع من المرونة لخوفها من تجدد الحرب بعد أن هدأت وتيرتها، و قالت أن إسرائيل و الولايات المتحدة يخافان أن ينضما للجنوب السوفيتي إلى جانب العرب، إن تجددت الحرب مرة أخرى، لأفتة أن حرب أكتوبر كانت الأكبر في الشرق الأوسط .
حرب أكتوبر و الخريطة السياسية
حرب أكتوبر 1973
و في إطار تعليق الصحافة العالمية على حرب أكتوبر 1973م، قالت صحيفة نيويورك تايمز ، أن حرب أكتوبر غيرت الخريطة السياسية لإسرائيل و مصر على حد السواء، وبعدد مرور ثلاثة أسابيع من اندلاع الحرب، كتبت الصحيفة أن هذه الحرب سيكون لها تداعيات كبيرة على مجرى الصراع العربي الإسرائيلي في الشرق الأوسط، مؤكدة أن هذه الحرب ستجبر الولايات المتحدة على اللجوء للاتحاد السوفيتي لمحاولة وقف الحرب، و أن تداعيات الحرب لن تكون على المستوى الإقليمي فقط لكنها قد تفرض كارثة على الولايات المتحدة بسبب الحصار على تصدير النفط للغرب، كما وجهت الضوء على الفشل ألاستخباراتي الإسرائيلي.
و قامت شبكة ايه بي نيوز الأمريكية، أجرت تغطية موسعة على حرب أكتوبر 1973م، منذ اندلاعها، كما أجرت العديد من الحوارات الخاصة بالجنود الإسرائيليين الذين أعربوا عن خيبة أملهم و عن يأسهم بسبب ما لاقوه من خراب و دمار نتيجة اندلاع الحرب بشكل مفاجئ
الكلمات المفتاحية
موضوعات متعلقة
أخبار تهمك
