يعد العام الأول من الزواج من أصعب السنوات التي يواجه فيها الطرفين مشكلات عديدة، تؤدي إلى الطلاق نتيجة لعدم التعود والتفاهم على أسلوب الحياة المشترك بين الزوجين.
وطرحت " بوابة المواطن" تساؤلا على الدكتور أحمد علام، استشاري العلاقات الأسرية حول النصائح الخاصة بسنة أولى جواز فأجاب إن أكثر من 46% من نسب الطلاق التي وقعت خلال الفترة الراهنة يمثل 50% منهم تحدث خلال أول عام من الزواج، مشيراً إلى أن خلال العام الأول من الزواج تحدث حالات الطلاق.
وأكد علام على أن هذا النوع من حالات الطلاق أصبح يمثل خطرا على توازن المجتمع و استقراره الاجتماعي، لافتا إلى التكاليف التي ينفقها الأفراد في تكوين بيت الزوجية والمجهود الكبير الذي يبذله هؤلاء الشباب يضيع في لحظة غضب، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بهذا الموضوع للوصول إلى حالة من الاستقرار داخل المجتمع.
ووضع استشاري العلاقات الأسرية مسألة استقرار العلاقة الزوجية في العام الأول من الزواج في مقارنة مع حياة دراسية لطالب كان كل أمنياته أن يلتحق بكلية الهندسة، و بعد أن التحق بها تقلص اهتمامه بالمذاكرة واخفق في أداء واجباته الدراسية.
ويقول علام أن هذا الطالب يمثل تماما الشابين اللذين رغبا في الزواج وقدما كل ما يملكاه بهدف إنجاح هذه الخطوة، وعدم اهتمامها بوضع قوانين لحياتهما وتنسيق حلول ضوابط لهذه الحياة أفقدها اتزانها وعرضها للفشل وهو الطلاق.
ولفت علام إلى نمط الحياة الذي اعتادت الأسرة الصغيرة القيام به في العام الأول من الزواج والذي يتغير يوما بعد يوم ما يجعل الطرفين يفهما بعض بشكل أدق من جميع الجوانب سواء المأكل أو الملبس، عمليات الترفيه والتسلية وغيرها إلى جانب تقسيم المسئوليات الزوجية بينهما، وإن كانت حتى ترتبط بالمسئوليات المادية وعملية الإنفاق.
وشرح استشاري العلاقات الأسرية، خلال حديثه ل " بوابة المواطن" شكل الدراما التليفزيونية التي ينقلها للجماهير قصص الحب التي تنتهي بزواج الطرفين، لافتا إلى عدم تلويح الأضواء الدرامية على الخلافات التي تنشأ بين الزوجين في العام الأول من الزواج، و عدم طرح التليفزيون حلولا لهذه المشكلات، منبها أن المشكلات تبدأ بين الزوجين بداية من الشهر الأول في الزواج و الشائع عنه " شهر العسل " ويضيف : " الشباب لما بيحطوا في بالهم أن السعادة والعسل مقتصرين بس على شهر العسل بتنتهي بالنسبالهم السعادة الزوجية بعد شهر العسل، ليه منقولش أن الشهر ده بداية سنوات العسل أو العسل كله " .
وسرد علام أهم النصائح الخاصة بالعام الأول في الجواز، حيث بدأ بنهي الزوجين عن عدم الإفصاح بأي شيئا يحدث بينهما لأي شخص أخر، محذرا الزوجة بالتحديد من الإفشاء عن الأكلات التي يفضلها زوجها أو التي تقوم بطهيها له، لعدم تعرضها لأي نوع من أنواع المضايقة مما يعرض حياتهما للتنغيص، مضيفاً: " في بيوت كتير بتخرب بسبب تدخلات الأهل و الأقارب و الأصدقاء " .
و أوضح استشاري العلاقات الأسرية أن مصطلح الكرامة يأخذ مجالا متسعا بين الأزواج ليس له داع، مؤكدا أن الزوجين في العام الأول من الزواج يسرفا في اتهام كلا منهما للأخر أن اعتداء على كرامته في موضع لا يستحق كل هذه الادعاءات بحسب رأيه، ناصحا بان يترك الطرفين هذه الفكرة و يجعلا كرامتهما واحدة، إلى جانب الخلافات الدائمة على مشاهدة المسلسلات و مباريات كرة القدم.
مشيرا إلى أهمية تبادل ثقافة الاعتذار في العام الأول من الزواج والاعتراف بالخطأ في حق الطرف الأخر، و قد أضاف عدم الإسراف في الغيرة بين الطرفية و نصح بالاعتدال في الغيرة و ترك مساحة من الحرية بين الطرفين مزودة بطاقة الثقة يعطي للعلاقة رونقها و قيمتها.
ووجه علام حديثه للشباب خلال العام الأول من الزواج، قائلا أن المرأة تحب الاستماع لها والاهتمام بها عند العتاب، و يضيف : " المرأة تحب أن يشعرها زوجها بالأمان و الحب، من جهة أخرى خاطب علام المرأة قائلا أن الرجل يفضل الانعزال عندما يشعر بالضيق ، ويضيف: " الرجل يفضل التقدير وإعطائه قدرا وقيمة خلال حضوره وغيابه " .
