طالعت خبر منذ فترة بعثور مباحث قسم شرطة السويس على رفات جندي من الجيش المصري أستشهد في حرب أكتوبر 1973 وقد دفن بكامل زيه العسكري الذي يعتبر وسام شرف لنا جميعًا، وذكر الخبر أن العثور على الجثمان جرى في أثناء القيام بأعمال حفر أسفل كوبري تحت الإنشاء.
وأضاف الخبر أن اللواء محمد محمود جاد، مدير أمن السويس، قد تلقى إخطارا من العميد محمود عيد، رئيس المباحث الجنائية، بالواقعة، وانتقل رجال الجيش الثالث الميداني والرائد محجوب قاسم رئيس مباحث قسم فيصل، إلى مكان العثور على جثمان القتيل، الذي تبين أنه مدفون مرتديا زيه العسكري، وإلى جواره بعض متعلقاته الشخصية.
وتم نقل الجثمان إلى فرع مصلحة الطب الشرعي في الإسماعيلية للتعرف على هويته، تمهيدا لنقله لمدافن أسرته عقب التعرف عليه، أو مقابر الجيش الثالث الميداني.
إلي هنا وأنتهي الخبر، لكن شيئًا ما بداخلي لم ينتهي، بحثت عن هذا الشهيد البطل فعلمت أنه الجندي المقاتل عبد الحميد طه عبد الحميد، من مواليد محافظة الفيوم بتاريخ 25 يونيه للعام 1942 ويحمل بطاقة شخصيه برقم 607 والصادرة بتاريخ 371962 م ومن واقع البطاقة الشخصية التي عثر عليها تبين أن المهنة المسجلة "مدرس"، وتنبين أنه قد تم العثور عليه أثناء رصف أحد الطرق وبكامل زيه العسكري ومعه أصل بطاقته الشخصية الورقية، وخطاب الاستدعاء للخدمة العسكرية أبان حرب أكتوبر، ومبلغ وقدرة 35 قرشًا مصريًا لا غير.
وخلدت للنوم بعدما انتهيت من بحثي عن أيه معلومات قد تخص هذا الشهيد، فجائني في منامي البطل عبد الحميد وأخذ ينظر لي بين وهله وأخرى، فنظرت إليه متعجبًا أهو أنت الذي كنت ابحث عنه منذ قليل وأنا جالس علي مكتبي الوثير، أم أنني مازلت مستيقظ وهو قد جاء لي زائرًا، أم ماذًا، لحظات مرت وأنا غير مصدق، ولكنني سرعان ما استجمعت قوايًا، ونظرت إليه فوجدته بكامل حيويته وفي ريعان الشباب ويرتدي ملابس بيضاء اللون من الأنواع الفاخرة ويرتدي غطاء للرأس لونه أخضر زاهي، وقد دار بيننا هذا الحوار:-
- فسألته عن أسمه ؟
فأجاب أنا عبد الحميد طه عبد الحميد – مدرس ابتدائي في مدرسه التوفيقية الأبتدائيه.
- فسألته عن حياته قبيل أستشهادة ؟
أجاب بأنه قد تعلم في كتاب القرية ثم التحق بمدرسه التوفيقية الأبتدائيه حتي التحق بمعهد المعلمين، وعين عقب تخرجه مدرسًا في نفس المدرسة حتي أستعدي لإنهاء الخدمة العسكرية منذ شهر فبراير1967م
- سألته عن مصر أبان فترة حرب الأستنزاف وحرب أكتوبر ؟
أجاب بأن مصر كانت بجميع فئات شعبها يدًا بيد في سبيل النصر أو الشهادة، وتحرير كل شبر من أرض الوطن، وأجاب بأنه كان يتمني أستشهادة في المعركة والحمد لله فقد نال الشهادة وقد تحررت مصر وكل شبر من أراضيها الطاهرة.
- سألته عن حلمه لمصر في وقتنا الحالي في ذكرى مرور 45 عام على أستشهادة ؟؟
أجاب بأنه يتمني لمصر كل الخير والرخاء والأمن والأمان وان يسود السلام ربوع العالم.
- هل لديك أمنيات تتمني تحقيقها يا بطل ؟
اجاب أنه يتمني أن يخلد ذكراه وان يطلق أسمه على مدرسته الذي تعلم فيها حب الوطن، وان تكون أسمها من اليوم مدرسه الشهيد عبد الحميد طه عبد الحميد.
- وفجأه أستيقظت من نومي العميق دون سابق أنذار رن جرس المنبه معلنًا الساعة السابعة وخمسه عشرة دقيقه صباحًا، من صباح يوم السبت الموافق 6 أكتوبر للعام 2018 م... فقلت تحيا مصر وكل عام والوطن بخير بمناسبة الذكرى الـ 45 لنصر اكتوبر.