هل تتوفر مقومات خيرية الأمة وخيرية نبيها في المجتمعات الإسلامية الآن؟
استعرض وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، خلال
خطبة الجمعة اليوم، أبعاد خيرية الأمة وخيرية نبيها وكيف نحقق خيرية الأمة الآن،
والتي جاءت بنفس العنوان، حيث بين أن الله عز وجل قد كرم الأمة المحمدية، كما بين
فضلها ومكانتها وخيريتها بين جميع الأمم، مؤكدا أن هذه الخيرية أمانة ومسئولية قبل
أن تكون تشريفا وتكريما، مستشهدا بقول الله تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس،
تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله".
مقومات خيرية الأمة وخيرية نبيها وكيف نحقق
خيرية الأمة الآن
من جهة أخرى أكد وزير الأوقاف خلال خطبة
الجمعة التي جاءت تحت عنوان، "خيرية الأمة وخيرية نبيها وكيف نحقق خيرية
الأمة الآن" أن الأمة الإسلامية استمدت خيريتها من خيرية نبيها محمد عليه
السلام، وتابع، فهو رسول الله للعالمين وخاتم الأنبياء والمرسلين وهو من قرن الله
عز وجل ذكره بذكره في كل وقت وحين، وهو من جمع الله له النبيين فآمنوا به، وصلوا
خلفه أجمعين وهو من تكاملت رسالته مع الرسالات السابقة.
اقرأ أيضا : عالمية الرسالة المحمدية كما يجب أن نفهمها.. هل تأثرت بظاهرة الإسلاموفوبيا؟
واستشهد جمعة خلال الخطبة، ليؤكد خيرية الأمة
وخيرية نبيها وكيف نحقق خيرية الأمة الآن، بقول الله جل علاه، آمن الرسول بما أنزل
إليه من ربه والمؤمنون كل قد آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، لا نفرق بين أحد من
رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير" واستطرد، فهو صلى الله
عليه وسلم حظنا من الأنبياء ونحن حظه من الأمم فما أسعدنا بشرف الانتماء إليه.
من ناحية أخرى قال وزير الأوقاف خلال خطبة
الجمعة التي ناقشت خيرية الأمة وخيرية نبيها وكيف نحقق خيرية الأمة الآن، أن خيرية
الأمة وخيرية نبيها عليه السلام، لا يعد حديثا من أجل التفاخر أو التعالي أو
العنصرية، بل لفت إنه حديث من منطلق الأمانة وأداء الرسالة والشعور بالمسئولية،
مؤكدا أن الخيرية التي وصفت بها الأمة المحمدية ليست خيرية مطلقة دون ضوابط، مشيرا
إلى أن الله تعالى جعل للخيرية مقومات إذا أخذت بها الأمة وقامت بواجبها نحو
أدائها تحققت لها هذه الخيرية.
وقد عدد الوزير، أشكال المقومات التي يجب أن
تأخذ بها الأمة المحمدية وذكر على سبيل المثال تطبيق القيم والمبادئ والأخلاقيات
التي جاءت بها الرسالة المحمدية بمفهوم شامل يحقق التسامح والتعايش السلمي، بين
البشر جميعا، كما يدفع المسلم لتحقيق الخير والنفع لكافة الخلق، مستشهدا بالحديث
النبوي، "المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم
للناس".
كما شرح جمعة، خلال الخطبة التي تناولت خيرية
الأمة وخيرية نبيها وكيف نحقق خيرية الأمة الآن، المفهوم الشامل للخيرية، الذي
يجعل الإنسان يحب الخير لغيره، كما يحبه لنفسه، منبها إلى أنه يجب أن تدرك الأمة
المعنى الحقيقي للوسطية التي تجمل أبناء الأمة على التوازن والاعتدال في مجمل الأمور،
من ناحية فهم مقاصد الدين إضافة إلى تحقيق مصالح المجتمع ونفع الناس والعمل من أجل
إعمار الكون والفوز في الآخرة.
وشدد وزير الأوقاف على ضرورة الموازنة بين
متطلبات الروح ومتطلبات الجسد وفق منهج الإسلام المستقيم البعيد كليا عن الإفراط
والتفريط منبها إلى تحذير الإسلام من جميع ألوان التشدد والغلو، مشيرا إلى أن
الوسطية الصحيحة هي التي تؤهل الأمة إلى أن تكون جديرة بالقيام بحق الشهادة على
سائر الأمم، واستشهد بقول الله تعالى، "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء
على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا".
وحول مقومات تحقيق خيرية الأمة، أكد الوزير
أثناء خطبة الجمعة التي نقلت تحت عنوان" خيرية الأمة وخيرية نبيها وكيف نحقق
خيرية الأمة الآن، أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعد أحد أهم مقومات تحقيق
الخيرية، مؤكدا أن هذا يتطلب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، لافتا إلى تحول
أسلوب الدعوة إلى تشدد فإن من فعل ذلك قد خالف الضوابط الشرعية التي أصلها الشرع
الحنيف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مستشهدا بقول الله تعالى "ادع
إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن
ضل سبيله وهو أعلم بالمهتدين".
ومن ناحية المقومات التي تحقق خيرية الأمة،
تحدث جمعة عن تحقيق الإيمان بالله عز وجل، مؤكدا أن الإيمان بالله يهدي صاحبه إلى
كل خير إلى جانب أن الإيمان بالله ينشأ ويعيش حياة طيبة مراقبا لله عز وجل في
تحركاته وسكناته فلا يتعدى على حق غيره ولا يأخذ ما يحل له، فيؤمنه الناس
ويألفونه، جاء هذا خلال خطبة الجمعة التي أذيعت تحت عنوان "خيرية الأمة
وخيرية نبيها وكيف نحقق خيرية الأمة الآن".