عظات طقس صوم الميلاد.. بين الجلوس مع الله وانتظار المسيح
الجمعة 23/نوفمبر/2018 - 06:29 م
شيماء اليوسف
طباعة
يعد طقس صوم الميلاد أحد طقوس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويعتبر تجسيدا إليها واستقبالا ظاهريا لله في جسد العباد، يبدأ الطقس مع بداية الصوم الذي تنتشر فيه الألحان السنوية حيث يضاف له جملة ختام الصلوات الجماعية الخاصة بصوم الميلاد، ويوصف هذا الطقس بالطقس "الكيهكي" ويبدأ من شهر كيهك القبطي الذي يوافق شهر نوفمبر من ميلاد السيد المسيح وحتى برامون عيد الميلاد المجيد.
صلوات وتراتيل طقس صوم الميلاد
طقس صوم الميلاد
تصل مدة طقس صوم الميلاد نحو ثلاثة وأربعين يوما، تنتهي في التاسع والعشرين من كهيك، الذي يوافق السابع من يناير من كل عام، تصوم الكنيسة في هذا الطقس أربعين يوما، بهدف استقبال ميلاد يسوع المسيح، ويأتي هذا الطقس على غرار سنة النبي موسى عليه السلام، عندما صام 40 يوم قبل أن يتسلم كلمة الله، وكان النبي موسى، قد مكث يكلم ربه لأربعين يوما متتالية على جيل الطور.
طقس صوم الميلاد
يقع الثامن والعشرين من كهيك في السنوات الكبيسة، وهو ليلة اليوم الأول من طقس صوم الميلاد، وكان الكهنة قد صاموا ثلاثة أيام تذكارا لمعجزة نقل جبل المقطم في وقت القديس سمعان الخزران، كما يتميز الطقس بالإيقاع المبهج لاستقبال طفل المذود ممزوجًا بالخشوع لإعداد النفس بالتوبة لتستطيع أن تشترك مع الملائكة في عرس السماء والأرض بطفل المذود.
طقس صوم الميلاد
يمتاز طقس صوم الميلاد بالعديد من العظات، ويعتمد كليا على التدريب الروحي لهذا الطقس حيث انتظار قدوم المسيح لاسيما أن الطقس يختم بعيد المسيح أي عيد ميلاده وتنتظر الكنيسة قدوم السيد المسيح حيث تقوم على فكرة أن بقاء السيد المسيح حيا يرزق في سماء الرب إذن فهناك شغف لقدومه المنتظر والصيام في هذه الحالة وتيرة صبر.
طقس صوم الميلاد
تنتظر الكنيسة الأرثوذكسية قدوم السيد المسيح بالصلوات في حالة من الفرح، والصوم في هذه الحالة يعد اشتياقا للنبي ونذكر آية من الإنجيل المبارك "حين يرفع العريس فنحن نصوم لاستقباله" لقد فرح بميلاد المسيح فئتين مكونتين من الرعاة والمجوس، ومن ضمن التدريبات الروحية لاستقبال طقس صوم الميلاد تزويد نصف ساعة عن الوقت المحدد للنوم أو العكس.
طقس صوم الميلاد
يبدأ استقبال طقس صوم الميلاد بالألحان الكهيكية حيث تقال الذكصولوجيات الكيهكي في باكر وعشية، وقطع الرومي والمعقب في عشية يوم الأحد، والإبصاليات الواطس (على طريقة العليقة) أو الإبصاليات الآدام (على طريقة مديحة آجيوس أوثيئوس)، ويقال مرد المزمور ومرد إنجيل "تينتي نيم بي شيري تي إسموس" للأحد الأول والثاني، و"تين إتشيسي إممو" للأحد الثالث والرابع، كذلك يقال في التوزيع الليلويا الكيهكي ومدائح على طريقة مردات الأناجيل.
طقس صوم الميلاد
يستهدف من خلال طقس صوم الميلاد تدريب الروح على السهر من أجل الله والعبادة وتدريب النفس على انتظار قدوم المسيح الحي غير أنه إذا لم يكن في شهر كيهك أربعة آحاد سابقة للبرامون " طقس خاص بعيد الميلاد والغطاس"، يحسب آخر أحد من هاتور على أنه الأحد الأول من كيهك والأحد الأول من كيهك يكون هو الأحد الثاني وهكذا حتى تتم الأربعة آحاد الخاصة بشهر كيهك.
طقس صوم الميلاد
يعتبر عيد الغطاس أحد المناسبات السابقة لمولد المسيح، والذي يتناول الحديث عن الأحداث السابقة لميلاد يسوع وهي على التوالي: البشارة بمولد يوحنا المعمدان، والبشارة بميلاد رب المجد، وزيارة العذراء مريم لأليصابات، وميلاد يوحنا المعمدان، ومن أهم طرق التدريب على طقس صوم الميلاد قراءة الإنجيل وصوم أيام أخرى غير صوم الميلاد، إلى جانب الإكثار من الصلوات.
طقس صوم الميلاد
من ضمن الطرق التي تعتبر أحد أشكال التدريب على طقس صوم الميلاد، الجلوس على انفراد مع الله ومناجاته ليلا بلا تحديد وقت حيث أن هذا التدريب يشفي القلب من الأمراض ويمنع القلق والأرق ومن أسمى وأعلى الأشياء أن يستيقظ الإنسان من عمق نعاسه من أجل الجلوس مع الله وهو مبدأ روحي له مكانته الخاصة عند الله .