علاقة الصين بانسحاب أمريكا من معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى
الثلاثاء 23/أكتوبر/2018 - 10:29 م
أحمد عبد الرحمن
طباعة
أعلنت الإدارة الأمريكية الانسحاب من المعاهدة التي أبقت الصواريخ النووية خارج أوروبا على مدى ثلاثة عقود، وهي " معاهدة 1987 للصورايخ متوسطة وقصيرة المدى.
التي حدثت بين ميخائيل سيرغيفيتش غورباتشوف، رئيس الدولة في الاتحاد السوفييتي السابق، رونالد ريغان رئيس الولايات المتحدة الأسبق، وساهمت في حظر إطلاق الصواريخ النووية من الأرض التي يتراوح مداها بين 500 و5،500 كيلومتر.
كما وضعت معاهدة 1987 للصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، في وضع حد للمواجهة الخطيرة بين صاروخ بيرشينج الأمريكي وصواريخ كروز والصواريخ السوفياتية SS-20 في أوروبا. وفقًا لما ذكرته صحيفة الجارديان.
أسباب انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال الأيام الماضية، أن الولايات المتحدة تنسحب من معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، الموقعة مع روسيا، وذلك لانتهاك الاتحاد الروسي لبنود المعاهدة، على حد قوله.
ولكن كان لصحيفة " الجارديان " البريطانية رأي آخر، وذكرت أن هدف واشنطن من الانسحاب من اتفاقية الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، هو الدخول في حقبة جديدة من المنافسة الاستراتيجية مع الصين في مياه المحيط الهادئ جنوب شرق آسيا.
وعلى خلفية الترسانة الصينية مصدر قلق لقيادة المحيط الهادئ الأمريكية، فقد قال قائدها السابق، آدم هاري هاريس، لمجلس الشيوخ في مارس: "ليس لدينا قدرة أرضية يمكن أن تهدد الصين، بسبب تمسك الولايات المتحدة الأمريكية بمعاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى INF. وفقًا لما ذكرته الصحيفة.
وتابع أن معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى لا تحظر الأنظمة البحرية والجوية، ولا تمنع كوريا الجنوبية واليابان من تطوير صواريخ طويلة المدى، إذا كانت الصين مشكلة حقيقية، لكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها انسحبوا من المعاهدة منذ فترة طويلة.
فيما قال كريستوفر جونسون، عميل وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" السابق، لمجلة "ذي إيكونوميست": "يمكن للأيام الأولى أن تحددا مصير أي حرب مستقبلية، وامتلاك قدرات عسكرية تمكن أمريكا من الوصول إلى قلب الأراضي الصينية يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للجيش الأمريكي في أي مواجهة مع الجيش الصيني".
وأضاف: "إذا لم تملك أمريكا القدرة على ضرب قواعد الصواريخ المضادة للسفن، الموجودة داخل الأراضي الصينية، ستقتصر قدراتها العسكرية في المنطقة على قواعدها الموجودة في اليابان، وسيكون إرسال سفنها الحربية إلى المياه القريبة من سواحل الصين مخاطرة غير مقبولة".
تعليق بولتون على الانسحاب من معاهدة الصواريخ القصيرة والمتوسطة
اعتبر مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جون بولتون، أن القول إن الانسحاب المحتمل للولايات المتحدة من معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى يمكن أن يؤدي إلى سباق تسلح جديد أو جعل العالم أكثر خطورة، هو مبالغة.
وقال بولتون، في حوار مع "بي بي سي"، ردا على سؤال إن كانت الإجراءات الأمريكية ستؤدي إلى سباق تسلح جديد: "لقد كنت هنا في موسكو منذ 17 عاما أثناء خروج الولايات المتحدة من اتفاق الدرع الصاروخي، ولقد سمعنا الكثير من هذه التصريحات".
وأضاف مجيبا عن سؤال إن كان يتفق مع موقف روسيا بأن انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة سيجعل العالم أكثر خطورة: "لا، إنها تعكس حقيقة متغيرة، نحتاج البناء على الحقائق التي نعرفها".
تايخ معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى
وفي مايو 1991، تم تنفيذ المعاهدة بشكل كامل، حيث دمر الاتحاد السوفياتي 1792 صاروخا باليستيا ومجنحا تطلق من الأرض، في حين دمرت الولايات المتحدة الأميركية 859 صاروخا.
وتجدر الإشارة إلى أن المعاهدة غير محددة المدة، ومع ذلك يحق لكل طرف المعاهدة فسخها بعد تقديم أدلة مقنعة تثبت ضرورة الخروج منها.
ومن حين إلى آخر تتبادل روسيا والولايات المتحدة الأميركية الاتهامات بانتهاك المعاهدة المذكورة، حيث تتحدث الولايات المتحدة عن تطوير في روسيا فئة جديدة من الأسلحة وتخصص الأموال لتطوير الأسلحة المضادة، أما روسيا فتعترض على تطوير أميركا طائرات بدون طيار الهجومية ونقل منصات إطلاق المسموح بها من نوع "إم كي- 41" من السفن إلى البر، كما حدث في رومانيا وبولندا