صلاح أبو سيف رائد الواقعية .. كيف يرى أفلامه ؟
الثلاثاء 23/أكتوبر/2018 - 12:01 ص
ميرنا عادل
طباعة
صلاح أبو سيف واحد من ألمع الأسماء في تاريخ السينما العربية، نقل السينما المصرية والعربية لمكان مختلف برؤيته الواقعة للأحداث، فاشتهر باسم مخرج الواقعية، ويرى أبو سيف أن المفهوم الحقيقي للواقعية "ليس تصوير الحارة والفقر والناس الغلابة، فالواقعية بتعبيرها الحقيقي هي الصدق في تحليل القضية والإتقان في العمل والتعبير عن رأى صائب سياسيا وأخلاقيا واجتماعيا، وجميعها إذا طبقناها على وضع إحسان عبد القدوس سنجد أن أدبه واقعي".
وقال أبو سيف عن فيلمه الوسادة الخالية:" قدمت فيلم "الوسادة الخالية" وهو أول فيلم لاحسان عبد القدوس.. وفى هذا الوقت النقاد قالوا أنني خرجت عن الخط الواقعي الذي كنت ملتزما به قبل هذا الفيلم.. وهذا غير صحيح.. هل الحب في حياتنا شيء غير واقعي.. في حد ما حبش مثلا ".
ولد صلاح أبو سيف في 10 مايو عام 1915 في محافظة بني سويف مركز الواسطى قرية الحومة وسرعان ما انتقل مع عائلته لحي بولاق بالقاهرة، توفى والده في سن مبكر، فعاش صلاح يتيم تربيه والدته، بعد الانتهاء من الدراسة الابتدائية التحق أبو سيف بمدرسة التجارة المتوسطة، كذلك عمل أبو سيف في شركة النسيج بمدينة المحلة الكبرى وفي نفس الوقت اشتغل بالصحافة الفنية، ودرس فروع السينما المختلفة.
عمل صلاح في الغزل والنسيج بـالمحلة الكبرى لمدة ثلاث سنوات من 1933 إلى 1936، المكوث في المحلة كانت فترة تحصيل مهمة في حياة أبو سيف، حيث قام بإخراج بعض المسرحيات لفريق مكون من هواة العاملين بالشركة، وأُتيحت له فرصة الالتقاء بالمخرج نيازي مصطفى، الذي ذهب للمحلة ليُنتج فيلمًا تسجيليًا عن الشركة، حيث دهش من ثقافة أبو سيف ودرايته بأصول الفن السينمائي ووعده بأن يعمل على نقله إلى ستوديو مصر، وهو ما حدث، وبدأ العمل بقسم المونتاج في الاستوديو، ومن ثمَ أصبح رئيسًا للقسم لمدة عشر سنوات، وتتلمذ على يده الكثيرون في هذا الفن.
هذه الفترة قال عنها أبو سيف:" "كانت بداياتي مع السينما كتابًا صغيرًا وقع في يدي وعمري عشر سنوات، يتحدث عن مخرج السينما، وكانت السينما قبل هذا الكتاب عبارة عن ممثلين، هكذا كنت أتصور، وعندما قرأت الكتاب قررت أن أكون مخرجًا سينمائيًا".
عمل أبو سيف مساعدًا للمخرج نيازي مصطفى في فيلم "سلامة في خير" لنجيب الريحاني عام 1937، وفي بداية عام 1939 وقبل سفره إلى فرنسا لدراسة السينما، عمل أبو سيف كمساعد أول للمخرج كمال سليم، في فيلم "العزيمة"، بطولة حسين صدقي وفاطمة رشدي، والذي يتصدر قائمة أفضل 100 فيلم مصري في تاريخ السينما.
في أواخر نفس العام عاد صلاح من باريس بسبب الحرب العالمية الثانية، وأخرج فيلما قصيرا لإسماعيل يس في عام 1942 تحت اسم "نمرة 6 العمر واحد".
عام 1946، قام أبو سيف بتجربته الأولى في الإخراج السينمائي الروائي، وكان هذا الفيلم هو "دايمًا في قلبي" المقتبس عن الفيلم الأجنبي "جسر واترلو"، من بطولة عقيلة راتب ومحمود المليجي، تلاها بعد ذلك أفلام "المنتقم"، "مغامرات عنتر وعبلة"، "شارع البهلوان"، "زال الشر".
قدم أبو سيف للسينما العديد من الأعمال الهامة، بلغ عددها 41 فيلمًا، 11 من بينها تم اختياره من أفضل 100 فيلم، من بينها 3 أفلام بين العشرة الأوائل، وهي أفلام "شباب امرأة" 1965، وجاء في المركز السادس، وهو الفيلم الذي أعتذر عنه أبو سيف، حيث ذكر الدكتور مختار يونس أن المخرج الكبير صلاح أبو سيف عندما حضر عرض فيلم "شباب امرأة" في إحدى الجمعيات النسائية وبعد عرض الفيلم عاتب الحضور أبو سيف بسبب الفيلم، مؤكدين أن المرأة من حقها أن تحب وهو ما رد عليه أبو سيف بالاعتذار، حيث قال: أعتذر لنساء مصر ولو في استطاعتي تغير النهاية لكنت أعطيت المرأة الحق في أن تحب.
قدم أبو سيف أيضا فيلم "بداية ونهاية" 1960 الذي يقع في المركز السابع بقائمة أفضل فيلم، و"الفتوة" 1957 في المركز العاشر، وغالبية أعماله تعد من كلاسيكيات السينما المصرية، ومنها "فجر الإسلام، بداية ونهاية، ريا وسكينة، القاهرة 30، الزوجة الثانية، السقا مات، المجرم، المواطن مصري، بين السما والأرض، شيء من العذاب، لا وقت للحب، مجرم في إجازة، الأسطى حسن، لك يوم يا ظالم، المنتقم"، وكان آخر أعماله "السيد كاف" عام 1994.
أبو سيف اشترك في كتابة السيناريو لجميع أفلامه، حيث كان يعتبر كتابة السيناريو أهم مراحل إعداد الفيلم، فمن الممكن عمل فيلم جيد بسيناريو جيد وإخراج سيئ، ولكن العكس غير ممكن، لذا كان يشارك ليضمن أن يكون كل ما كتبه السيناريست متفقًا مع لغته السينمائية.
أخرج للسينما العراقية فيلم "القادسية" عام 1982، والذي اشترك فيه العديد من الفنانين العرب من مصر، والعراق والكويت وسوريا والمغرب وغيرها، عُيّن رئيسًا للشركة العامة للإنتاج السينمائي في الفترة من 1961 وحتى 1965، وتولى إدارة المؤسسة المصرية العامة للسينما في منتصف الستينيات، وعمل أستاذًا في المعهد العالي للسينما، وهو أول سينمائي مصري دعا لإنشاء نقابة للسينمائيين، وكان عضوًا بلجنة السينما بالمجلس الأعلى للفنون والآداب، ولجنة الفنون بالمجالس القومية المتخصصة، ومجلس إدارة صندوق دعم السينما، ومجلس إدارة غرفة صناعة السينما.
أبو سيف كان يسأل دائمًا عن أعلى أجر لمخرج في السينما ويطلب أكثر منه بعشرة جنيهات حتى يظل رقم واحد في الأجر، كما حصل على ميدالية الريادة من وزارة الإعلام، وعلى وسام الفنون 1963، وجائزة أحسن مخرج من الدولة عن أفلام" شباب امرأة"، "هذا هو الحب"، "بداية ونهاية"، "حمام الملاطيلي"، وجائزة أحسن مخرج من الجامعة العربية عن فيلم "القاهرة "30، "السقا مات"، "بين السماء والأرض"، والجائزة العالمية "عصا شارلي شابلن الذهبية" بسويسرا 1968، وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1990.
أبو سيف هو أول مخرج مصري يدخل تاريخ السينما العالمية بوجوده في قاموس السينمائيين العالميين، حيث عُرضت له أعمال في مهرجانات نانت، مونبلييه، طولون، باريس، قرطاج، بوادبست، فيينا، ميونخ، مانهايم، جنيف، زيورخ، لوزان، بال، كان، وغيرها، وقال عنه الناقد الفرنسي جورج سادول: "أبو سيف يعد واحدًا من أفضل عشرة مخرجين في العالم".
كان يعشق السينما بجنون ويقول عن نفسه:" لسينما هي زوجتي الثانية ولدى منها 50 ابنا"، أما زوجته الحقيقية السيدة رفيقة أبو جبل، التقى بها صدفة في ستوديو مصر وأنجب منها أربعة أبناء، وتُوفي المخرج الكبير، في 22 يونيو عام 1996، عن عمر ناهز 81 عامًا، بعد مسيرة حافلة حفر بها أبو سيف اسمه بين العظماء.
ويقول عنه ابنه المخرج محمد أبو سيف:" والدي كان لديه حس كوميدي من نوع خاص، فمثلا عندما كان يحضر توزيع الجوائز فى مهرجان القاهرة السينمائي فكان يقوم هو وفطين عبد الوهاب ونجيب محفوظ وكامل التلمساني بإعطاء جائزة أسوأ فيلم من وجهة نظرهم، ويقومون بتعليق اسم الفيلم الفائز بهذه الجائزة فى مدخل الفندق المتواجد به ضيوف المهرجان و"كانت بتبقى فضيحة لصناع الفيلم"، "فبرغم جدية صلاح أبو سيف في أعماله إلا أن روحة كانت مرحة محبة بشوشة".
وقال أبو سيف عن فيلمه الوسادة الخالية:" قدمت فيلم "الوسادة الخالية" وهو أول فيلم لاحسان عبد القدوس.. وفى هذا الوقت النقاد قالوا أنني خرجت عن الخط الواقعي الذي كنت ملتزما به قبل هذا الفيلم.. وهذا غير صحيح.. هل الحب في حياتنا شيء غير واقعي.. في حد ما حبش مثلا ".
ولد صلاح أبو سيف في 10 مايو عام 1915 في محافظة بني سويف مركز الواسطى قرية الحومة وسرعان ما انتقل مع عائلته لحي بولاق بالقاهرة، توفى والده في سن مبكر، فعاش صلاح يتيم تربيه والدته، بعد الانتهاء من الدراسة الابتدائية التحق أبو سيف بمدرسة التجارة المتوسطة، كذلك عمل أبو سيف في شركة النسيج بمدينة المحلة الكبرى وفي نفس الوقت اشتغل بالصحافة الفنية، ودرس فروع السينما المختلفة.
عمل صلاح في الغزل والنسيج بـالمحلة الكبرى لمدة ثلاث سنوات من 1933 إلى 1936، المكوث في المحلة كانت فترة تحصيل مهمة في حياة أبو سيف، حيث قام بإخراج بعض المسرحيات لفريق مكون من هواة العاملين بالشركة، وأُتيحت له فرصة الالتقاء بالمخرج نيازي مصطفى، الذي ذهب للمحلة ليُنتج فيلمًا تسجيليًا عن الشركة، حيث دهش من ثقافة أبو سيف ودرايته بأصول الفن السينمائي ووعده بأن يعمل على نقله إلى ستوديو مصر، وهو ما حدث، وبدأ العمل بقسم المونتاج في الاستوديو، ومن ثمَ أصبح رئيسًا للقسم لمدة عشر سنوات، وتتلمذ على يده الكثيرون في هذا الفن.
هذه الفترة قال عنها أبو سيف:" "كانت بداياتي مع السينما كتابًا صغيرًا وقع في يدي وعمري عشر سنوات، يتحدث عن مخرج السينما، وكانت السينما قبل هذا الكتاب عبارة عن ممثلين، هكذا كنت أتصور، وعندما قرأت الكتاب قررت أن أكون مخرجًا سينمائيًا".
عمل أبو سيف مساعدًا للمخرج نيازي مصطفى في فيلم "سلامة في خير" لنجيب الريحاني عام 1937، وفي بداية عام 1939 وقبل سفره إلى فرنسا لدراسة السينما، عمل أبو سيف كمساعد أول للمخرج كمال سليم، في فيلم "العزيمة"، بطولة حسين صدقي وفاطمة رشدي، والذي يتصدر قائمة أفضل 100 فيلم مصري في تاريخ السينما.
في أواخر نفس العام عاد صلاح من باريس بسبب الحرب العالمية الثانية، وأخرج فيلما قصيرا لإسماعيل يس في عام 1942 تحت اسم "نمرة 6 العمر واحد".
عام 1946، قام أبو سيف بتجربته الأولى في الإخراج السينمائي الروائي، وكان هذا الفيلم هو "دايمًا في قلبي" المقتبس عن الفيلم الأجنبي "جسر واترلو"، من بطولة عقيلة راتب ومحمود المليجي، تلاها بعد ذلك أفلام "المنتقم"، "مغامرات عنتر وعبلة"، "شارع البهلوان"، "زال الشر".
قدم أبو سيف للسينما العديد من الأعمال الهامة، بلغ عددها 41 فيلمًا، 11 من بينها تم اختياره من أفضل 100 فيلم، من بينها 3 أفلام بين العشرة الأوائل، وهي أفلام "شباب امرأة" 1965، وجاء في المركز السادس، وهو الفيلم الذي أعتذر عنه أبو سيف، حيث ذكر الدكتور مختار يونس أن المخرج الكبير صلاح أبو سيف عندما حضر عرض فيلم "شباب امرأة" في إحدى الجمعيات النسائية وبعد عرض الفيلم عاتب الحضور أبو سيف بسبب الفيلم، مؤكدين أن المرأة من حقها أن تحب وهو ما رد عليه أبو سيف بالاعتذار، حيث قال: أعتذر لنساء مصر ولو في استطاعتي تغير النهاية لكنت أعطيت المرأة الحق في أن تحب.
قدم أبو سيف أيضا فيلم "بداية ونهاية" 1960 الذي يقع في المركز السابع بقائمة أفضل فيلم، و"الفتوة" 1957 في المركز العاشر، وغالبية أعماله تعد من كلاسيكيات السينما المصرية، ومنها "فجر الإسلام، بداية ونهاية، ريا وسكينة، القاهرة 30، الزوجة الثانية، السقا مات، المجرم، المواطن مصري، بين السما والأرض، شيء من العذاب، لا وقت للحب، مجرم في إجازة، الأسطى حسن، لك يوم يا ظالم، المنتقم"، وكان آخر أعماله "السيد كاف" عام 1994.
أبو سيف اشترك في كتابة السيناريو لجميع أفلامه، حيث كان يعتبر كتابة السيناريو أهم مراحل إعداد الفيلم، فمن الممكن عمل فيلم جيد بسيناريو جيد وإخراج سيئ، ولكن العكس غير ممكن، لذا كان يشارك ليضمن أن يكون كل ما كتبه السيناريست متفقًا مع لغته السينمائية.
أخرج للسينما العراقية فيلم "القادسية" عام 1982، والذي اشترك فيه العديد من الفنانين العرب من مصر، والعراق والكويت وسوريا والمغرب وغيرها، عُيّن رئيسًا للشركة العامة للإنتاج السينمائي في الفترة من 1961 وحتى 1965، وتولى إدارة المؤسسة المصرية العامة للسينما في منتصف الستينيات، وعمل أستاذًا في المعهد العالي للسينما، وهو أول سينمائي مصري دعا لإنشاء نقابة للسينمائيين، وكان عضوًا بلجنة السينما بالمجلس الأعلى للفنون والآداب، ولجنة الفنون بالمجالس القومية المتخصصة، ومجلس إدارة صندوق دعم السينما، ومجلس إدارة غرفة صناعة السينما.
أبو سيف كان يسأل دائمًا عن أعلى أجر لمخرج في السينما ويطلب أكثر منه بعشرة جنيهات حتى يظل رقم واحد في الأجر، كما حصل على ميدالية الريادة من وزارة الإعلام، وعلى وسام الفنون 1963، وجائزة أحسن مخرج من الدولة عن أفلام" شباب امرأة"، "هذا هو الحب"، "بداية ونهاية"، "حمام الملاطيلي"، وجائزة أحسن مخرج من الجامعة العربية عن فيلم "القاهرة "30، "السقا مات"، "بين السماء والأرض"، والجائزة العالمية "عصا شارلي شابلن الذهبية" بسويسرا 1968، وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1990.
أبو سيف هو أول مخرج مصري يدخل تاريخ السينما العالمية بوجوده في قاموس السينمائيين العالميين، حيث عُرضت له أعمال في مهرجانات نانت، مونبلييه، طولون، باريس، قرطاج، بوادبست، فيينا، ميونخ، مانهايم، جنيف، زيورخ، لوزان، بال، كان، وغيرها، وقال عنه الناقد الفرنسي جورج سادول: "أبو سيف يعد واحدًا من أفضل عشرة مخرجين في العالم".
كان يعشق السينما بجنون ويقول عن نفسه:" لسينما هي زوجتي الثانية ولدى منها 50 ابنا"، أما زوجته الحقيقية السيدة رفيقة أبو جبل، التقى بها صدفة في ستوديو مصر وأنجب منها أربعة أبناء، وتُوفي المخرج الكبير، في 22 يونيو عام 1996، عن عمر ناهز 81 عامًا، بعد مسيرة حافلة حفر بها أبو سيف اسمه بين العظماء.
ويقول عنه ابنه المخرج محمد أبو سيف:" والدي كان لديه حس كوميدي من نوع خاص، فمثلا عندما كان يحضر توزيع الجوائز فى مهرجان القاهرة السينمائي فكان يقوم هو وفطين عبد الوهاب ونجيب محفوظ وكامل التلمساني بإعطاء جائزة أسوأ فيلم من وجهة نظرهم، ويقومون بتعليق اسم الفيلم الفائز بهذه الجائزة فى مدخل الفندق المتواجد به ضيوف المهرجان و"كانت بتبقى فضيحة لصناع الفيلم"، "فبرغم جدية صلاح أبو سيف في أعماله إلا أن روحة كانت مرحة محبة بشوشة".