أكل العيش في السينما المصرية .. بين الواقع المر والأحلام الوردية

السبت 17/نوفمبر/2018 - 02:00 م

شيماء اليوسف

شهدت الأفلام السينمائية المصرية محاكاة للواقع الذي يعيشه الشارع المصري وكان أكل العيش في السينما المصرية درب إخراجي واقعي قد بني على الطراز الواقعي المحاكي للبيئة الحاضنة تماما لقد جسد فيلم "العيش والملح" هذه الرؤية عندما خرج أهالي حارة تحمل نفس الاسم يغنون "اللي يخون العيش والملح يا ويله من ربه" عندما كانوا عاكفون على إنقاذ ابن حارتهم صابر الحناوي في صراع بين الحاجة والمال.

أكل العيش في السينما المصرية على أضواء العيش والملح

فيلم العيش والملح

كان ذلك الفيلم الذي لوح الأضواء حول أكل العيش في السينما المصرية، يعد بمثابة أول ظهور لنعيمة عاكف وسعد عبدالوهاب وقد قدمه المخرج حسن فوزي عام١٩٤٩م، وقد كشف الفيلم عن دلالات واقعية نابعة حتما من قلب الشارع المصري حيث مكانة "الخبز" في حياة البشر، ويطلق المصريون على الخبز دون بقية بلاد الله لقب "العيش" فالمصريون يقتنعون ان الخبز نعمة لها قداسة حتى ولو كانت لقمة في الطريق.

هل بالفعل نقلت السينما الواقع الحقيقي للمجتمع المصري؟

أكل العيش في السينما المصرية

نقلت السينما الواقع المماثل للفكر المصري الاجتماعي الذي يؤكد أن الخبز كثرته دليل على الكرم والذوق فالمصريين يحترمون الخبز بطريقة مبالغ فيها ويقومون بوضعه على مائدة الطعام كأول شيء، كما أن المصريين لا يحبذون أكل وجه رغيف العيش دون قعره أو مسح الأصابع به أو قطعه بالسكين لكن بعد غلاء العيش اضطررنا أن نقطعه بالسكين إلى أربعة أجزاء.

مكانة رغيف العيش بين المصريين

أكل العيش في السينما المصرية

مثل أكل العيش في السينما المصرية واقع مثالي لما يؤمن به المصريون على حد السواء حيث أن وجدت كسرة خبز في الطريق لا نطأها بالإقدام بل نضعها بجوار الحائط بعد تقبيلها ثلاثة ورفعها إلى الجبهة، هذه الحرمة أعطت للرغيف قداسة القسم وإن كان مخبوزا من قمح أو شعير أو ذرة فيكفي أن يمسك أحد بالرغيف ويقسم قائلا:" والنعمة دي" كي يصدقه الناس وإنه لقسم عظيم لو كنتم تعلمون.

هل جعل المصريون من رغيف العيش قيمة مقدسة؟

أكل العيش في السينما المصرية

بين أكل العيش في السينما المصرية قيمة اللقمة وكونها رزق سماوي بجانب كونها قسم ففي عام١٩٦٠، اضطر عادل خيري القائم بدور فتحي في فيلم لقمة العيش إلى ارتداء ملابس النساء كي يؤدي دور زوجة صلاح ذوالفقار الذي لعب دور محسن، من شدة ضيق الرزق بالصديقين للعمل في مزرعة أبو سامية وهو حسن فايق، الذي كان يشترط أن يكون الموظف متزوجا.

أكل العيش في السينما المصرية

كان هذا الموقف أحد أشكال أكل العيش في السينما المصرية، حيث واجه الصديقان متاعب ومواقف صعبة كالتي مرت بمرض فتحي وقد أصيب بالقي حتى أن العاملون في المزرعة اعتقدوا أنه حامل، ولكنه تحامل من أجل لقمة العيش.

كيف عرضت السينما المصرية أحوال البيوت داخل المجتمع المصري؟

أكل العيش في السينما المصرية

أوضح أكل العيش في السينما المصرية، إن المصريون يعتمدون على العيش لو كان حاف أي بلا غموس في الوجبات اليومية فلا يخلو بيت من الدقيق ونصيحة الجدات ألا ينضب الدقيق من البيت فالبيت الذي به دقيق لا يجوع صاحبه وعلى رأي المثل المصري " العيش الحاف بيربي الكتاف"

وإن صح العيش يبقى الباقي تحت مبدأ " الشبرقة" أي النزاهة والترف، بعكس ما كانت حال الخبز على موائد أوروبا في القرون الوسطى حيث كان الخبز جزءا من أطباق المنضدة يقطع ويوضع على المائدة كقطع ماصة لا يتناثر من الأطباق وعند الانتهاء من تناول الطعام يمكن إعطاء قطع الخبز للفقراء.