تعامد الشمس على رمسيس الثاني .. حدث يتكرر مرتين بواقعة طريفة
الأحد 21/أكتوبر/2018 - 11:56 ص
وسيم عفيفي
طباعة
وجهت وزارة الآثار دعوة إلى كل الوزراء والشخصيات العامة للمشاركة في احتفال تعامد الشمس على رمسيس الثاني في أبي سمبل بمحافظة أسوان، والذي يتزامن مع حلول الذكرى الـ 50 عاماً على عملية إنقاذ ونقل معبدى أبو سمبل يوم 22 سبتمبر 1968 م.
ـ تعامد الشمس على رمسيس الثاني
تعامد الشمس على رمسيس الثاني
يعتبر تعامد الشمس على رمسيس الثاني حدث من أهم أحداث العام الفلكية والتاريخية على الإطلاق ، يثبت هذا الحدث قطعا مدى العبقرية الفرعونية في المعرفة بالأمور الفلكية، الواقعة من إحدى العجائب التي أشتهر بها الفراعنة ولازلت تدهش العالم حتي الآن حيث الإبداع الفلكي في جعل أشعة الشمس تسير داخل ممر بالجبل للتعامد على وجه الملك رمسيس الثاني في ظاهرة يتوافد لمشاهدتها كل الأطياف حول العالم.
يحدث تعامد أشعة الشمس على رمسيس الثاني فى معبد أبى سمبل مرتين فى العام تستند إلى حقيقة علمية اكتشفها قدماء المصريين وهى أن لشروق الشمس من نقطة الشرق تماما وغروبها من نقطة الغرب تماما فى يوم الحادي والعشرين من شهر مارس ثم تتغير نقطة الشروق بمقدار ربع درجة تقريبا كل يوم الى ناحية الشمال حيث تصل فى شروقها إلى نقطة تبعد بمقدار 23 درجة و 27 دقيقة شمال الشرق فى حوالي يوم 22 يونيو .
تعامد الشمس على رمسيس الثاني
وتعود الشمس مرة أخرى لتشرق من نقطة الشرق تماما بنفس معدل تحركها تجاه الشمال لتصل إلى نقطة الشرق تماما حول يوم 21 سبتمبر ثم تتغير نقطة شروق الشمس بمعدل ربع درجة تقريبا ناحية الجنوب لتصبح على بعد 23 درجة و 27 دقيقة جنوب الشرق يوم 22 ديسمبر من كل عام ثم تعود بنفس المعدل لتصل إلى نقطة الشرق تماما حول يوم 21 مارس، و قدماء المصريين استنادا إلى هذا اكتشفوا أن الشمس تمر على كل نقطة فى اثناء شروقها وغروبها مرتين فى كل عام، وأن المسافة الزمنية بينهما تختلف تبعا لبعد كل نقطة عن نقطة الشرق تماما.
لماذا يحدث تعامد الشمس على رمسيس الثاني مرتين
تعامد الشمس على رمسيس الثاني
سبب أن تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني يحدث مرتين فى العام يومي الثاني والعشرين من شهر أكتوبر والثاني والعشرين من شهر فبراير جاء نتيجة لاختيار قدماء المصريين نقطة فى مسار شروق الشمس تبعد عن نقطتي مسارها زمن قدره أربعة أشهر لتتوافق مع يوم 22 أكتوبر " يوم مولده " و 22 فبراير " يوم تتويجه ملكا " .
ويذكر أن هذه الظاهرة تم اكتشافها في عام 1874 حيث قامت المستكشفة اميليا ادوارذ والفريق المرافق لها برصد هذه الظاهرة وتسجيلها في كتابها المنشور عام 1899 " ألف ميل فوق النيل " والذي جاء فيه:" تصبح تماثيل قدس الأقداس ذات تأثير كبير وتحاط بهالة جميلة من الهيبة والوقار عند شروق الشمس وسقوط أشعتها عليها، واستطردت قائلة إن أي مشاهد إذا لم يراقب سقوط أشعة الشمس هذه يساوره شك في أثرها القوي المحسوب بدقة حسب علم الفلك والحساب عند قدماء المصريين.
حُسبت عملية التعامد بدقة ووجهت نحو زاوية معينة حتى يتسنى سقوط هذه الأشعة على وجوه التماثيل الأربعة " أطرف ما في هذه الظاهرة أن الشمس لا تتعامد على وجه تمثال بتاح الذي كان يعتبره القدماء إله الظلمة ، حيث تشرق أشعة الشمس لمدة 20 دقيقة على التماثيل المقدسة لرمسيس الثاني وآمون رع " إله الشمس " ورع هاراختى " إله الشمس المشرقة " ويظل بتاح إله العالم السفلى والظلام جالسا في أقصى الشمال لصف الآلهة والظلام يحوله حيث لم يتغير أي شيء من هذا القبيل.