عمران فراش المدرسة.. أبرز من شارك فى حرب اكتوبر والاستنزاف واليمن
السبت 29/سبتمبر/2018 - 06:32 م
أيمن الجرادى
طباعة
اسم تردد كثيرا على مسامع من يبحث عن المشاركين فى حرب أكتوبر وحرب الاستنزاف أو حرب اليمن، من محافظة سوهاج، انه المقاتل عبدالرؤوف عمران، 74 عام، ابن قرية الشوش وبالتحديد نجع مناع فى سوهاج.
كان أبرز المشاركين بطائرة الأبرار التى توجهت وعلى متنها كتيبة رقم 83 صاعقة فى مهمة انتحاريةإلى أحد مطارات العدو الصهيوني فى سيناء، سافر وفى عقلة انها بلا رجعه، قتل جميع أصحابه إلا القليل، لم يجد ما يشربه او يأكله، لساعات طويلة وقد تصل ايام، صال وجال بين الصحراء هربا من ملاحقات العدو، لبس زى البدو وتخفى بينهم.
أكد عمران أنه شارك فى حرب أكتوبر المجيدة، بكتيبة الصاعقة 83، عزم الرجال، وحقا لا يتحملها الا الرجال الشداد على حد قوله، فى الجيش الثاني الميداني.
وأضاف أنه عاش أيام عصيبة بمعنى الكلمة، ظل ما يقارب 200 يوم خلف خطوط العدو بسيناء الحبيبة الى قلبه، ضمن طائرة الأبرار التي أخذت تعليمات بالذهاب، ولم تتلقى تعليمات العودة، وبقي طوال 40 يوم لا يضع الماء على جسده، وذات مرة أصيب برشاش كاد فيها أن يفقد حياته للابد، لولا عناية الله عز وجل له، حيث الطلقات اخترقت جسده واصيب في ساقية ومثانته وغير ذلك، ولكنه عالج نفسه برمال المنجنيز من صحراء سيناء.
يملك عمران أسرة كبيرة مكونة من أبنائه وأحفاده، يعيشون فى حياة اسرية ريفية بسيطة بين الأشجار والزروع والحيوانات التي يقومون بتربيتها في حوش المنزل، ويسعون بها صباحا إلى الأرض ويعودون اخر النهار.
قال عمران أنه قدم للوطن الكثير والكثير، قدم له عمر بأكمله، ولكن تم تجاهله من قبل المسئولين، ولم يتم تقديم خدمات له على حد قوله، أو لأبنائه وأحفاده، فكان يرغب في ان يلتفت إليهم أي مسئول ويقوم بتعيين أي منهم تقديرا للمجهودات التي بذلتها في الحرب، ولكن هيهات لم تنادى، لا مسؤول يسمع او يجيب.
واستكمل عمران حديثة قائلا ان : أبناءه 6 من الرجال لا يعمل أي منهم بمصلحة حكومية، ولكن يعملون على ارزاقهم يوما يجدوا المال ليقتاتو وابنائهم ويوما عسير، ولكن فى جميع الأحوال نحمد الله ولو أراد مصر ان اضحى بعمر والتحق مرة اخرى بالجيش لفعلت، حتى اتمكن من القضاء على الارهاب فى سيناء او المشاركة فى ذلك على الاقل.
وأضاف اشكو حالي الى الله بعد خروج على المعاش، وكنت التحقت بـ معاون خدمة في إحدى المدارس بعد انتهاء الحرب، ورجوعي لقريتي وبلدي في سوهاج، حيث الراتب ضعيف لا يذكر.
أكد عم "عمران" ان الدولة لم تكرمة الا مرة واحدة وهى التى كرمه فيها محافظ سوهاج، وكانت بعد ثورة 25 يناير، ولم ينال تكريم من أحد اخر على مدى عمره.
كتيبة مهمة بلا عودة، تلك التى كان ينتمى إليها عم "عمران" والتي شاركت في حرب أكتوبر 1973م والتي كان تهدف الى منع أي معونات وإمدادات تصل إلى مطار أبو رديس في سيناء أو اقلاع وهبوط الطائرات الإسرائيلية لتقديم المعونة للعدو، بالإضافة الى تكوين نقطة استطلاع متقدمة.
واضاف ان الكتيبة التي كان ينتمي إليها ابيدت بالكامل سوى 3 أفراد غيره، ولكن انتصرت قواتنا المسلحة المصرية فيآخر المطاف.
يرغب ويتمنى من الله "عمران" ان يقوم بحج البيت، وان تتبنى الدولة او القوات المسلحة ذلك، تكريما لمجهوداته وتعبه فى خدمة الوطن بالإضافة إلى النظر وتعيين احد أبنائه الـ 6 فقط حتى يمكنه عيش حياة كريمة ومساعدة باقي إخوته وأولادهم.