نيلسون مانديلا .. كيف رأى حقيقة الصراع العربي الإسرائيلي
الأربعاء 26/سبتمبر/2018 - 07:01 م
شيماء اليوسف
طباعة
العنصرية و التمييز وعدم تقابل الأخر أفكار عفنة، تصدى لها الراحل المناضل " نيلسون مانديلا " الذي أستطاع أن يتخذ لقب " أول رئيس أسود لجنوب أفريقا " الندرة دائما ما تصنع المعجزة و القهر سلاح ذو حدين حتى و إن كان سبيلا للانتحار فهو طريقا فريدا للإبداع، فوحده وقف في وجه الفصل العنصري وتصدى للفقر سار على درب الراحل جمال عبد الناصر فكان اشتراكيا و سياسيا مخضرما ديمقراطيا، وقد استطاع أن يشغل منصب الأمين العام لحركة عدم الانحياز و كان رئيسا للمؤتمر الوطني الأفريقي.
بداية الحياة السياسة لمانديلا
نيلسون مانديلا
ولد نيلسون مانديلا، في الثامن عشر من يوليو عام 1918م، بقبيلة " الهوسا " و قد سلك الطريق الثوري المناهض للاستعمار، خاصة بعدما تولى الأفريكان القوميين السلطة على متن عام 1952، و بدئوا يمارسون سياسة الفصل التعسفي العنصري الذي كان يرفضه، حيث كانت تلك السياسة الاستبدادية الفتيل الذي أطلقت منه أنورا الحياة السياسية أمام مانديلا و برز على الساحة الشعبية و السياسية حيث قاد حملة من شانها تطويق حزب المؤتمر الوطني الأفريقي .
القانون و نضال مانديلا
دراسة نيلسون مانديلا للقانون و عمله كمحام جعله أكثر يقظة بالنسبة لحقوق الأفراد و حرياتهم، و قد أعطاه القوة المحكنة في عمله السياسي و القانوني، ما جعله يقع في أفخاخ الاعتقال المتكرر في قبضة السلطات القهرية المستبدة، زاعمة بأنه يقود أنشطة مثيرة للفتنة و قد أدين بالتخريب و التآمر على قلب نظام الحكم، وصل الأمر إلى اتهامه بالخيانة و حوكم على خلفية هذه التهمة بل و اتهم أيضا بالاعتداء على الأهداف الحكومية، ربما لحق به هذا الاتهام جراء مشاركته في تأسيس منظمة رمح الأمة المتشددة، حتى حكمت عليه محكمة " ريفونيا " بالسجن مدى الحياة.
قرابة سبع وعشرين عاما قضاها نيلسون مانديلا الملهم النضالي، حبيسا خلف قضبان السجون، ولكن محبيه لم يتركوه وحده يتضرع كأس الزنازين بعيدا عن الساحة السياسية فأطلقوا حملة دولية نجحت في إطلاق سراحه، في 1990م، و قد اختلفت مراسم الإفراج عنه بين السعادة الغارمة و الدماء المسفوكة بسبب تصاعد الحروب الأهلية في جنوب أفريقيا.
موقف مانديلا من الصراع العربي الإسرائيلي و القضية الفلسطينية
نيلسون مانديلا
ظهر موقف نيلسون مانديلا واضحا جليا حيال الصراع العربي الإسرائيلي و دعمه للقضية الفلسطينية، خاصة عندما طلب من قوات الاحتلال الإسرائيلية الانسحاب من الأراضي المقدسة المحتلة، أثناء زيارته لها في 1999م، وشكلت هذه الزيارة أحد مظاهر التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، و لكن ثغرة واحدة وقفت على رقبة موقفه من القضية الفلسطينية، خاصة مطالبه من الدول العربية في الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ضمن حدود آمنة، في نفس الوقت الذي خاطب فيه الراحل ياسر عرفات بهدف تقرير المصير و إقامة الدولة المستقلة في إطار عملية السلام، و أعقبت هذه الخطابات مجموعة من المخاوف التي واجهها مانديلا من المجتمع اليهودي الأمريكي.
اعتقال مانديلا و إطلاق سراحه
نيلسون مانديلا
قرابة سبع و عشرين عاما قضاها نيلسون مانديلا الملهم النضالي، حبيسا خلف قضبان السجون، ولكن محبيه لم يتركوه وحده يتضرع كأس الزنازين بعيدا عن الساحة السياسية فأطلقوا حملة دولية نجحت في إطلاق سراحه، في 1990م، و قد اختلفت مراسم الإفراج عنه بين السعادة الغارمة و الدماء المسفوكة بسبب تصاعد الحروب الأهلية في جنوب أفريقيا.
ربما كانت هذه الأجواء الشديدة الغرابة بسبب تعاطف نيلسون مانديلا مع معتنقي الأفكار الشيوعية و الأفكار الإرهابية العدائية، و بالرغم من ذلك فإنه تمتع باحترام عالمي عميق و فريد من نوعه جعله ينال ما يقرب من مائتين و خمسين جائزة دولية من بينها جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها في 1993م، حتى لقب " أبو الأمة " .
كان نيلسون مانديلا شديد الحرص على خدمة العمل الخيري في مختلف المجالات التي ترعى حقوق الإنسان و الإنسانية جمعاء وتسمينا لهذا الدور قام بتأسيس دستورا جديدا و لجنة تستهدف التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان غرفت بلجنة " الحقيقة و المصالحة " ، محاربا الفقر والمرض بل كرس حياته من أجل هذه الأعمال ما جعلته يمتنع عن الترشح لولاية ثانية.
17 حفيدا حتى الآن لمنديلا
عائلة نيلسون مانديلا
تتكون أسرة نيلسون مانديلا من ستة أبناء لهم سبعة عشر حفيدا، حيث تزوج من ثلاث نساء، يتمتع بثقافة أيديولوجية ذات طابع خاص يؤمن بقرارات الأغلبية و المشاركات العامة أحيانا و يصف نفسه بالمستبد في الأحيان الأخرى على الرغم من إيمانه الشديد بحرية التعبير، و قد حظي بمكانة عالمية خاصة حيث كان يرى العالم حوله بأنه يمثل " سلطة معنوية " و كان ساحرا هادئا دقيقا جدا مع خصومه، محافظا على صورته.
رحيل مانديلا و بكاء الإنسانية
نيلسون مانديلا
أصيب نيلسون مانديلا بمرض في رئتيه و بعد صراع مع المرض فارق العالم في الخامس من ديسمبر لعام 2013م، حتى أن رئيس جنوب أفريقيا أعلن الحداد لمدة عشرة أيام حزنا على فراق الزعيم الثوري السياسي المناضل و قد تم الإعلان عن وفاته في بيان رسمي، و كانت جنازته مهيبة حضرها ما يقرب من تسعين شخصا من الممثلين الرسميين للدول و المنظمات الحقوقية .