بين السادات والسيسي .. كيف ظهرت حرب أكتوبر والعملية الشاملة في السلام ؟
الأربعاء 26/سبتمبر/2018 - 06:02 م
عواطف الوصيف
طباعة
"خطاب السادات في الكنيست".. عنوان شكل قضية شغلت الرأي العام العربي والعالمي، كونها خطوة يمكن ان توصف بالرائدة، وهناك من يعتبر أنها توجه سياسي قرر الرئيس محمد أنور السادات البدء فيه، بشكل يختلف تماما عن نهج الرئيس حمال عبد الناصر، وهو ما يمكن أن يواجه إنتقادات، لكن وبعد مرور 45 عاما على ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، لابد وأن ننتبه للعامل المشترك بين الرئيس السادات والرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة بعد الخطاب الذي ألقاه في نيويورك، أثناء مشاركته في أجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع الإنتباه للعامل الذي يربط بين إنتصاراتنا في حرب أكتوبر، وإنتصارات بواسل القوات المسلحة، التي يسجلونها ضد مسلحي تنظيم " داعش "، في العملية الشاملة في سيناء.
حرب أكتوبر والعملية الشاملة
هدف أكتوبر 73
كان الهدف الرئيسي من حرب أكتوبر 73، هو أسترداد الأرض التي سلبت عنوة، علاوة على استرداد كرامة الجندي المصري، الذي تحمل ما لا يطيقه بشر، حيث المساس بكرامته وبأنه غير قادر على المواجهة وليس جدير بالدفاع عن أرض الوطن، فجاءت حرب أكتوبر لتمحي كل ذلك وتؤكد قدراته وقوته، وأنه ظهر يمكن أن يعتمد، وأن يكوكن درعا قويا، وكان ذلك هو نفس الحلم الذي يهدف إلى تحقيقه بالرئيس محمد أنور السادات، لكن طموحاته، كانت أبعد لما هو أكثر من ذلك.
حرب أكتوبر
شاهد على العصر
من المعروف عن الرئيس السادات، أنه عاصر مختلف الحروب والأزمات التي مرت بها مصر، وكان شاهدا على سلسلة من المتاعب التي مر به أبناء مصر ونساءها، فهناك من ترملت وهناك من واجه نار ومعاناة اليتم وفقدان الأب إما ممن كانوا على الجبهة، أو ممن كافحوا من أبناء هذا الشعب في مقاومتهم لقوات الإحتلال، فكان هنا تفكير لما هو أبعد من مجرد خوض حرب عسكرية.
الرئيس أنور السادات
السعي وراء السلام
كان هدف الرئيس أنور السادات هو تحقيق السلام، إنهاء حالة الصراع الذي أستمر بين كل من مصر وإسرائيل لعقود متتالية، فقام بواحدة من أهم الخطوات الجريئة التي كان من الممكن أن يقوم بها رئيس عربي، خلال هذه الفترة، حيث الذهاب إلى الكنيست الإسرائيلي، وهناك ووسط أهم ممثلي إسرائيل من زعماء وقادة ونواب، أطلق خطابه الشهير، الذي كان عباره عن دعوة للعالم أجمع بأن يرفعوا تراتيل السلام، وأن يتغنوا بترانيمه، وأن ينسى الجميع سنين طويلة مرت من الحروب، التي خلفت وراءها سيل من الضحايا والدماء، علاوة على دموع الأرامل واليتامى.
مقاطعة ولكن
خلال حرب أكتوبر سجل العرب ملحمة رائدة في وحدتهم وتكاتف سواعدهم من أجل الوقوف في مواجهة المحتل، لكن وبقرار الرئيس السادات، كانت المقاطعة، حيث مقاطعة مختلف الدول العربية لمصر، بسبب مساع الرئيس السادت لبدء حقبة ومرحلة جديدة من العلاقات الخارجية مع إسرائيل، لكن لابد من الإعتراف بأن خطوة الرئيس السادات كانت رائدة، فلم يبال بم يمكن أن يحدث له أو يواجهه، فقد ذهب ليكون بمفرده وسط بنو صهيون أعداء العرب، والمصريين، وقف بينهم من قاد جيشه ليسجل إنهاء الأسطورة الإسرائيلية، من قاد جيشه ليهدر كرامة بنو صهيون في الأرض، ويطيح بأحلامهم التي حاولوا وسعوا لتحقيقه، والتساؤلات التي من الممكن أن نطرحها الآن، ألم تكن الفرصة سانحة أمام قدة إسرائيل لقتل السادات للإنتقام منه بعد ما ألحقه بجيشهم في حرب أكتوبر؟، وهو أمر بسيط وسهل عليهم، فهم لا يبالون بصورتهم أمام العالم، والدليل ما يقومون به الآن من إنتهاكات للقانون الدولي، ومواثيق الأمم المتحدة، والسؤال الثاني هو ألم يكن السادات على علم بأنه معرض للخطر، والقتل وهو في قلب تل أبيب، وتحت قبة الكنيست؟، لكن وعلى الرغم من كل هذا لم يبال السادات وأصر على الذهاب وإلقاء خطبته، لكي لا تكون على مسمع المصريين وإسرائيل فقط بل على مرءا ومسمع من العالم أجمع.
هدف السادات
لم يكن حلم الرئيس أنور السادات، هو تطبيق السلام، بين مصر وإسرائيل فقط، بل أن يعم السلام على المنطقة العربية ككل، وليشهد العالم إنهاء للمعاناة التي واجهها أبناء العرب، بسبب الحروب والدمار.
الرئيس السادات
السيسي يعيد أسطورة السادات
رحل عن عالمنا الرئيس أنور السادات، لكن حلمه ورسالته لا يزالان باقيان، السلام والأمان، وهو ما يعمل على تطبيقه الآن الرئيس عبد الفتاح السيسي، فهو الآن يمثل مصر في قلب نيويورك، يدعو إلى مواجهة قوى الإرهاب التي تهدد المنطقة، مع الدعوة إلى السلام، وإراقة دماء الأبرياء، والملفت هنا نقطة لافتة.
عوامل ربط
ذهب الرئيس السادات، إلى الكنيست الإسرائيلي كنتيجة وتبعية لحرب أكتوبر، التي رفعت رأس العرب كافة، والسيسي الآن يذهب إلى نيويورك، تزامنا مع الإحتفال بالذكري الـ 45 لهذه الحرب المجيدة، وفي ظل الإنتصارات التي يحققها جيش مصر الآن في قلب أرض الفيروز، حيث مواجهة عدو لكن على شاكلة أخرى ومختلفة، عدو يتاجر بالدين، تلك الجماعات التي تهدف إلى محو الهوية العربية، مسلحي " داعش ".
داعش وإسرائيل