حين قرر الفاطميون منع احتفالات المولد النبوي في مصر
الأربعاء 14/نوفمبر/2018 - 10:00 ص
وسيم عفيفي
طباعة
اشتهرت احتفالات المولد النبوي في مصر على يد الفاطميين، لكن لم يهتموا بهذه المناسبة مثل بقية مناسباتهم الدينية وذلك لأسباب عقائدية يوضحها كتاب الحياة الاجتماعية في العصر الفاطمي والذي يقول "اقتصر احتفال المولد النبوي في الدولة العبيدية الفاطمية بعمل الحلوى وتوزيعها وتوزيع الصدقات.
أما الاحتفال الرسمي فكان يتمثل في موكب قاضي القضاة حيث تُحْمَل صواني الحلوى ويتجه الجميع إلى الجامع الأزهر ، ثم إلى قصر الخليفة حيث تلقى الخطب ثم يُدْعَى إلى الخليفة ويرجع الجميع إلى دورهم ، أما الاحتفالات التي كانت تلقى مظاهر الاهتمام فكانت للأعياد الشيعية".
هل هناك فاطمي منع احتفالات المولد النبوي ؟
بدر الدين الجمالي
في الصفحة 432 من الجزء الأول بكتاب الخطط المقريزية تجد أن هناك فاطميون منعوا احتفالات المولد النبوي، حيث كان كان الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي قد أبطل أمر الموالد الأربعة : النبوي ، والعلوي ، والفاطمي ، والإمام الحاضر وما يهتم به وقدم العهد به حتى نسي ذكرها فأخذ الأستاذون يجددون ذكرها للخليفة الآمر بأحكام الله ويرددون الحديث معه فيها ويحسنون له معارضة الوزير بسببها وإعادتها وإقامة الجواري والرسوم فيها فأجاب إلى ذلك وعمل ما ذكر.
الخطط المقريزية
وبحسب ما يذكره المقريزي فإن الأفضل نجل بدر الدين الجمالي ولد في عكا، واشتهر بمواجهته للسلاجقة الذين أخذوا فلسطين من أيدي الفاطمييين عام 1097، ونجح الأفضل في استعادة بلدة صور من السلاجقة، وفي عام 1098، استعاد القدس التي كان قد فقدها والده أمام قوات تتش بن ألب أرسلان عام 1078، وطرد منها الأرتقيون بعد أن حاصرها، الذين سمح لهم بالوصول إلى دمشق بسلام.
أضعف حصار الأفضل للقدس من تحصينات المدينة، وهو ما استفاد منه الصليبيون بعد ذلك، وبذلك استعاد الأفضل سيطرة الفاطميين على معظم فلسطين.
فاتح الفاطميون الصليبيين في التحالف ضد السلاجقة، رفض الصليبيون، بل واصل الصليبيون الزحف جنوبًا من أنطاكية لحصار القدس وانتزعوها من أيدي الفاطميين في عام 1099.
في 12 أغسطس، فاجأ الصليبيون تحت قيادة جودفري قوات الأفضل في عسقلان التي حاول الأفضل الاستفادة منها كقاعدة انطلاق لشن هجمات في وقت لاحق على الممالك الصليبية، وهزمتها في معركة عسقلان، فعاد الأفضل بعد هزيمته إلى القاهرة.
هاجم الأفضل مملكة بيت المقدس كل عام، وفي عام 1105 في تحالف مع حاكم دمشق ضدهم، إلا أنهم هزموا في معركة الرملة كانت الأفضلية دائمًا لجيش الأفضل طالما لم يتدخل الأسطول الأوروبي، لكنه فقدها تدريجيًا مع سقوط المعاقل الساحلية في عام 1109، سقطت طرابلس، وعلى الرغم من إرسال الأفضل الإمدادات عبر البحر، وأصبحت المدينة مركزًا لإمارة طرابلس الصليبية وفي عام 1110، سلم حاكم عسقلان الفاطمي شمس الدين خليفة، المدينة إلى صليبيّ مملكة بيت المقدس مقابل مبلغ كبير، فقتله جنوده البربر وأرسلوا رأسه إلى الأفضل. احتل الصليبيون بعد ذلك صور وعكا، وبقيت في أيديهم حتى استعادها صلاح الدين الأيوبي بعد عقود.
وانتهت مسيرة الأفضل بأن قُتِل يوم عيد الأضحى في عام 1121؛ وقد أشيع أن الحشاشون هم من قتلوه، ولكن لم يكن ذلك صحيحًا، فقد قتله الخليفة الآمر بأحكام الله، الذي خلف المستعلي بالله عام 1101، بسبب استيائه من سيطرة الأفضل على الحكم.