ذهب عن عالمنا كل من نحب وارتفع شعار "البقاء للأسوء"، وعلى الرغم من الرحيل المؤلم إلا أن مازالت كلماتهم الأخيرة تدق أبواب قلوبنا وتطاردنا من حين إلي آخر، والعيون تدمع والقلوب تزداد نزيفا، ولا أعلم حتى الآن لماذا يرحل الطيبون أولا؟!!
فأنا أعلم أن جميعنا سنرحل إلى دار الأخرة، ونحشر في "يوم لا ريب فيه"، ولأن الموت حتما سيأتي... فلما لا نحبه؟!.. فالأمة تصب في كأس الميت ويسقي به الأحياء، فعندما يموت العزيز مرة، يظل الأحياء يموتون ألف مرة، فان كانت الحياة مليئة بالألم والتضاريس المميتة التي تجعلنا ننزف كل يوم بلا شفقة أو رحمة فالموت أرحم ولقاء الله شفاعة لأجساد بلا أرواح، "فلا رادِ لقضاء الله"، وإنما كل ما في الأمر أن الموت يدق أبواب الأعمار الصغيرة والقلوب الصافية وكأنه يتغذي على الألم الأحياء، فهو يخطب زهرة ربيعنا واحد تلو الآخر، ولا ينظر لصراخ الأمهام المنتشر في كل الأماكن والأجواء، فلا يوجد شخص عزيز علي خالقة، ولكن أرغب أن أمنيتي تتحقق وأن أرحل قبل أن أشعر مجددا بموت من أحب.
" فيالله أجعلني من المختارين وضمني بجوار الأحبة في قبر مظلم منير برحمتك.