لم يشمل البترول فقط .. هكذا كان التضامن العربي خلال حرب أكتوبر 1973

الخميس 27/سبتمبر/2018 - 01:42 م

شيماء اليوسف

شهدت حرب أكتوبر1973م، نموذجا فريدا كان الأول من نوعه للتضامن العربي، حيث كان السبيل إلى تتويج النصر في حلقاته الأخيرة، ومثل إظهارا لشعور العرب بالخوف و الخطر الذي يحوم حول أمنهم القومي و الاستراتيجي خلال العصر الحديث، ولعبت كل من الدول العربية التي ساندت قلب العروبة و قبلة العربان مصر، دورا هاما كل منهم على طريقته الخاصة.

بدأ التضامن العربي بتهديد الدول المنتجة للبترول، باستخدام النفط سلاحا ضد الغرب مما وجه ضربة موجعة للاقتصاد الغربي و قامت بعض الدول العربية بإرسال قوات لخطوط الجبهة القتالية في مصر وسوريا، وقد تنوعت المساعدات التي قدمتها الدول العربية لمصر و هذه المساعدات جسدت صورة التضامن العربي في أبهى صورها، و اختلفت بين المساعدات المالية و الرمزية.

موقف مشرف سيظل مرتكزا في ذاكرة التاريخ حينما حمل العرب لواءات التضامن العربي، فكان حرب أكتوبر 1973م، انتصارا للعزة و الكرامة شهد على دماء طاهرة و تضحيات رسمت بحروف من نور في جبهة التاريخ، و تقدم " بوابة المواطن" أشكال المساعدات التي قدمها العرب خلال حرب أكتوبر.

الجزائر أول من قدم الدعم لمصر

التضامن العربي في حرب أكتوبر

اتصل الرئيس الجزائري " بومدين" بالرئيس الراحل محمد أنور السادات في الرابع من أكتوبر 1973م، أخبره أن كافة الإمكانيات التي سيحتاجها تحت تصرفه ورهن إشارته، خاصة بعد رفض الاتحاد السوفيتي تزويد الجيش المصري بالسلاح إلا إذا قدمت مصر 100 مليون دولار، ولما علم الرئيس الجزائري بتعنت السوفيت، سارع "بومدين" إلى سحب المبالغ المالية التي طلبها السوفيت من البنوك الجزائرية، وظل في روسيا حتى تم شحن كافة الأسلحة التي طلبتها مصر ما .

و بهذا كانت الجزائر رائد التضامن العربي في حرب أكتوبر1973م، و أول من قدمت مساعداتها لمصر، أما من الناحية العسكرية فقد شاركت الجزائر بالفوج الثامن للمشاة الميكانيكية، و بلغت القوة البشرية لهذا الفوج قرابة ثلاثة آلاف جندي و ست وتسعين دبابة حربية، إلى جانب أثنين وعشرين طائرة من طراز سوخوي و ميراج.

السعودية وضعت أموالها في خدمة الجيش المصري

التضامن العربي في حرب أكتوبر

اشتروا ما تريدون ونحن ندفع الفواتير.. جملة قالها الملك السعودي الراحل فيصل، للزعيم الراحل محمد أنور السادات كمبادرة سعودية لدعم التضامن العربي في حرب مصر ضد الكيان الصهيوني، عندها سافر القائد الراحل للملك فيصل و طلب منه شن حصار اقتصادي نفطي ضد الغرب الداعم للعدو الإسرائيلي، حال العبور و الانتصار فور نجاح خطة الهجوم، ولما فعلها العرب أحدث السلاح النفطي خللا في نخاع الاقتصاد الغربي خاصة الولايات المتحدة التي كانت العمود الفقري لإسرائيل ولازالت.

الكويت والإمارات طوقا الحصار الاقتصادي ضد الغرب

التضامن العربي في حرب أكتوبر

سعت الكويت إلى توثيق التضامن العربي خلال حرب أكتوبر 1973م، لعبت دورا هاما في الحصار الاقتصادي ضد الغرب الموالي و الداعم لإسرائيل بحظر البترول للدول الغربية، وقامت بتدريب الطيران المصري، وقبل اندلاع الحرب أرسلت كتيبة مشاة، و عند إطلاق صفارات الحرب أرسلت أبابيل من الطائرات شاركت جندنا دعكه للمغتصب الصهيوني، وعلى الجانب الأخر، اتخذت الإمارات مسكا مختلفا خلال الحرب، حيث قام الشيخ زايد بن سلطان بحجز غرف جراحية لمعالجة الجنود المصريين و المشاركين في الحرب من البلاد العربية الأخرى، وقام بتحويل الإعلام الإماراتي إلى إعلام عسكري لدعم الملحمة، و من ناحية الدعم المادي، اقترض بن سلطان ما يقرب من مليار دولار لشراء الأسلحة وتحويلها لمصر.

تطويق الملاحة الإسرائيلية

التضامن العربي في حرب أكتوبر

التضامن العربي في حرب أكتوبر 1973م، كان له أساليبه المتنوعة التي عرضت للعالم الوجه الأخر للعرب في وحدتهم وتكاتفهم،فاليمن الشقيق طوق الملاحة الإسرائيلية عن طريق إغلاقه لباب المندب، مما قطع الإمدادات العسكرية والأسلحة عن الكيان الصهيوني، وشكل بهذا ثغرة عريضة لهزيمتها، على صعيد أخر كانت السودان أول من أرسلت كتائبها العسكرية للمشاركة المعمعة التي أذلت إسرائيل وظل جندها يحارب حتى النصر، وكانت ليبيا قد أرسلت عدد مائتين دبابة و أربعة سبعين طائرة .

العراق و الضربة الجوية الأولى

التضامن العربي في حرب أكتوبر

وتدعيما للتضامن العربي خلال حرب أكتوبر، وقف العراق على رأس أكبر القوى المشاركة بسلاح الطيران، بل وساهم العراق من الناحية المادية بقرابة 7 ملايين جنيه إسترليني، لتتمكن مصر من شراء كافة المعدات و الأسلحة التي تحتاجها خلال حربها، وقدم العراق أكثر من عشرين طائرة ولم يكتف العراق بذلك بل شارك بعزيمة في الضربة الجوية الأولى ضد جيش العدو في السادس و السابع من أكتوبر بجانب الجيش المصري ضد جيش العدو.