مشكلة القمامة في مصر.. ثروة قومية غير مستغلة
الأحد 11/نوفمبر/2018 - 01:00 م
شيماء اليوسف
طباعة
تعتبر مشكلة القمامة في مصر من أكبر الأزمات التي تواجه المجتمع المصري، رغم أنها ثروة قومية بإمكانها أن تكون عين رخاء على المجتمع إن أحسن استغلالها، وتعد منطقة منشية ناصر أحد أكبر الأحياء العشوائية في القاهرة، حيث يعيش أكثر من نصف مليون مواطن شرق المدينة، يجمع الحي يوميا أكثر من 6000 طن بما يمثل نصف حجم القمامة التي يخلفها المواطنون الذين يعيشون في القاهرة.
متى تنتهي مشكلة القمامة في مصر؟
مشكلة القمامة في مصر
يقوم بفرز القمامة في مصر مجموعة من الأشخاص
الذين ورثوا هذه المهنة عن أبويهم، يقسمون عملهم بين أشخاص مهمتها جمع القمامة من
الشوارع والبض الأخر يقوم بفرزها على أن تتم عملية الفرز في تجميع كل نوع من
القمامة في أقوام منفردة، ويلتزم العاملين على جمع القمامة على تنفيذ جدول أعمال
يومي، ويتم فرز القمامة في الطابق الأرضي.
مشكلة القمامة في مصر
تفاقمت مشكلة القمامة في مصر بعد أن اعتادت الأسر أن تلقي القمامة داخل أكياس بلاستيكية، حيث تقوم عملية فرز القمامة إلى بلاستيك وزجاج وورق ومعادن إلى جانب المخلفات العضوية وأحيانا مواد طبية خطيرة، يضطر بعض الأسر المصرية الفقيرة في العمل في مجال جمع القمامة وفرزها بسبب ضيق الحالة الاقتصادية إضافة إلى غلاء المعيشة وعدم وجود مصدر دخل يساهم في قضاء حاجات الأسر.
مشكلة القمامة في مصر
يقوم القائمين على جمع القمامة في مصر ببيع القمامة بعد الانتهاء من عملية الفرز وتتم معالجتها لاحقا في العديد من الورش والمصانع الصغيرة المنتشرة في كل مكان داخل الأحياء، حيث يتم تقطيع وفصل الأجزاء البلاستيكية وتصنيفها حسب لونها وتناسقها وبعد ذلك يتم غسلها، ليحصل العامل في هذه الورش على أجرة يوميه ما تبقيه تحت خط الفقر بكثير، لكن الدخل المنتظم يجعل العاملون في الورش حالهم أفضل.
مشكلة القمامة في مصر
يعتبر العاملون في مهنة جمع القمامة في مصر أن أحد أبرز مميزات جمع القمامة أنهم تعرفوا على المهنة وشعروا بالارتياح من خلال العمل بها، ونظرا لغياب الوقاية الصحية التي تنتشر بين سكان الأحياء العاملة في هذه المهنة تنتشر العديد من الأمراض المعدية ونذكر على سبيل المثال التهاب الكبد الوبائي من نوع سي، ولا يتجاوز متوسط طول العمر في تلك الأحياء الأربعين عاما.
مشكلة القمامة في مصر
بعد غسل الأجزاء البلاستيكية وتجفيفها وتمزيقها ضمن عمليات جمع القمامة في مصر، وتنتج ورش تمزيق وتقطيع البلاستيك قرابة أربعة أطنان كاملة على مدار اليوم، يتم بيع البلاستيك على شكل حبيبات للمنشات الصناعية ويبقى جزءا منه داخل الأحياء يستهدف تحويله إلى أشياء جديدة، وتصل نسب معالجة القمامة داخل حي منشية ناصر إلى 80% وهي نسبة تتجاوز مثيلتها في سويسرا التي تتصدر أوروبا بنسبة معالجة قدرها 50% فقط.
مشكلة القمامة في مصر
منذ بداية العام الماضي ووزارة البيئة تتدرس خطط وآليات التخلص من القمامة في مصر، غير أن الواقع يعكس تفاقم الأزمة التي تعاني منها العديد من الشوارع والميادين الكثيرة في مصر ومدن أخرى بسبب ضعف المخصصات المالية، في ضوء اللجوء إلى الشركات الخاصة والبالغ عددها 54 شركة يتصدر أربعة منهم كبرى شركات القطاع الخاص، ضرورة لمواجهة نحو 70 مليون طن من القمامة.
مشكلة القمامة في مصر
تقدر خسائر استغلال مشكلة القمامة في مصر بنحو 25 مليار جنيه وهي كلفة التدهور البيئي السنوي في مصر فيما تنفق الحكومة أكثر من مليارين جنيه للتخلص من القمامة ، ويرى البعض أن حل مشكلة القمامة في مصر هي اللجوء إلى متخصصين يقدرون قيمة هذه الثروة القومية ولا يعتبرونها مجرد أقوام من المخلفات بل تستخدم في صناعة الأسمدة والورق وكثير من الصناعات الأخرى على غرار تجربة الصين مع القمامة.
مشكلة القمامة في مصر
بعد ستة عشر عاما من التعاقد مع الشركات الإيطالية والأسبانية للتخلص من مشكلة القمامة في مصر يبدو الوقائع على النقيض تماما وذلك مع انتشار أقوام النفايات في طرق وشوارع رئيسية، ويعتبر البعض أن عدم النجاح في استغلال القمامة في مصر يعود إلى عدم وجود جهة موحدة في مصر تتلوى جمع المخلفات والقمامة حيث كل محافظة تعمل على حدا وبطريقة تختلف عن غيرها وهو ما يحول بين عملية التدوير للاستفادة من مكونات القمامة.
مشكلة القمامة في مصر
وتعد مشكلة القمامة في مصر ليست وليدة اللحظة بل هي مشكلة قديمة وعملية الفشل في استغلالها تعدو أيضا إلى العديد من الأسباب التي تتلخص في عدم وجود خطة موحدة للاستفادة منها تكون وموجهة وتحت رعاية الحكومة بهدف ضبط الأداء في عملية جمع القمامة، وقد أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكما نهائيا بعدم دستورية قرار المحافظين بفرض رسوم النظافة التي يتم تحصيلها مع فاتورة الكهرباء.