صباح ليست وحدها .. رموز فنية شيعهم محبيهم على الأغاني
الإثنين 26/نوفمبر/2018 - 03:00 ص
وسيم عفيفي
طباعة
كان وفاة صباح حدثا هز أرجاء لبنان لكن أثار استغراب الجميع بسبب إقامة جنازتها على الأغاني غير أن صباح ليست وحدها في تلك الناحية ولا يعتبر الدين طرفا بل هذا شمل المسلمين أيضا.
صباح ليست وحدها.. وصية حولت الجنازة إلى أغاني جوازة
تنفيذ هذه الوصية جعلت جنازة صباح صاخبة حيث شيعت على أنغام الدبكة والزغاريد من فندق البرازيليا ومن كنيسة مارجرجس وكان بانتظار الجثمان فرقة موسيقى الجيش المؤلفة من ستين عازفًا، والتى عزفت ثلاث أغنيات للصبوحة هى: "تسلم يا عسكر لبنان" و"تعلى وتتعمر يا دار"، و"عامر فرحكم عامر".
ثم وصل جثمان الراحلة إلى كنيسة القديسة تريزة بمنطقة الفياضية بلبنان، حيث أوصت قبل رحيلها بأن يزور جثمانها الكنيسة ليصلى عليها هناك، فيما استقبلها أهالى منطقة حومال ووادى شحرور فى الشوارع بالزغاريد والألعاب النارية والقرع على الطبول، ليحملها مشيعوها على الأكتاف إلى مسقط رأسها بدادون، حيث دفنت بمقابر الأسرة هناك وأعلنت قناة mtv أن أسرتها تتقبل العزاء بصالون كنيسة السيدة بدادون.
ريم بنا تنضم إلى القائمة
عبدالحليم حافظ .. أغاني فوق قبره
صباح ليست وحدها.. وصية حولت الجنازة إلى أغاني جوازة
دُفِنَت صباح في مقابر عائلتها في منطقة "بدادون"، وكانت وصية الراحلة الشحرورة صباح لجمهورها بأن لا يحزن وأن يتم تشييعها على أنغام موسيقى الدبكة اللبنانية.
تنفيذ هذه الوصية جعلت جنازة صباح صاخبة حيث شيعت على أنغام الدبكة والزغاريد من فندق البرازيليا ومن كنيسة مارجرجس وكان بانتظار الجثمان فرقة موسيقى الجيش المؤلفة من ستين عازفًا، والتى عزفت ثلاث أغنيات للصبوحة هى: "تسلم يا عسكر لبنان" و"تعلى وتتعمر يا دار"، و"عامر فرحكم عامر".
ثم وصل جثمان الراحلة إلى كنيسة القديسة تريزة بمنطقة الفياضية بلبنان، حيث أوصت قبل رحيلها بأن يزور جثمانها الكنيسة ليصلى عليها هناك، فيما استقبلها أهالى منطقة حومال ووادى شحرور فى الشوارع بالزغاريد والألعاب النارية والقرع على الطبول، ليحملها مشيعوها على الأكتاف إلى مسقط رأسها بدادون، حيث دفنت بمقابر الأسرة هناك وأعلنت قناة mtv أن أسرتها تتقبل العزاء بصالون كنيسة السيدة بدادون.
ريم بنا تنضم إلى القائمة
كانت ريم بنا مغنية وملحنة فلسطينية، واكتسبت شهرة واسعة لكن الحزن الذي خيم على ذويها جراء وفاتها يوم 24 مارس 2018 بعد صراع طويل مع مرض السرطان جعلهم يقررون تشييع جنازتها بمدينة الناصرة.
أقيمت المراسيم الجنائزية ظهرا في ساحة العين بكنيسة الروم الأرثوذكس، حيث ألقت الجماهير الغفيرة التي توافدت للناصرة نظرة الوداع الأخيرة، وزين جثمان الفنانة الراحلة بالعلم الفلسطيني، وعلى أنغام النشيد الفلسطيني "موطني" رفع جثمانها على الأكتاف، وطافت الحشود شوارع وطرقات المدينة وحطت في مقبرة اللاتين، حيث وري جثمانها الثرى.
وحضر الجنازة جماهير غفير إلى جانب عائلة وأصدقاء الفنانة وعدد من المقربين والفنانين والسياسيين في المجتمع العربي.
أقيمت المراسيم الجنائزية ظهرا في ساحة العين بكنيسة الروم الأرثوذكس، حيث ألقت الجماهير الغفيرة التي توافدت للناصرة نظرة الوداع الأخيرة، وزين جثمان الفنانة الراحلة بالعلم الفلسطيني، وعلى أنغام النشيد الفلسطيني "موطني" رفع جثمانها على الأكتاف، وطافت الحشود شوارع وطرقات المدينة وحطت في مقبرة اللاتين، حيث وري جثمانها الثرى.
وحضر الجنازة جماهير غفير إلى جانب عائلة وأصدقاء الفنانة وعدد من المقربين والفنانين والسياسيين في المجتمع العربي.
عبدالحليم حافظ .. أغاني فوق قبره
صدمت وفاة عبدالحليم حافظ أرجاء الوسط المصري والعربي لكن لم يكد يمضي شهر حتى حدث مبالغة شديدة من الجمهور في الحزن الشديد على الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، حيث توجه جمهور عبدالحليم حافظ مجتمعين في مدفنه يستمعون لبعض أغانيه.
بسؤال أحدهم قال "اعتاد العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ على إحياء حفل شم النسيم يوم 26 أبريل من كل عام ولكنه هذا العام ليس معنا لأنه مات في مارس فقلنا أن نذهب بالغناء إليه".
في ذكرى صباح .. سيرة ومسيرة الشحرورة
في ذكرى صباح .. سيرة ومسيرة الشحرورة
هي واحدة من أعمدة الأغنية العربية والمصرية عبر تاريخ طويل مديد من الغناء، لقبت بالصبوحة والشحرورة، صباح، ولدت جانيت فغالي المعروفة باسم صباح في العاشر من أكتوبر 1927 في بلدة بدادون قرب منطقة وادي الشحرور القريبة من بيروت، وهي المولودة الثالثة في أسرة جرجس فغالي بعد جولييت ولمياء.
يحكى أن الأم لم تستطع أن تقاوم دموعها عندما علمت أنها ولدت بنتاً، لأن الأسرة كانت تريد صبياً، وقيل إنها امتنعت طوال يومين عن إرضاع المولودة الجديدة، لولا حكمة الشاعر الزجلي أسعد فغالي "شحرور الوادي" لما اقتنعت الأم بوجوب إرضاعها.
ما لبثت أن حلّت مشكلة الأسرة بولادة شقيق صباح أنطون، أخذت تشعر بحنان الأمومة عندما بدأت تعي الحياة وتدرك معاني الأشياء، فوالدتها كانت خفيفة الظل، مرحة، تعشق الفن، والوالد يهتم بزراعة قطعة الأرض التي يملكها في البلدة، وبسيارته الفورد العمومية التي يقودها السائق طنوس. غير أن هذا الهدوء هزه مقتل جولييت، الشقيقة الكبرى لصباح غداة إصابتها بعيار ناري وهي في العاشرة من عمرها، في إشكال وقع في بدادون، وكان سبباً لمغادرة صباح البلدة إلى بيروت والإلتحاق بالمدرسة الرسمية أولا ثم بمدرسة اليسوعية، وكانت تمثل وتغني في الحفلات المدرسية وهي لم تبلغ الثانية عشرة.
قررت المدرسة تقديم مسرحية " الأميرة هند " ، ورشحت الراهبة المسئولة صباح لأداء دور البطولة فيها، وكانت في الرابعة عشرة من عمرها، فراحت الراهبة تخفق لها يومياً خمس بيضات وتقول لها: "إشربي، سيفيد البيض صوتك ويجعله قوياً".
صدقتها صباح وواظبت على شرب صفار البيض المخفوق، وما ضاعف من ثقتها بنفسها أن الأشخاص الذين حضروا تمارين المسرحية وشاهدوها وهي تستعدّ لأداء دور "الأميرة هند"، شجعوها، من بينهم الممثل الراحل عيسى النحاس، الذي اعتزل التمثيل بسبب تقدمه في السن وعمل بعد ذلك في تأجير الملابس للمسرحيات، أعجب بهذه الممثلة الناشئة فأحضر لها الملابس لدور الأميرة هند.
لم يتقبل والد صباح فكرة أن تقف إبنته على المسرح وتغني، إلا أنه ما لبث أن رضخ على مضض لأن المسرحية كانت تحت إشراف الراهبات، ووافقه الرأي جدها الخوري لويس وخال أمها المطران عقل وبقية أفراد العائلة.
حضر المسرحية قيصر يونس، صهر الممثلة اللبنانية الأصل آسيا داغر الذائعة الصيت في مصر آنذاك، فاقترب من والدها قائلاً له: "حرام ألا تدخل ابنتك السينما"، بقيت هذه الكلمات ترنّ في أذني صباح إلى حين التقت كنعان الخطيب، مدير إذاعة "صوت أميركا" في تلك الفترة، أثناء حفلة أقامها لأهالي التلامذة، فأعجب بموهبتها الفنية وراح يشجعها على الغناء ويعلّمها أصوله.
أعجبت ابنة الأربعة عشر عاماً بكنعان الذي كان في الأربعين من عمره ونشأت بينهما عاطفة جياشة سرعان ما تحوّلت إلى حديث الناس وشاركت آنذاك في حفلة خارج المدرسة في مقر نقابة الصحافة كذلك، وأدت مواويل وعتابا وميجانا من نظم عمها "شحرور الوادي".
عادت المنتجة والسينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر إلى بيروت بحثاً عن نجمة منافسة واستعانت في هذه المهمة بقيصر يونس، موزع أفلامها وقريبها الذي كان يعرف جانيت فغالي، فوقع الاختيار على هذه الأخيرة.
وصلت الصبية إلى مصر برفقة والدها، وفي مقهى في شارع فؤاد الأول، ولد اسمها الفني صباح، أطلقه عليها الشاعر صالح جودت، لأن وجهها كان مشرقاً كنور الصباح، وتردد أن آسيا نشرت صورة لجانيت في مجلة الصباح المصرية طالبة إلى القراء اختيار اسم فني للوجه السينمائي الجديد، فكان إجماع على صباح .
أحضرت أسيا داغر كبار الملحنين للاستماع إلى جانيت وإبداء رأيهم بصوتها، فكان إجماع على أن صوتها غير مكتمل المعالم، إلا أن المخرج هنري بركات وجدها صالحة للتمثيل السينمائي نظراً إلى خفة ظلها. عام 1943 ظهرت صباح في "القلب له واحد" أول فيلم لها مع أنور وجدي من إخراج بركات وغنت فيه أغنيات من ألحان رياض السنباطى و زكريا أحمد، وكان الاتفاق بأن تتقاضى 150 جنيهاً مصرياً عن الفيلم الأول، ويرتفع السعر تدريجا.
في تلك الأيام كانت السينما المصرية تجتاز تجربة الرخاء والرواج والحظ في أسواق الحرب العالمية الثانية، وكانت حشود العمّال تخرج من المعسكرات الحربية والأجنبية لتفرغ جيوبها في الأسواق، خصوصاً السينما والملاهي والصالات، فدفع جو الرخاء المصطنع من يربحون المال إلى إنفاقه بغير حساب، ما أدى إلى ازدهار سوق السينما المصرية وكثر المنتجون.
لم تبشر بداية صباح في فيلم القلب له واحد بنجاح كبير مستمر، كان صوتها غير ناضج وقدرتها على غناء الألحان المصرية محدودة وتكاد تكون عاجزة. لم تكن ملامحها التي ظهرت في الفيلم ملامح ممثلة جميلة أو مثيرة، كانت أشبه بملامح فتاة قروية، لا تستطيع الصمود في مدينة القاهرة.
بعد فيلم القلب له واحد اتجهت صباح إلى الأغاني الخفيفة التي تلحن بسرعة وتؤدى بسرعة ويسمعها الناس بسرعة وينسونها بسرعة، وسماها بعض النقاد في ذلك العهد مطربة السندويش ، نجحت في هذا اللون واتخذته شعارها الفني.
وعقب الحرب العالمية الثانية تغيّرت أفكار الناس وميولهم وكادت في مرحلة أخرى أن تدخل طي النسيان لولا أنها تداركت نفسها، فغيرت لون غنائها وأطلت بالأغاني التي لحّنها المصري كمال الطويل.
انقلبت صباح بأغانيها من مطربة مرحة إلى مطربة حزينة، وكشفت قدرات صوتها، وبدأت منذ ذلك الحين تتحول إلى مطربة بعدما كانت أقرب الى المنولوجيست.
ساعدها هذا النضوج المزدوج جسدياً وصوتياً على تقدمها كمطربة وممثلة، وأتاح لها مشاركة ناجحة في الغناء المصري، كذلك كان لها دور كبير في إدخال الأغنية اللبنانية إلى القاهرة، واستطاعت عبر الأغاني الخفيفة أن تقرّب اللهجة اللبنانية إلى القلوب بعد تعاونها مع رياض السنباطى وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب ومحمد الموجي وبليغ حمدي.
ما لبثت صباح أن صارت فتاة أحلام الشباب، وارتفعت أسهمها في مصر ولبنان وتوالت بطولاتها السينمائية لتبلغ حوالي 85 فيلماً مع كبار الممثلين، من بينهم رشدي أباظة، أحمد مظهر، محمد فوزي وفريد الأطرش، رددت أكثر من مرة أن قصة حب نشأت بينها وبين هذا الأخير لكن لم تكتمل فصولها، ومن بين الأفلام التي شاركا في بطولتها سوياً: الأيدي الناعمة، شارع الحب، بلبل أفندي، نار الشوق .
لها 83 فيلم بين مصري ولبناني، و27 مسرحية لبنانية، وما يزيد عن 3000 أغنية بين مصري ولبناني ، وتعتبر ثاني فنانة عربية بعد أم كلثوم في أواخر الستينات تغني على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية وذلك في منتصف سبعينيات القرن العشرين، كما وقفت على مسارح عالمية أخرى كأرناغري في نيويورك ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا و قاعة ألبرت هول بلندن، وكذلك على مسارح لاس فيغاس وغيرها.