من ينقذ المسنين المقيمين في الشوارع .. ضحايا قسوة الشتاء القادم
الأحد 14/أكتوبر/2018 - 01:03 م
شيماء اليوسف - تصوير : كريم سيد
طباعة
نام في غفوة من ظمأه للسكينة مسن يعالج سكرات الموت كل لحظة، هو واحدا من المسنين المقيمين في الشوارع، يسقط صريعا لانعدام الإنسانية وقلة الضمير وذل الأيام، احتواه الرصيف المزعج رغم أنه أكثر رحمة ولينا من قلوب البشر القاسية الظالمة، تركه أهله وفلذات كبده ملقيا في الشارع تدوسه الآهات والأوجاع الصارخة في وجه كل العابرين تسألهم لماذا يترك هؤلاء بلا مأوى! أي قلوب هذه التي تركت المسنين الأعجاز على الطرقات مذلولين؟
إن العالم حولنا يحترم الكهولة والهرم والشيخوخة يحترم كل الظروف القاسية التي يتعرض لها هؤلاء إن كانت مرضا أو فقرا أو غير ذلك، فكيف لنا ونحن أصحاب أقدم حضارة إنسانية عرفتها البشرية نترك هؤلاء المظلومين ونلوث تلك التاريخ بعبث الحاضر، لماذا لا نمد لهم يد العون ونجعل سواعدنا متكئ لهم حتى يهربوا من هذا الموت الحي؟
المسنين المقيمين في الشوارع .. مزقوا رداء الإنسانية
المسنين المقيمين في الشوارع
بعض المسنين المقيمين في الشوارع، تركهم أبنائهم وتخلوا عنهم وألقوا بهم في الشوارع حينما وصلوا لمرحلة الشيخوخة، لم يضعوا في عين اعتبارهم أن هناك يوما سيلقيهم أبنائهم بهذه الطريقة في الشوارع، لم يحسبوا للزمان حساب لم يتذكروا أوامر الله تعالى الذي نهى عن عقوق الوالدين، وأمر بطاعتهما، ولكننا نجد الآن الوضع يتغير للأسوأ فكيف طاق هؤلاء أن يلقوا بآبائهم في الشوارع ينتظرون عابرا فيلقي لهم لقمة عيش من بقايا طعامه أو قطرة ماء غير نظيفة؟
وهناك نوعا أخر من المسنين المقيمين في الشوارع،وهم الأشخاص المصابون بأمراض عقلية، وهم في الغالب إما تركوا بيوتهم بدون وعيهم وهم يعدوا من المفقودين وقد أهملت أسرهم في رعايتهم والاهتمام بهم فخرجوا دون أن يعوا أي طريق تأخذهم فجهلوا العودة إلى تلك الأديرة، ويظل أسرهم تبحث عنهم في المقابل هم أيضا يبحثون عما كان يقدم له الطعام ويهتم بملبوسه ومركوبه ويطبطب على قلبه، وهؤلاء يحتاجون بالتأكيد إلى نقلهم في المستشفيات العقلية وأن تقدم لهم الرعاية الطبية وفق الحالة الصحية التي هم عليها.
مراكز الإيواء هل تقوم بواجبها نحو المسنين المقيمين في الشوارع
المسنين المقيمين في الشوارع
سبع مركز لرعاية المسنين بجميع محافظات الجمهورية، هل تعد مراكز الإيواء هذه كافية لجمع كل المسنين المقيمين في الشوارع، وهل إن كانت مراكز الإيواء هذه تقوم بدورها المطلوب كنا سنرى المسنين في الشوارع ملقون على الأرض الكلاب تجاورهم والحيوانات وينامون بجوار القمامة، العفن يحيطهم من كل حدب وصوب، حتى عفن القلوب والضمائر والنفوس الخائبة.
يوجد القليل من المسنين المقيمين في الشوارع يرفضون الانتقال إلى أديرة المسنين، لأن الشارع بالنسبة لبعضهم مصدر استرزاق حيث يجلسون للشحاذة، وانتقالهم لدور الرعاية الاجتماعية سيمنعهم من مزاولة عملهم هذا الذي يحققون من ورائه أرباحا طائلة بدون خجل وبدون حمرة وجه، حتى أن التسول بالنسبة لهم بات مهنة مربحة بدون تعب، وأضحى التسول نفسه مرضا اجتماعيا ونحن بالطبع مشاركون في تطور هذه الظاهرة وانتشارها، حينما مددنا يدنا لهم بالعطاء فأنشئوا أبراج من هذه الجنيهات التي تعطى لهم طيلة النهار.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل من الممكن حصر عدد المتسولين أو المسنين المقيمين في الشوارع؟ رغم أنهم دائمي الانتقال من شارع إلى غيره ومن مكان إلى الأخر، فهذا يجعل من الصعب رصدهم، لكن من الممكن للجهات المعنية أن تراقب تحركات هؤلاء وتمنعهم من الانتشار لأن ذلك يؤثر سلبا بالطبع على الوجه الحضاري للدولة، خاصة المسنين المنتشرين في الشوارع داخل القاهرة الكبرى.