فكرة الخداع الاستراتيجي للعدو .. كيف كانت تطبيقاً عملياً لمقولة "داري على شمعتك تقيد"
الأحد 30/سبتمبر/2018 - 04:00 م
دنيا سمحي
طباعة
في إطار توثيق ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، والانتصار الهائل الذي حققته البلاد بنصرها العظيم، إلا أن هناك أسرارا لهذا النجاح، ولعل أبرزها فكرة الخداع الاستراتيجي للعدو، مع قرار الرئيس المصري الراحل انور السادات والقيادة السياسية، بالحرب واستعادة أرض سيناء المحتلة، والتي نرصدها بتفاصيلها، من عيون مصرية ونظرة غربية وكذا ملامح الاقتصاد المصري قبل الحرب وبعده، والتي نستعرضها فيما يلي:
حرب أكتوبر
فكرة الخداع الاستراتيجي للعدو
حرب أكتوبر
في ذاك التوقيت، كانت جميع أجهزة الدولة موظفة في خطة خداع اسرائيل، فضلا عن الصحف ووسائل الاعلام، وكان أهم ما بالخطة هو السرية الكاملة التي أحيطت بها من البداية الى النهاية، وهي الخطة التي اشترك فيها السادات، عبر إعلانه استمرار حالة اللاحرب واللاسلم مع العدو.
وفي هذا الصدد، تم وضع خطة لادخال الكلمات التي سيستعملها الجنود المصريون في عمل ثغرات في الساتر الترابي، الذي أقامه العدو لعدم عبور القوات أو الدبابات والمدرعات المصرية، فأعلنت وزارة الزراعة أنها ستستورد هذه الطلمبات من الخارج، بحجة استغلالها في نظام الري للأراضي الزراعية، وهنا نرى تدخل الاقتصاد في المعركة، إذ أعلنت مصر " ظاهريا"، أنها لا تمتلك مخزونا من القمح نتيجة فساده، واقتصادها المتدهور، ونفذت الخطة بعد 7 ساعات فقط من وضعه، والتي لاقت نجاحا عظيما يذكره التاريخ حتى لحظتنا هذه.
وفي هذا الصدد، تم وضع خطة لادخال الكلمات التي سيستعملها الجنود المصريون في عمل ثغرات في الساتر الترابي، الذي أقامه العدو لعدم عبور القوات أو الدبابات والمدرعات المصرية، فأعلنت وزارة الزراعة أنها ستستورد هذه الطلمبات من الخارج، بحجة استغلالها في نظام الري للأراضي الزراعية، وهنا نرى تدخل الاقتصاد في المعركة، إذ أعلنت مصر " ظاهريا"، أنها لا تمتلك مخزونا من القمح نتيجة فساده، واقتصادها المتدهور، ونفذت الخطة بعد 7 ساعات فقط من وضعه، والتي لاقت نجاحا عظيما يذكره التاريخ حتى لحظتنا هذه.
الاقتصاد المصري يتعافي من انتكاسته بعد الحرب
الخبير الاقتصادي خالد الشافعي
قال خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، إنه برغم الظروف التى مرت بها البلاد خلال الستينات والسبعينات فترة الحروب لكن كان الاقتصاد يسسير على خطى متزنة، مشيرا إلى أنه لم يكن يسير بقوة لكنه على الأقل كان جيد ومقبول حينها قبل حرب 67 وما تبعها من أحداث.
وأضاف " الشافعي"، في تصريح خاص لـ " بوابة المواطن"، أنه برغم البطء الذى كان يشهده الاقتصاد نتيجة الحرب لكنه حقق نموا حقيقيا زاد على 6% عام 1965، وارتفع معدل الاستثمار إلى 17.8% من الناتج المحلى بدلا من 12.5 فى نهاية الخمسينيات، وزاد نصيب الصناعة فى الصادرات إلى 25 % بدلا من 18%، وزادت العمالة الصناعية خلال هذه السنوات بأكثر من ضعف الزيادة فى إجمالى القوى العاملة.
واستطرد الخبير الاقتصادي حديثه قائلا، " بعد هزيمة 1967 كان بداية الخسارة الكبيرة والنزيف الاقتصادى، حيث ترتب على هزيمة 1967 انخفاض شديد فى موارد العملات الأجنبية، مما جعل الاستمرار فى معدل نمو مرتفع مع تحمل أعباء الإنفاق العسكرى استعدادا لحرب جديدة أمر مستحيلا ".
وفي إطار الحديث عن الخسائر التي تكبدها الاقتصاد المصري في تلك الفترة، أشار الخبير، إلى أنه بقيام الحرب فقدت مصر آبار البترول فى سيناء وخربت معامل تكرير البترول فى السويس، وأغلقت قناة السويس التى كانت تدر لمصر فى المتوسط سنويا 164 مليون دولار فى السنوات الـ7 قبل الحرب، وإضافة إلى ذلك انخفاض كبير فى إيرادات السياحة التى كانت تدر نحو 100 مليون دولار، فضلا عن الإنفاق الذى فرضه تهجير نحو مليون شخص من قناة السويس، والتكلفة الاقتصادية الضخمة، مما يشير الى شبه دمار اقتصادى فى هذا التوقيت.
وأكد " الشافعي"، على أن الحل فى تلك الفترة، كان يكمن في أن يخوض الجميع الحرب حتى على المستوى الاقتصادى، حيث بدأت مرحلة ترشيد الاستيراد، وتفعيل دور المجتمع المصرى فى ذلك بشراء المنتجات المصرية المحلية الصنع، وزيادة الإنتاج نتيجة الطلب الداخلى المرتفع وتشجيع المصانع على العمل فى بيئة تنافسية تصب فى صالح الاقتصاد المصرى والمواطن لتمر هذه المرحلة بسلام.