تعتبر المملكة العربية السعودية تغيّر مواقف الولايات المتحدة الأمريكية حيال قضايا الشرق الأوسط، نقطة حساسة تسببت منذ فترة طويلة بتصعيد التوتر في العلاقات مع إدارة الرئيس باراك أوباما، والتي تتصدر اليوم عناوين الصحف، بعد انتشار تقارير تفيد بمحاولة تمرير مشروع قانون بالكونغرس الأمريكي يسمح لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر بمقاضاة الحكومات الأجنبية، والذي يأتي بالتزامن مع انعقاد القمة الأمريكية الخليجية في الرياض، الخميس.
إذ حتى قبل أن يصبح رئيسا، لطالما أشار أوباما إلى السعوديين بأنهم حلفاء في إحدى أحداث حشد الدعم لحملته الانتخابية عام 2002، وبعد توليه منصبه، شهدت الرياض قراره بدعم الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق وحليف الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، حسني مبارك، في عام 2011، واعتبرت السعودية ذلك خيانة للنظام القائم.
وازداد سخط المملكة عندما أعلنت الولايات المتحدة أنها عقدت اجتماعات سرية مع عدوتها الإقليمية اللدود إيران، لإجراء المحادثات التي أدت إلى الاتفاق النووي في عام 2015، والذي يقتضي برفع العقوبات الاقتصادية العالمية عن طهران في حال امتثالها لبنود الاتفاق.
وازدادت مخاوف السعودية حول أن التفاف أوباما إلى آسيا يعني ابتعاده عن الشرق الأوسط في عام 2012، عندما أعلن أوباما أن اتخاذ أي إجراء عسكري ضد النظام السوري برئاسة بشار الأسد، الحكومة المدعومة من إيران والتي تعارضها الرياض، هو خط أحمر، ثم غير رأيه عندما تخطت دمشق الحدود.
كما قال أوباما في مجلة ذا أتلانتك هذا العام إنه منزعج من الركاب المجانيون ، في سياق التعبير عن اعتماد بعض الدول على واشنطن لتحقيق مصالحها الخاصة، والتي وصفها بأنها أطراف تدفع أمريكا لاتخاذ إجراءات ثم تبدي عدم الرغبة في المشاركة الفعلية فيها، ما أثار ردا علنيا نادرا من الطرف السعودي.
ورغم عدم إشارة أوباما إلى دولة محددة، رد عليه الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية وسفير المملكة في واشنطن سابقا، في رسالة مفتوحة نُشرت بصحيفة عرب نيوز السعودية المحلية التي تصدر باللغة الإنجليزية، متسائلا عما إذا انحاز أوباما إلى إيران لدرجة تجعله يساوي بين صداقة بلاده الدائمة مع المملكة لثمانين عاما والقيادة الإيرانية التي لا تزال تصف أمريكا بأنها العدو الأكبر، ولا تزال تسلح وتمول الميليشيات الطائفية في العالمين العربي والإسلامي.