"متحف الإنسان في فرنسا" جماجم العرب بداخله .. وبسام الشماع: لابد من تسيس القضية
الثلاثاء 02/أكتوبر/2018 - 01:01 م
أنهار بكر
طباعة
رغم كل الجمال الذي تشتهر به فرنسا إلا أنها تحتوي على أحد المتاحف ذات الطابع الخاص وهو متحف الإنسان الذي أنشاه العالم الفرنسي بول ريفيه عام1937 م.
لطالما حظيت باريس بالشهرة لامتلاكها العديد من المسارح والمعالم الأثرية التي بنيت على مر العصور، مثل برج إيفل وقوس النصر، كما أنها أحد أهم مراكز الفن في العالم، وتحتوي على العديد من المتاحف مثل متحف اللوفر، لكن نقطتها الغريبة هي متحف الإنسان.
سارتجي بارتمان .. ملهمة الفكرة
واجهة متحف الإنسان
كان الأوربيون في فترات احتلالهم أفريقيا يسعون إلى تحطيم أي شئ يؤكد تفوق أو تأصل جذور أي جنس آخر غيرهم، فمنذ قرنين من الزمن وفي جنوب أفريقيا ولدت سارة بارتمان "سارتجي" بتجسد متضخم حد التشوه، وكانت هي المرأة التي حولتها أوروبا إلى حيوان في معارض الغرائب والحيوانات، لتكون قصتها من أبشع القصص الإجرامية في تاريخ أوروبا، تم بيعها ونقلها إلى باريس تحت سيطرة عارض للحيوانات البرية في السيرك المتنقل، ومن هذه العروض رآها "جورج كوفييه" طبيب نابليون الخاص.
استخدم "كوفييه" سارتجي ليثبت تفوق الجنس الأبيض على الأسود ووصف سلوكياتها بأنها أقرب إلى القردة، فكان الأشخاص أمثاله هم من أتوا بفكرة أن الإنسان الأفريقي أصله قرد.
قبر سارتجي
توفيت سارتجي عن عمر يناهز 26عامًا، وحتى بعد الوفاة استغلها "كوفييه" وقام تشريح جسدها وعرضها في "متحف الإنسان" في باريس، ولم تعود رفاتها من المتحف إلا بعد تولي نيلسون مانديلا الحكم وأعاد رفاتها لتدفن في بلدها عام 2002.
سليمان الحلبي .. قاهر كليبر والفرنسيين
غلاف التحقيق مع سليمان الحلبي
اشتهر سليمان الحلبي بأنه البطل الشامي الذي دافع عن مصر باستماتة، عندما قام سليمان الحلبي بقتل الجنرال كليبر قائد الجيوش الفرنسية والذي أذاق المصريين الذل والهوان، حكم عليه الفرنسيين بالإعدام ومن ثم نقلت رفاته إلى متحف الإنسان بباريس، ليعلق أسفلها لقب "المجرم".
وعلى الرغم من المطالبات باستعادة جمجمة هذا البطل كأقل تكريم له لما قدمه لمصر والمصريين، إلا أن فرنسا تغض الطرف عن كل هذه المطالبات ولم تسلم حتى الآن.
وطالب 16مؤرخ ومثقف جزائري، الحكومة الفرنسية بإعادة جماجم المقاومين والثوار الجزائريين المعروضين في متحف الإنسان بباريس، ووفقًا لمصادر التاريخ الجزائري ذاتها فإن الجنرال الفرنسي "هيربيون" قد هاجم بقواته في يوم 25نوفمبر1849 واحة الزعاطشة بالجزائر بعد أن استعصت على قواته، فارتكبت به مجزرة من أبشع ما يكون قتلت بها في يوم واحد أكثر من 800 فرد من أهل الواحة.
وأمر "هيربيون" بعد ذلك بقطع رؤوسهم وتعليقها على أبواب مدينة بسكرة عدة أيام، ثم نقلت بعد ذلك إلى متحف الإنسان بفرنسا.
في الإطار ذاته كانت قناة فرنسا 24 قد كشفت وفق تقرير لها أن 18ألف جمجمة محفوظة بمتحف الإنسان في باريس، لم يتم التعرف سوى على 500 فقط من أصحابها، كان من بينهم 36 قائدًا من المقاومة الجزائرية قُتلوا ثم قطعت رؤوسهم من قبل قوات الاستعمار الفرنسي في منتصف القرن الـ19، ثم نقلت للعاصمة الفرنسية لدوافع سياسية.
متحف الإنسان .. نقطة سوداء في تاريخ فرنسا
من مقتنيات متحف الإنسان
وردًا على ما سبق ذكره أشار بسام الشماع عالم المصريات والمرشد السياحي إلى أن المتحف محيط مظلم وليس نقطة سوداء فقط في تاريخ فرنسا.
وأضاف "الشماع" في تصريح خاص لـ "بوابة المواطن" إلى أنه لابد من أن يتم التكاتف بين كل المتاحف العربية، ووزراء الخارجية العرب والتقدم بشكوى للمحكمة الدولية، بشأن احتفاظ المتحف ببقايا هذه الجثامين.
بسام الشماع
وأردف حديثه بشأن الجنود الفرنسيين والإنجليز وغيرهم من المحتلين الذي اغتصبوا أرض البلاد، قائلًا " هناك العديد من الجنود الغربيين الذيين قٌتلوا في مصر أثناء تواجدهم في فترات الاستخراب وليس الإستعمار، فلماذا لم نفعل بهم مثلما فعلوا؟ ذلك لأن الأخلاقيات والدين يمنعنا من ذلك".
وتابع "الشماع" بشأن رفض القانون الفرنسي إعادة هذه الهياكل، بأن القانون الفرنسي قانون امبريالي ظالم، وأن حلم الشرق الذي كانت تحلم به الدول الاوروبية هو من ضمن أسباب احتفاظ المتحف بهذه الجثامين حتى الآن.
وختم حديثه أنه ما لم تستجب المحاكم الدولية، فعلى مصر وقف جميع أعمال التنقيب الفرنسية في مصر، بالإضافة إلى العمل على تسيس الملف من قِبل وزارة الخارجية وجعل الشعار الأساسي لها "اثارنا المصرية والعربية لابد أن تعود إلى موطنها".