الطرق الصوفية في مصر.. بدع أصبحت كرنفال شعبى
السبت 20/أكتوبر/2018 - 10:57 ص
شيماء اليوسف - تصوير/ كريم سيد
طباعة
تختلف المدارس والطرق الصوفية في مصر باختلاف درجة التزكية الدينية والتربية الثقافية للأفراد معتنقي الطرق الصوفية في عباداتهم، حيث ترتبط بسند متصل ولا تعتبر هذه المدارس مذاهب دينية فرق ومذاهب إسلامية كما السنة والشيعة، لكن في المجمل العام ترتبط ارتباطا وثيقا بأهل السنة وتتبنى عقيدتهم، كما أن الطرق الصوفية تتبع أهل الحديث وكافة مذاهبهم، والاختلاف الوحيد بين هذه المدارس هي الطرق التي تتبع من أجل الوصول إلى الله.
يكثر انتشار الطرق الصوفية في مصر داخل القرى والنجوع والأفكار النائية حيث يتجمعون في أمسيات ليلة ويدعون المحبين من كل حدب وصوب ثم يجلسون في حلقات أو يصطفون طوابير يرتلون التكبيرات والأذكار والأناشيد الدينية، وبعضهم يفضل الاعتكاف على زيارة المقامات والأضرحة الخاصة بالصالحين ليتذكروا محاسنهم وأعمالهم ويقتدوا بهم.
يخطئ البعض ممن يتبعوا الطرق الصوفية في مصر من ناحية الاقتداء بالصالحين والتقرب إليهم والدعاء في صحن أضرحتهم ظنا منهم أن هؤلاء الصالحين سيقربونهم إلى الله ومن هنا يبدأ خلط البدعة بالتراث الفكري والديني، وبحسب كل شيخ تختلف هذه الطرق في تنشئة طلابها باختلاف مشاربهم واختلاف البيئة الاجتماعية والثقافية التي يظهرون فيها، وإن كان هناك اختلافات فبالمنطق العام لا تخرج هذه الأساليب عن كتاب الله وسنة رسوله وتعتبر أحد أبواب الاجتهاد المفتوح للأمة.
الطرق الصوفية في مصر .. مدارس ومذاهب
الطرق الصوفية في مصر
لله طرائق بعدد أنفاس الخلائق.. قيلت هذه الكلمة للتعبير عن الواقع المختلف بين طرق الصوفية التي تتبع حيث يستخدم بعض المشايخ أسلوب الشدة في تربية وتنشئة طلاب إحدى الطرق فيأخذونهم بالرياضيات العنيفة وتعد تلك الرياضيات منهج الممارسات الدينية للعبادات والفرائض ومنها كثرة الصيام والقيام والسهر وكثرة الخلوة والاعتزال عن الناس وكثرة الذكر والفكر، البعض الأخر يستخدمون الأسلوب اللين المرن في تربية طلابهم، حيث يأمرونهم بقليل من الصيام وقيام بعض من الليل، أما الفريق الثالث فيوازن بين اللين والشدة.
الشعارات الخاصة بمدارس الصوفية
الطرق الصوفية في مصر
تتخذ كل مدرسة من الطرق الصوفية في مصر، شعار خاص بها ولون مختلف عن المدرسة الأخرى حيث يعبر اللون الأسود عن مدرسة الرفاعية، بينما اللون الأخضر يعبر عن مدرسة القادرية، إنما اللون الأحمر يعبر عن مدرسة الأحمدية، بينما اللون الأبيض والأصفر والأخضر فيعبروا الثلاثة عن مدرسة البرهانية، فأما الأبيض يرمز للشيخ إبراهيم الدسوقي، ويرمز الأصفر للشيخ أبوالحسن الشاذلي، بينما الأخضر يعد كناية عن شرف الانتساب لبني هاشم.
اختلاف درجات الطرق الصوفية في مصر
الطرق الصوفية في مصر
تختلف درجات الطرق الصوفية في مصر من ناحية المراتب التي تتميز بها كل مدرسة، حيث انها تظهر كل طبقة من الطبقات المتصوفة ومكانتها وقدرتها على الخلق وعدد طلاب هذه المدرسة.
يعتقد طلاب المدارس الصوفية بمختلف فرقهم أن هذا العالم الذي نعيش فيه يظل قائما بذاته بفضل الأولياء الذين يتدخلون بمكرماتهم إلى الله لحماية البشر والبشرية جمعاء من الهلاك وهؤلاء الصالحين من الأولياء عددهم محدود، ومتى رحل أحدهم جاء غيره، بل يعتقدون أن من هؤلاء الأولياء من يعرفون الغيب ومطلع على أسرار السماء، ورجال الغيب هم: ثلاثمائة من النقباء، وأربعون من الأبدال، وسبعة أمناء، وأربعة عمد، ثم القطب.
الطرق الصوفية في مصر
ترتكز الصوفية على أساس عقائدي ومنهجي يقوم على تطور الوعي الذاتي الذي يصل إليه الإنسان المتدين عندما يمارس الشعائر الصوفية بحسب طريقة كل مدرسة، لتقربهم من الذات الإلهية وتجعلهم أكثر صلة بالله، وبهذه الممارسات يرتقي المتصوف عندما ينتهج طريقة صوفية من مرتبة إلى أخرى حتى يصل إلى درجة التقرب إلى الله الكبرى.