صور| "تماثيل إسكندرية".. لعبة الصغار وتاريخ الأجداد
الأحد 25/نوفمبر/2018 - 09:00 م
مريم حسن
طباعة
عندما كنا صغار كنا نلعب دوما "تماثيل إسكندرية"؛ لكن هل تساءلنا يوما لماذا سميت هذه اللعبة بتماثيل الإسكندرية وليس القاهرة أو تماثيل مصر مثلا، وهل الأطفال فى البلاد الأخرى يلعبون أيضا تماثيل إسكندرية؟.
والآن عندما كبرنا أدركنا لماذا سميت بتماثيل إسكندرية خصيصا؛ أوأن لكل تمثال فى ميدان من ميادين الإسكندرية قصة يجب أن تروى.. وأن وراء كل تمثال صراع وخلافات.. أدركنا كيف استطاع كل تمثال منهم أن يصمد ويظل شامخا رغم مرور الزمن؛ لذا يجب علينا أن نعرف قصص "تماثيل إسكندرية".
تمثال سعد زغلول :
يعد تمثال سعد زغلول أول التماثيل التي نحتها فنان مصري، حيث نفذه رائد النحت المصري الحديث الفنان محمود مختار، ليخلد ذكراه كأحد الزعماء المصريين؛ حيث شغل منصب رئاسة الوزراء ومنصب رئيس مجلس الامة وانتخب سعد رئيسًا لمجلس النواب حتي وفاته عام 1927.
بدأت قصة تنفيذ التمثال بعد مرور نحو 10 سنوات من وفاة سعد زغلول وتحديدا في عام 1937 عن طريق الاكتتاب الشعبي، وقام المثال محمود مختار بصناعة نموذجين وضع الأول منها في القاهرة ، فيما تقرر وضع النموذج الثاني في موقعه الحالي المواجه لكورنيش الإسكندرية بمحطة الرمل.
ويرجع اختيار موضع التمثال في الإسكندرية إلى العلاقة الوطيدة بين أهالي المدينة و الزعيم سعد زغلول حيث كانت المدينة أول الوجهات التي تستقبله عنده عودته من المنفى في المرة الأولى والثانية وتقيم له احتفالات ضخمة في نفس موضع التمثال الحالي.
"مات سعد وقال مافيش فايدة و أدار لنا ظهره " -الجملة التى نرددها كثيرا- لكن فى حقيقة الأمر سعد زغلول لم يدر لنا ظهره، لكن المثال محمود مختار أراد أن يضع التمثال موجها للبحر ليدل على الأمل، كما نحت على جانبين التمثال البحري والقبلي سيدتين؛ السيدة الأولى في مواجهة البحر وترمز للدلتا والوجه البحري وتأيدهم لسعد زغلول، والوجه القلبي سيدة من الصعيد تحمل مفتاح الحياة رمز الخلود. "
تمثال محمد على:
يعتبر تمثال محمد علي باشا الموجود في وسط مدينة الإسكندرية أحد أهم التماثيل في مصر والعالم العربي، كونه أول نموذج مجسم لتخليد شخص يتم وضعه في ميدان عام ببلد مسلم في العصر الحديث.
بدأت قصة التمثال عام 1865 عندما فكر الخديوي إسماعيل في إقامة تمثال يخلد ذكرى جده محمد علي باشا، وكان من المقرر إقامته في مدينة الإسماعيلية، ثم قرر إقامته بميدان محمد علي بمنطقة المنشية بالإسكندرية.
وقع الاختيار على النحات الفرنسى "الفريد جاكمار" لتصميم التمثال الذي يصور محمد علي ممتطيا على متن جواده، وبلغت تكلفة التمثال 2 مليون فرانك، وكانت قيمة باهظة جدًا بالنسبة لتلك الفترة.
انتهي "جاكمار" من تنفيذ التمثال في ١٨٧٢، وتم عرضه لمدة شهر في شارع الشانزليزيه بفرنسا، وصمم المعماري "أمبرواز بودري" قاعدة التمثال من الرخام، وفي ١٩ ديسمبر ١٨٧٢ كان الاحتفال الرسمي بإقامته وسط الميدان بعد وضع التمثال على قاعدته .
تمثال نوبار باشا:
لم يكن مدخل دار أوبرا الإسكندرية هو الموضع الرئيسي لتمثال نوبار باشا، حيث تم وضعه في مطلع القرن العشرين داخل حدائق الشلالات المطلة على الحي اللاتيني بالإسكندرية عند بداية تنسيقها، وظل مواجهًا لمقر مجلس الدولة القديم حتى منتصف الستينات ليصدر بعد ذلك قرار بإزالته من موضع ونقله إلى أحد المخازن.
ظل تمثال نوبار باشا حبيس المخازن لمدة بلغت نحو 40 عاما، حتى تقرر إعادة تطوير وافتتاح دار أوبرا الإسكندرية مع بداية الألفية الثالثة ووضع التمثال عند مدخل الأوبرا، وهو ما آثار دهشة الوسط الثقافي والفني لعدم وجود علاقة بين تاريخ صاحب التمثال ودار الأوبرا أو الفنون بشكل عام.
