في اليوم العالمي للبيض .. اسمه الصعيدي كحروت وحسبة برما بسببه
الجمعة 12/أكتوبر/2018 - 09:43 م
وسيم عفيفي
طباعة
تحتفل اليوم كثير من بلدان العالم بمناسبة اليوم العالمي للبيض لكن هذه المناسبة تختلف كثيراً في مصر عن بقية بلدان العالم حيث أن للبيض مكانة لدى المصريين من الزمن البعيد وأثر على ثقافتهم الشعبية أكثر من كونه عنصر غذائي
في اليوم العالمي للبيض .. اسمه كحروت
في اليوم العالمي للبيض .. اسمه كحروت
مزرعة دجاج في الصعيد
رغم أن للبيض أيضاً اسم آخر وهو الدحي لكن المتعمق للهجة الصعيدية بمناسبة اليوم العالمي للبيض يكتشف أن لهذه اللهجة صلة وثيقة للغاية باللغة العربية الفصحى، ففيما يخص البيض يطلق الصعايدة عليه كحروت وهو مشتق من كلمة حَرْت، ويرجع صلت تسمية البيض بالحَرْتُ أن معناه كما في تاج العروس "الحَرْتُ : القَطْعُ المُسْتَدِيرُ"؛ كما يطلق الصعايدة على صفار البيض "مِح"؛ أما في الخليج فيطلقون على البيض اسم الدحي وهو مشتق من الأدحوة بمعنى موضع البيض وتفريخه.
في اليوم العالمي للبيض .. السر وراء برما
علي باشا مبارك أول من تكلم عن قرية برما
اكتسبت قرية برما شهرةً بسبب البيض، فقبل العام 1887 لم يسمع أحد من المثقفين المصريين عن قرية برما، حتى جاء الجزء التاسع من كتاب الخطط التوفيقية لـ "علي باشا مبارك"، ووصفها بقوله "قرية كبيرة من قرى مديرية الغربية بقسم إبيار، لها شهرة بمعامل الدجاج وبها عدة بساتين وسواقي، وأن بها جامع بمئذنة".
في هذا التعريف الموجود بالكتاب لم يتم التطرق إلى اعتبار برما هي القرية الأولى في دلتا مصر التي تدخل في أشهر مثل عامي على المستوى المحلي وعلى المستوى العربي يجيء اسمها دوما في مقولة استنكارية وهي "حسبة بِرْمَا".
شهرة برما تاريخيًا تفوق معرفة الناس بالمثل، نظرًا لكثرة الأزهريين الذين ينتسبون إليها ولعل أبرزهم الشيخ "إبراهيم البرماوي" شيخ الأزهر من سنة 1690 حتى العام 1695، وكان أول شافعي في تاريخ الأزهر يجلس على كرسي المشيخة، بعد أن كان المنصب حكرًا للأحناف والمالكية.
كما تذكر موسوعة شيوخ الأزهر، إن الشيخ البرماوي ترك عدة مؤلفات في الحديث، وفقه الشافعية، والفرائض، والمواريث، والتصوف، واتضحت إبداعات الشيخ في رسالته "الميثاق والعهد في شرح من تكلم في المهد".
مخطوط الشيخ البرماوي
ورغم صيت الشيخ البرماوي، لكن شُهْرة برما جاءت بسبب 301 بيضة خلال القرن السابع عشر، كون أن برما كما يصفها علي مبارك "لها شهرة في معامل الدجاج".
سلسلة تاريخ الأمثال تروي حادثة جرت وقائعها خلال القرن الـ 17 حيث جاء مواطن مصري من الصعيد لزيارة مسجد وضريح الولي الصوفي الكبير السيد البدوي في طنطا، لكنه أخذ طريق برما نظرًا لسهولته.
جاء الحظ سيئًا بالنسبة للرجل الصعيدي، حيث اصطدم بإحدى السيدات اللاتي تحملن قصفا من البيض، ليتم تهشيم البيض كله عقب سقوطه على الأرض، فبعد أن اعتذر الرجل أحب أن يدفع ثمن البيض ليعوضها.
تجمع الناس وسألوا المرأة عن عدد البيض الموجود في القفص فقالت لهم "لو أحصيتم البيض بالثلاثة لتبقي بيضة، وبالأربعة تبقي بيضة، وبالخمسة تبقي بيضة، وبالستة تبقي بيضة، ولو أحصيتموه بالسبعة فلا يتبقى شيء.
كانت حسبة معقدة للغاية وبعد تركيز وحيرة، وصل الناس إلى أن عدد البيض المُهشم وصل إلى 301 بيضة، ومن هنا جاءت المقولة "حسبة بِرما".